مرر سار الكرة إلى لين الذي ما أن أمسكها حتى وجد احد اللاعبين أمامه فنطط الكرة بقوة وقال:
-هل تعتقد أنك ستوقفني ؟
فقال خصمه بسخرية:
-وماذا يمكنك أن تفعل أيها القزم؟
-هذا
وانقض نحوه بقوة فاستعد الشاب للدفاع ولكن لين قفز للأعلى فجأة فنظر إليه بدهشة وما ان هم بأن يسدد حتى قفز أحد المدافعين أمامه فابتسم بسخرية لتبدو علامات الاستغراب على وجه المدافع ولكنها سرعان ما زالت حين مرر الكرة لأيان الذي انطلق بها بسرعة نحو السلة ولكنه فوجئ برويك أمامه فقال:
-سترى
وزاد من سرعته ليتجه مباشرة نحوه وهو يحاول أن يتجاوزه ولكن رويك أوقفه فأحنى أيان جسده ليمر من الأسف متجاوزا إياه وهم بأن يسدد ولكنه وجد مدافعين أمامه فنظر ليامن الذي كان على بعد منه فقال:
-يامن
ومرر الكرة له فأمسها يامن ونظر للسلة وقال:
-هذه أول ثلاثية لي
وقفز مسددا الكرة التي استقرت داخل السلة مع صوت الهتاف فصفق يامن كفه بكف أيان الذي قال:
-ثلاثية ممتازة
-شكرا لك
فنظر أيان للباقين وقال:
-أنت مستعدون للفوز
فقالوا معا: أجل .
وخارج الكلية سار فتى وهو يجيل النظر حوله بحيرة فيما بدا القلق في عينيه العسليتين وقال:
-أين ذهب ذلك المزعج؟
وقف أمام الكلية وقال:
-ما الذي يحدث هنا؟
أزاح خصل شعره البني وقال:
-سأرى فربما وجدت يامن في الداخل
واتجه نحو الطلاب المتجمعين.
قفز لين للأعلى بقوة متفاديا مدافعين أمامه ليسدد كرة قوية استقرت داخل السلة فقال رومي:
-أحسنت
فيما قال سار: سلة رائعة يا لين
فنظر لين إليهم وقال:
-هيا لنتابع
فيما نظر أيان لرويك وقال:
-ما قولك الآن ؟ من هو الفاشل؟
فبدا الغضب على رويك وهم بأن يصرخ ولكن صوتا حازما أوقفهم قائلا:
-توقفوا حالا
فنظروا جميعا لشاب ذو شعر بني ووجه حازم تقدم نحوهم ليقف وسط الملعب وقال:
-رويك ما الذي يحدث هنا ؟
ونظر إليه فقال رويك:
-هم من بدءوا
فقال أيان:
-أنت كاذب
ولكن الشاب قال:
-لقد شاهدت كل شيء يا رويك وأعرف ما حدث
فبدا الحقن على رويك ولم يجب فيما نظر الشاب للباقين وقال:
-أعتذر عما بدر من لاعبيّ
فقال أيان باستغراب:
-ماذا أليس ذلك المتعجرف هو كابتن الفريق ؟
-كلا أنا كابتن الفريق سان
فقال لين:
-هذا أفضل
فأردف سان قائلا:
-لقد تابعت المباراة أداؤكم كان رائعا
فقال سار: شكرا لك
-سأكون بانتظاركم غدا في امتحان طلاب السنة الأولى
فقال لين: بالتأكيد سترانا هناك
-هذا جيد أراكم غدا إذن
وغادر المكان مع رويك والباقين ، فيما جلس الفتية على الأرض بتعب وقال رومي:
-كان هذا متعبا
فقالت سارة:
-ولكنكم فزتم بتفوق
فنظر سار إليها وقال:
-لم تعرفنا بصدقتك يا لين
-هذه سارة ، سارة هذا أيان رومي وسار ويامن
ونظر إليه وقال:
-بالمناسبة أنت رامٍ ماهر
-الثلاثيات هي اختصاصي
فقال سار:
-لقد كانت رائعة حقا
-شكرا لك
ولكنه سمع صوتا غاضبا يقول:
-يامن
فبدا الرعب عليه ونظر إلى ذلك الفتى الذي تقدم منه ونار الغضب تشتعل في عينيه فقال:
-يا إلهي داني
فبدا الاستغراب على الباقين فيما وقف داني أمام يامن وصاح بغضب:
-ما الذي كنت تفعله أيها المجنون؟
فأغلق أذنيه بشدة ونظر إليه وقال:
- داني لا تكن عصبيا هكذا
فبدا الغيظ على وجهه وقال: ماذا؟
فقال يامن يهدئه:
-لم أفعل شيء خطرا
-آه حقا ولعبك الآن
-لم أبذل جهدا كبيرا
فتنهد بيأس وقال: أنت مجنون أتريد القضاء على نفسك
-أنا لا
فيما كان الباقين يراقبون باستغراب وقال رومي:
-يامن ما الذي يحدث بالضبط؟
فنظر إليهم وقال:
-لا شيء مهم
ولكن داني قال :
-لا شيء مهم ألم يحذرك الطبيب أن تلعب لأن شخصا مريضا بالقلب يحتاج للراحة
فقال سار بدهشة:
-مرض في القلب أنت تمزح؟
فنظر داني إليه ببرود وقال:
-ماذا؟
فأشار أيان ليامن وقال:
-هذا الشخص مصاب بمرض في القلب لقد كان يركض ويلعب كالحصان
فقال داني بخيبة:
-هذا لأن هناك من يمنعه من القضاء على نفسه
فنهض يامن وقال:
-إنك متزمت
ونظر للباقين وقال:
-حسنا يا رفاق سأراكم غدا في الامتحان
فقال لين:
-تخلص من مراقبة صديقك أولا
-لا تقلق أعرف ما أفعله
فقال داني: حقا سنرى
ودفعه أمامه ليغادرا فقال يامن:
-إلى اللقاء
فراقبوه وقال أيان:
-إلى اللقاء
فيما نهض رومي وقال:
-ما رأيكم بالذهاب لتناول المثلجات ؟
فقال لين:
-أنا موافق
ونظر لسارة وقال:
-هل تأتين؟
-لا مشكلة
-جيد هيا أيان سار
فنهضوا جميعا وغادروا الملعب.
وفي حديقة قصر المملكة كان ساند وكويت يجلسان مع تين ونادي وإيما وريم وقال كويت:
-هذا ما حدث
فقات ريم: هذه مشكلة كبيرة؟
فقالت تينا:
-ترى ماذا سيفعل آباؤنا الآن؟
فقال نادي:
-لننتظر ونرى.
وفي قاعة الاجتماعات في القصر كان الملوك الخمسة يجلسون معا حول الطاولة وقال الملك توبال:
-هذه مشكلة كبرى علينا أن نجد حلا لها بسرعة
فقال الملك كونتر:
-ولكن لا يمكننا أن نذهب بكل سهولة ونزيحه عن الحكم تدخلنا هذا غير شرعي
فقال الملك بيار:
-والحل الآن؟
فقال الملك أيروسين:
-الحل الوحيد أمامنا هو العثور على الأمير ألفريد وعدمه من أجل إعادته للحكم وهكذا نمنع سويارت من الاستمرار بمخططاته
فقال الملك بيار:
-وكيف سنعثر عليه ؟
فقال الملك أنداك:
-لدي فكرة لِم لا نكلف فرقة المستقبل بهذه المهمة؟
فنظروا إليه جميعا وقال الملك توبال:
-فرقة المستقبل
-أجل فهم في النهاية سبب وجودنا هنا
فقال الك بيار:
-لا أعرف لن أكون مرتاحا على إيما في عالم المجنحين
وأضاف الملك توبال:
-صحيح فقد أخبرتني ريم بأن لين هو صاحب فكرة المؤتمر وكل ما حدث أصلا وهم كانوا مجرد منفذين لها
وقال الملك كونتر:
-وأنا لن أرتاح على تينا
فقال الملك أنداك:
-وماذا عن نادي
فقال دون اهتمام:
-لن يصيبه مكروه حتى لو وضعته أمام سويارت بنفسه
فضحكوا جميعا فيما قال الملك ايروسين:
-لا تقلقوا أنا لدي الحل
فنظروا إليه وقال الملك توبال:
-وما هو.
دخل لين إلى القصر الأحمر متجها نحو قاعة الاستقبال رمى بنفسه على الأريكة وقال:
-أنا متعب
ولكنه سمع صوت بيكا يقول:
-مرحبا يا فتى
فنهض من مكانه فزعا وهو ينظر لبيكا الذي وقف أمامه وهو يستند على الحائط فقال بدهشة:
-بيكا
فابتسم وقال:
-ماذا ألن ترحب بصديق قديم؟
فبدت السعادة على وجه لين واتجه نحوه ليعانقه بحرارة فقال بيكا:
-لين ستخنقني
-ولكنني اشتقت لك كثيرا
وابتعد عنه فقال بيكا:
-وأنا أيضا اشتقت لك
فجلسا على الأريكة وقال لين بلهفة:
-ولكن كيف أتيت إلى هنا؟ ألا تعرف نصوص المعاهدة التي وقعناها مع السحرة ؟
-يلى أعرف ولكن اهدأ حتى أشرح لك
-أنا أستمع
-حسنا لقد أرسلني الملوك الخمسة إلى هنا
فاصطنع التفكير وقال:
-الملوك الخمسة
-أجل
-أتعرف هؤلاء الخمسة لا يجتمعون إلا في المصائب
فهز رأسه موافقا وقال:
-معك حق في هذا
-ولكن ما الذي حدث بالضبط؟
فنهض بيكا وقال:
-ستعرف عندما نذهب للملكة
فاعتلت الفرحة وجهه وقال:
-هل أستطيع الذهاب للملكة؟
-بكل تأكيد
فقفز من الفرحة وقال:
-رائع
-لم أتوقع أنك ستفرح إلى هذه الدرجة
-بالتأكيد لقد اشتقت للجميع حتى للملك أنداك
-حسنا إذن هيا
واتجها نحو البوابة فأمسك لين خنجره ليجرح به إصبعه ووضع قطرات الدم على البوابة التي فتحت ففرد الشابين جناحيهما وانطلقا داخل البوابة.
وداخل الجبال وفي مغارة شبه مخفية داخل الصخور كان ألفريد جالسا والجراح تملأ جسده عدا عن التعب الذي كان بادٍ عليه وهو ينظر لجسد بيير الممدد أمامه وهو نائم بهدوء وسكينة ، تساقطت تلك القطرات المالحة على يد بيير فيما نظر ألفريد إليه وهو يحاول أن يوقف دموعه وقال بهمس:
-لماذا فعلت هذا؟ لماذا ضحيت بحياتك يا بيير ؟ لماذا؟
وعادت لذاكرته ما حدث .
" انطلق ميوو وألفريد على ظهره فيما كان بيير يحلق بجانبه وسط الغابات فقال ألفريد:
-هل تعتقد أنهم سيكونون بخير؟
فقال بيير مشجعا:
-لا تخف فأيكان معهم
-أرجو ذلك
ولكن صوت انفجار قوي هز المكان هزا فتوقف الشابان ونظر للخلف حيث الدخان المتصاعد فقال ألفريد بقلق:
-إنه المقر
فيما كان بيير ينظر إليه بدهشة وقال:
-لا يمكن هذا
ولكن ضربة قوية انطلقت لتصدم بالأرض بينهما مما افزع ميوو ليسقط ألفريد أرضا فيما اصطدم بيير بالأشجار خلفه وتقدم سويارت ليقف أمامهما وقال:
-هل تعتقدان أنكما ستهربان؟
فنهضا عن الأرض بتعب ونظرا إليه بحقد وقال بيير:
-أنت
فبدا رمحه بيده وقال:
-حان الوقت
ووجه بصره نحو ألفريد وقال:
-لأتخلص من الأسرة الحاكمة للأبد
فوقف ألفريد وقال:
-لا تحلم
وبدا رمحه في يده فقال بيير:
-ألفريد أنت لا تزال متعبا لا يمكنك القتال
ولكنه نظر إليه وقال:
-سأكون بخير
وتقدم نحو سويارت بخطوات ثقيلة حتى وقف أمامه وقال:
-ستدفع ثمن فعلتك هذه
-أرني ما لديك
فأمسك ألفريد رمحه وقال:
-سأريك
ومده أمامه وأغمض عينيه لتبدو طاقة زرقاء تتجمع على الرمح فقال سويارت بحذر:
-طاقة الأسرة الحاكمة لنرى
وانقض نحوه بقوة موجها من رمحه ضربة قوية فيما بدا القلق على بيير وهو ينظر إليه وقال:
-ألفريد
فتح ألفريد عينيه التين توهجتا بلون أزرق قوي وقال:
-إنها نهايتك
وانطلقت الطاقة لتشكل كرة بين يديه واستجمع كل قوته ليطلقها نحو سويارت الذي أطلق ضربة أخرى نحوها لتصطدم بها ولكن ضربة ألفريد تجاوزتها لتصطدم سويارت مباشرة وبقوة كبيرة حاول صدها ولكن طاقته خانته فأرجعته الطاقة بقوة لتصدمه بالأشجار ، فنظر بيير إليه وقال:
-هذا ممتاز ألفريد لقد
ونظر إليه ولكنه تجمد حين شاهده ملقى على الأرض فقال: ألفريد
واتجه نحوه مسرعا ليرفعه بين يديه وقال:
-ألفريد ألفريد هل تسمعني ؟
ولكنه لم يأتي بحركة واحدة فنظر إليه وقال:
-لقد استعمل كل طاقته إنه مرهق تماما
ونهض وهو يسنده إليه ولكن ضربة من سويارت أصابته مباشرة في ظهره فاعتلى الألم وجهه وهم بالسقوط لولا أنه تمالك نفسه ونظر للخلف بصعوبة ليجد سويارت يقف خلفه فقال بدهشة:
-لا تزال حيا
فقال بسخرية:
-لا تصدق أن ضربة بذلك الضعف ستكفي للتخلص مني أنت تحلم بلا شك
-ماذا؟
تراجع للخلف وقال:
-علي أن أفعل شيئا ما
ونظر حوله لتخطر على باله فكرة فقال:-حسنا
وأطلق صافرة قوية فقال سويارت:
-ما الذي تفعله؟
-ستعرف حالا
ولكن صوت ميوو لفت انتباههما فنظر سويارت للخلف ولكن ميوو وجه له رفسة ن قدميه أسقطته أرضا واتجه نحو بيير الذي قال:
-ميوو
ووضع ألفريد على ظهره وقال:
-خذه إلى مكان آخر هيا أسرع
فصهل الحصان بقوة وفرد جناحيه مغادرا المكان فقال سويارت:
-توقف
وهم بأن يتبعه ولكن بيير وقف أمامه ممسكا رمحه وقال:
-هل أنت ذاهب إلى مكان ما ؟
فبدا الغضب على سويارت وقال:
-ستكون هذه هي آخر مرة ترى النور فيها
وهجم عليه بقوة "
أسند ألفريد جسده للحائط بتعب وقال:
-والآن؟
أغمض عينيه وهو يستعيد الأحداث الأخيرة في ذاكرته ، سويارت يسيطر على كل شيء ولا أحد يمكنه ردعه ، أيكان لا يعرف ماذا حل به لا يزال حيا أم لا، وبيير تركه ورحل هو الآخر، لم يبقى أي شيء له ، حتى قوته لا يمتلك منها ما يكفي لشفاء جراحه
فتح عينيه ونظر لبيير أمامه وقال بهمس:
-لقد انتهى كل شيء يا بيير كل شيء .