عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-18-2007, 02:38 PM
 
الهجرة...دروس ومعاني وعِبر


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهجرة..رأس السنة الهجرية...مناسبة عظيمة جعلها المسلمون بداية للتقويم الإسلامي
والأهم من ذلك...هي موقف ومناسبة عظيمة عايشها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه هو وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين
هي الهجرة...هجرة قلوب المحبين مع حبيبهم صلى الله عليه وسلم من مكّة المكرّمة في السنة الثالثة عشرة للبعثة إلى طيبة الطيّبة التي كانت نُزُلاً كريماً لأكرم الخلق صلى الله عليه وسلم...
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى -نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

هنا نرى التضحية فقد كان عليّا مثالاً للتضحية والوفاء حين حلّ في مرقد الرسول صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد "
وهناك نرى مصعب بن عمير يدخل في تجارة رابحة مع الله تعالى حيث خرج دون ماله وثروته في سبيل الله تعالى هجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث استقبله الصادق المصدوق ب"ربح البيع أبا يحيى"
وهناك أيضاً نرى الشابة المسلمة المؤمنة أسماء "ذات النطاقين" بنت الصديق تذهب بالزاد لرسول الله وصاحبه اللذين أمضيا هجرة الصحبة بزاد الحب وبسلاح التوكل على الله تعالى والتسليم لأمره
قال رسول الله لها
(أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)
وهنا في الأعلى أجمل وأبهى حلّة صورة أعظم خلق الله وصاحبه الصديق في الغار يملؤهم الإيمان والتوكل على لله تعالى...ولا ننسى حين دبّر الكافرون للنبي المكيدة ولكنّه حماه ونصره وملأ قلبه ثقةً بالله وتوكلاً عليه
التوبة (آية:40): الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم...
وفي المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام تتجلّى معاني الأخوة والإيثار في ربوع هذه المدينة الطاهرة فقد كان للمهاجرين والأنصار مثالاً لم تشهد الدنيا كمثله... هذا ما زرعه ورباه محمد في أصحابه...الحب والإيثار والأخوة(قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار بَعْضهمْ أَوْلِيَاء)ه
قال الله تعالى فيهم:
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)
وقال صلى الله عليه وسلم:
( اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فأكرم الأنصار والمهاجره)
واعلموا يا أحبائي أنّ الهجرة ليست هي هجرة المكان, بل هي هجرة الإنسان
هجرة الإنسان من الضعف إلى القوة ومن الذلّ إلى العزّ ومن الكسل إلى الهمّة ومن الزلل إلى الإستقامة...
ممّا تجلّى لنا من معاني الهجرة وما لنا من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فوائد:ه
الحب -
التوكّل على الله -
الثقة بالله-
الصبر-
التضحية والوفاء-
الصحبة-
الأخوة-
الإيثار-
الإخلاص-
فها هي مدرسة الهجرة تحيي فينا معانيها وتعلّمنا أنّ الحياة مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم هي حياة الثقة بالله والتسليم لأمره مع العمل بإخلاص في سبيل ذلك
واعلموا أحبائي أن الهجرة لا زالت قائمة حتى اليوم بمعناها الروحي.ألا وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه

وقال صلى الله عليه وسلم:ه
إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كنت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه - صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاختر أخي\أختي هل تطمع بأن تكون مع المهاجرين من ذنوبهم وغفلاتهم وذلّ معصية الإله العظيم إلى عزّ طاعته واتباع أمره ونهج رسوله...علّنا نحشر معهم
(قال تعالى: التوبة (آية:20): الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجه عند الله واولئك هم الفائزون )
فلنهاجر بقلوبنا إلى الله عزّ وجلّ ولنهجر ما نهى ولنكن من أولي النُهى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته