الفصل الرابع من روح الحب بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل الرابع .. اليوم الأول لاستلام " ندى " عملها الجديد ..... دلفت " ندى " إلى القسم ، كان هناك بعضا من الممرضات تعرفنها فسمعتها تسبقها أينما ذهبت ، رحبن بها ترحيب شديد . إنها تشعر برهبة ، فهو يومها الأول بهذا القسم ، كما تتألم لفراق مرضى القسم الذي كانت تعمل به ، ولكن عزائها الوحيد أنها مازالت تقوم بعملها والذي تعشقه حد الموت . وربما كان سببا رئيسيا لرفض طلب الدكتور " عماد " . أصغت " ندى " إلى ارشادات دكتور " رشدي " بكل اهتمام ، فهو الدكتور الذي سوف تعمل تحت اشرافه وتنفذ توجيهاته ... أخبرها دكتور " رشدي " بوجود ثلاث حالات ستكون مسئولة عنهم بهذا القسم مسئولية كاملة ... كان أولهم أب لخمس أولاد ، ويُدعى " ماهر " ، وقد أصيب بجلطة نتيجة خسارته صفقة تجارية قضت على أكثر من ثلثي ثروته ، وقد تم اجراء عملية جراحية له إلا أنه دخل غيبوبة ولم يفق منها بعد . وثانيهم " توفيق " ، رجل أعمال عظيم الشأن أصيب بغيبوبة سكر لسماعه خبر وفاة ولده الوحيد ، ولم يفق حتى الآن ، وهو أصعبهم حالة . وثالثهم " بهاء " وقد أصيب في حادث وانقلبت سيارته ونقل للمستشفى في حالة خطرة . كان الدكتور " رشدي " هاديء الطبع رزين يشبه في طبعه طباع والدها ، مما جعلها تشعر بارتياح من أول وهلة . بداية العمل .... مرت " ندى " على الحالات الثلاث ، فهي لا تضيع وقتها أبدا ، دلفت أولا حجرة " ماهر " وجدته رجلا يناهز الخمسين اقتربت منه وتابعت الأجهزة لترى إن كان هناك شيء غير عادي ، إلا انها وجدت أن الأمور مستقرة ، وشرعت في الحديث إليه ونسيت أنه لن يجيبها . قالت : مرحبا ، أستاذ ماهر ، أنا ممرضتك الجديدة هل تشعر بتحسن ؟!! ، أوووه .. لقد نسيت أن هنا لا كلام ، ولكني لن أخفيك سرا فلقد تحسنت حالتك كثيرا جدا وهذا واضح من المؤشرات والملاحظات ، أسأل الله العظيم أن يشفيك لتعود لأبناءك سالما ... غادرت " ندى " غرفة " ماهر " ودلفت إلى غرفة " توفيق " ، " توفيق " يبدو عليه الوقار رجل أعمال تنطبق عليه صفات رجال الأعمال المحترمين .. وكما حدث في غرفة " ماهر " حدث هنا أيضا . قالت " ندى " موجهة حديثها إلى " توفيق " بصوت خفيض : أستاذي العزيز لا تحزن على ما فات ، فلكل أجل كتاب ، أسأل الله لك الصبر والسلوان ، ولكن .. أتراه يسعد وأنت على حالتك هذه ؟؟!! بالطبع لا .. هوِّن عليك سيدي ، أتمنى لك الشفاء التام الذي لا يغادر سقما ... وأخيرا غرفة " بهاء " ، بهاء شابا في الثلاثين من عمره ، وسيم ، يعمل حرا ، فهو يعمل مديرا لثروة والده الطائلة . اطمأنت " ندى " على ثلاثتهم ثم انصرفت لتنهي بعض الأعمال الادارية ، وبعد قليل طلبها دكتور " رشدي " فأسرعت إليه ، وما أن رآها حتى سألها : " ندى " ما الذي حدث بغرف ثلاثتهم ؟؟!!! أجابت " ندى " وقد تسلل إليها الخوف : لا شيء دكتور مررت وظننت أني في عملي الطبيعي فاسترسلت في الحديث ، رغما عني ، أعلم أني أخطأت وأعتذر . وبدأت تبكي ثم استدركت متساءلة : ولكن ماذا حدث هل أصابهم مكروها ؟؟!!! . أجاب دكتور " رشدي " : لقد بدأ " ماهر " يستجيب لمحاولات إفاقته .. وهذه بداية طيبة ، أما " توفيق " و " بهاء " فمازالا لا يستجيبان . تحدثي إليهم " ندى " فمن الواضح أنهم يحتاجون لمن يتحدث إليهم ليشعرهم أنهم مازالوا على قيد الحياة . أجابت " ندى " أوامرك دكتور " رشدي " . قال لها : تفضلي الآن .. ما إن خرجت " ندى " من غرفة دكتور " رشدي " حتى زفرت زفرة ارتياح ، فأسرعت إليها إحدى الممرضات والتي كانت تمر مصادفة ، وجدت وجهها شاحبا فتساءلت : ما بك " ندى " ؟؟!! . أجابت " ندى " : لا شيء أختي ، ولكن حسبت أني أخطأت في تصرف ما ، ووجهني دكتور " رشدي " للصواب . فقالت الممرضة " الحمد لله . لا عليك أختي فدكتور " رشدي " طيب القلب وهاديء الطبع ، فلا تخشي منه شيئا ، إنما تأتي نصائحه دوما بلطف . قالت " ندى " : صدقت . وهذا ما حدث . استودعتها الممرضة وقالت لها : أراك على خير " ندى " . أجابت " ندى " : وأنت بكل خير ... مهلا !! . قالت الممرضة : خيرا !! . قالت " ندى " : لم أعرف اسمك عزيزتي ؟! . قالت الممرضة : " تهاني " . قالت " ندى " : اسم جميل : تهاني " . فردت " تهاني " : ليس أجمل من اسمك يا أرق " ندى " . شكرتها " ندى " ثم انصرفت كل منهما إلى عملها .... إلى هنا ينتهي الفصل الرابع أوقات سعيدة هنا بأمر الله سعدت بالمتابعة والمرور سحر أحمد
__________________ الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها وذِكر مصدرها ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة جزاكم الله كل خير المنتدى أمانة في أيديكم فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي |