بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل الخامس .. مرت الأيام وعلاقة " ندى " و" تهاني " تتوطد وتقوى يوما بعد يوم ، لقد أحبتها " ندى " لطيبها وخُلقها الحسن ، وكما يقولون الطيور على أشكالها تقع . وكان " ماهر " قد تحسن حتى تمت إفاقته ونُقِل من العناية الفائقة ، وفرحت " ندى " جدا بهذا الخبر . وطلب دكتور " رشدي " من " تهاني " استدعاء " ندى " وذهب معها إلى حجرة " ماهر " التي انتقل إليها وهناك قال دكتور " رشدي " : الفضل فيما أنت فيه الآن بعد فضل الله لهذه الممرضة . وأشار إلى " ندى " ، فقال " ماهر " : أشكرك بنيتي على حُسن معاملتك ومتابعتك وتحملك . فقالت " ندى " في خجل : إنما هو عملي سيدي ، فلا تشكرني لمجرد أني قمت بعملي . قال " ماهر " : بارك الله فيك بنيتي ، اطلبي ما شئت . قالت " ندى " : أشكرك سيدي ...... هنا قاطعتها زوجة السيد " ماهر " قائلة : اطلبي ما شئت ، وصدقا وأيا ما كان ما تطلبين سنأتي لكِ به . قالت " ندى " : أشكرك سيدتي ، أنا لا أؤجر على قيامي بواجبي ، ولكن أسألكم الدعاء . فأخذا في الدعاء لها بما فتح الله عليهما من دعوات ، ثم تركتهم بعدما أذن لها دكتور " رشدي " بالانصراف . كانت سعيدة جدا بما وصل إليه " ماهر " وتمنت لو تتحسن حالتي " توفيق " و " بهاء " . وهي بالطابق الأول الذي نُقل إليه " ماهر " مرت على صديقاتها ، وما أن رأتها " نهلة " حتى صرخت : حبيبتي " ندى " ، " ندى " هنا يا بنات . واحتضنتها . فقالت " ندى " : كم أفتقدكن جميعكن حبيباتي . قالوا جميعا : ونحن أيضا ، كيف حالك ؟ ما الأخبار ؟ كيف العمل معك بالعناية الفائقة ؟ كيف المرضى ؟ ما أخبار الصمت ؟ قالت " ندى " ضاحكة : كفى كفى ، كل هذه التساؤلات تريدون الاجابة عنها في خمسة دقائق ؟؟!! . لا سوف يكون لي عودة ، أما الآن فسأذهب للاطمئنان على محمد وهالة و ............ قاطعتها " نهلة " قائلة وقد شاب صوتها التأثر : " ندى " لا تذهبي لحجرة المسن ، لقد غادر المستشفى بعد رحيلك بيومين . قالت " ندى " : هل تماثل للشفاء ؟ أعتقد أن كانت الفترة المحددة لعلاجه أطول من ذلك . قالت إحدى الممرضات : لا ، لقد توفاه الله . قالت " ندى " : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه راجعون . حزنت " ندى " ولكنها تمالكت نفسها وذهبت لزيارة " محمد " الذي ما أن رآها حتى صرخ : ندى ندى ، خطيبتي وكاد أن يقع فأسرعت إليه قائلة : مرحبا محمد ، كيف حالك أجبني ؟ قال " محمد " : الحمد لله . كيف حالك أنت ؟ لماذا تركتيني ؟ هل رأيت أحدا أكبر مني سنا ليخطبك ؟ . قالت " ندى " ممازحة : لا ، ولكنهم أرادوا أن يبعدوني عنك حتى لا يضيع مستقبلك وتتماثل للشفاء سريعا وتكف عن تمثيل دور المريض لتبقى أطول فترة هنا . ضحكا سويا وقالت : كن بخير يا محمد ، وسأعود إليك عما قريب فلا تقلق بشأني ، ولكني أريدك في خير حال ، اتفقنا ؟! . قال لها : اتفقنا ، وفي المرة القادمة سأطلب يدك حتى لا تتركيني أبدا .. واستمرا في الضحك فقالت " ندى " : سأتركك الآن يا محمد لأرى باقي الأصدقاء . قال لها : في رعاية الله ، سلام ، ولا تنسيني . أجابته قائلة : أنا لا أنسى أحبابي ، سلام . وها هي تعود لحجرة " هالة " بالحجرة أوراق بكل مكان و" هالة " نائمة كالملاك البريء ، ربتت " ندى " على كتفها وقبلت جبينها ولملمت الأوراق المتناثرة بكل مكان لتجد أنها قد بدأت بالكتابة كما أتفقتا ، ووجدت شيئا يخصها ، ورقة مكتوب عليها : أفتقدك أختا كبرى ، أو أما لي يا مَن تركتيني هنا وحدي ... أعاني . هل لكِ من عودة ؟؟!!! . وهل سأراكِ من جديد ؟؟!! . أم أني سأغرق في بحر أحزاني ؟؟!! . أنتِ .. ممرضتي وصديقتي وكل .. ما لي . فهل ستتركيني انت أيضا .. لحرماني ؟؟!! . توقفت عن القراءة فلم تستطع " ندى " الاستمرار في القراءة وأجهشت بالبكاء ، وهنا فتحت " هالة " عينيها فاحتضنتها قائلة : تُرى كيف حالك حبيبتي ؟ اهكذا تتركيني دون وداع ؟ هل ستفعلين مثل أبي وأمي ؟ ها قد عدتِ فلا تروحي من جديد . فأنا احبك صدقيني . قالت " ندى " : هدئي من روعك صغيرتي ، أنا هنا ، وسأكون دوما هنا بالقرب فلا تقلقي ، أخبريني كيف انت ِ ؟ أجابت " هالة " : الحمد لله أعيش ، مازلت قادرة على التحمل . قالت " ندى " : الحمد لله . أرى أن حالتك تحسنت . ردت " هالة " : الحمد لله على كل حال . قالت " ندى " متأثرة : من اللازم أن أعود أدراجي الآن ولكن اعدك بزيارة أخرى . اتفقنا ؟! . قالت " هالة " متساءلة وقد ارتسمت ملامح الحزن على وجهها البريء : هل ستغيبين من جديد ؟؟!! . قالت " ندى " : لن اطيل غيابي هذه المرة . أجابتها " هالة " : وأنا سأنتظرك دائما وأبدا . ودعتها " ندى " وهي حزينة لهذا الفراق وقررت أن تطلب نقلها للقسم الذي تهواه حيث مرضاهم التي تحبهم وتود التواصل معهم والتخفيف عنهم . وبعد ان انهت عملها .. عادت إلى المنزل حزينة مكسورة الخاطر . وما أن رأتها والدتها حتى سألتها : ما بك يا ندى ؟!! . هل حدث مكروه ؟؟ . أجابت " ندى " في حزن : كنت أتابع مريضا بالقسم الذي نُقلت منه ولكنه توفى بعدما رحلت بيومين . قالت " صفية " : يابنتي هي أعمار . ولكل أجل كتاب . قالت " ندى " : ونعم بالله . ولكن احزنني أن يمت دون أن يكون أحدا إلى جواره كما كان معتادا على وجودي معه . قالت " صفية " : لا عليك حبيبتي ، هيا . أدخلي بدلي ملابسك وخذي حماما دافئا . سيساعدك ذلك على نوم هاديء . قالت " ندى " : نعم ، فأنا فعلا أحتاجه بشدة . دلفت " ندى " إلى غرفتها واستلقت على فراشها بعدما أخذت حماما دافئا ، حملقت بسقف الحجرة مشتتة هي بين من يحتاجونها في قسم العناية الفائقة وأصدقائها بالقسم المنقولة منه ، فأيهما تختار ؟!! . وبالطبع لن تستطع التوفيق بين القسمين ، أخذت تفكر طوال الليل في الاختيارين الذين باتا أصعب من بعضهما البعض ، حتى غفت مع بداية نسيج خيوط الفجر الجديد . إلى هنا ينتهي الفصل الخامس شكرا لكل مَن يتابع تحية طيبة سحر احمد
__________________ الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها وذِكر مصدرها ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة جزاكم الله كل خير المنتدى أمانة في أيديكم فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي |