الفصل السابع من روح الحب بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الفصل السابع .. إلى أن جاء يوم ودخلت " بسمة " زميلة " ندى " إلى حيث غرفته وكانت " ندى " بدورها هناك ، تتابع الحالة وتكتب ملاحظتها حتى إذا ما جاء دكتور " رشدي " تطلعه عليها . ألقت " بسمة " التحية عليها وقالت : كيف حالك " ندى " ؟!! أجابت " ندى " : الحمد لله .. قالت " بسمة " : أدري انك لا ترغبين بالعمل هنا ، هوني عليك غاليتي فلم يتبق إلا تلك الحالة ، وبعدها ستكونين حيث أحببت دوما أن تكوني . قالت " ندى " : صدقيني يا " بسمة " أحببت العمل هنا ، ولكن أرى راحتي في تواصلي مع المرضى ، هناك أستمع إليهم ، يبثون إليّ شكواهم ، وأرى فرحتي في أعينهم لتمام شفاءهم وفرحهم بي ، أرى تماثلهم للشفاء وأكون سببا فيه . أجابتها " بسمة " : أفهمك حبيبتي ، أقسم لك أني أفهمك .. هوني عليك فلم يبق إلا " بهاء " وأسأل الله العظيم أن يعجل شفاءه حتى تستطيعي العودة إلى القسم الذي تحبينه . قالت " ندى " : آمين يارب العالمين ، دعواتك لي " بسمة " ، أن يصلح الله شأني وأن يكتب لنا جميعا السلامة أينما كنا . ردت " بسمة " : اللهم آمين يارب العالمين ، والله إني أدعو لكِ يا " ندى " أن يهديكِ سبيل الرشاد . وتركتها مطمئنة إياها أنها لن تغيب عن دعائها وستدعو لها دوما . في ذلك اليوم لاحظت " ندى " شيء غريب ، فجهازي التنفس ورسم القلب أوضحا ان هناك نشاطا ملحوظا للخفقان والتنفس ، في الوقت الذي كانت " ندى " و " بسمة " تتحدثان عن انتقالها للقسم العام . تعجبت " ندى " و كادت تسرع لتعرض الأمر على دكتور " رشدي " ، ولكنها قبل ذلك فهمت شيئا ، أن " بهاء " يشعر بوجودها في حياته وأنه يخشى أن تتركه وترحل !!!!!! وعرضت الأمر على دكتور " رشدي " ، فقال لها : هذه بداية مبشرة يا " ندى " ، ألم أقل أن لكِ تأثيرا خاصا على المرضى حتى في الرعاية الفائقة ، بارك الله في هذا القلب الذي يمنح الغير أملا في الحياه ، والذي استطاع التواصل مع فاقدي الوعي ، الذين كدنا نفقد الأمل في عودتهم من جديد للحياة . ردت " ندى " : بل يعود الفضل إلى الله يا دكتور ، فهي أعمارهم . قال الدكتور " رشدي " : وكنت أنت سببا من عند الله . شكرته " ندى " وذهبت إلى المنزل ، بعدما أنهت عملها لهذا اليوم . ما إن دخلت " ندى " إلى المنزل ، حتى دلفت إلى غرفتها وأغلقت خلفها الباب ، دون أن تنبس ببنت شفة ، كانت مندهشة مما حدث اليوم .. ماذا حدث ؟؟؟!!!! هل استنتاجها صحيحا بأن " بهاء " يشعر حقا بوجودها حوله ؟؟!!! هل أحبها ؟؟!! أم بم تفسر ما حدث ؟؟!! وما هو التعليل الصحيح لردة فعله حالما علم بأنها ستنتقل لقسم آخر ؟؟!!! مئات الأسئلة باتت تجول بخاطرها ، فلم تنعم بنوم هاديء بعد يوم عمل شاق ، مما أدى إلى عدم قدرتها على الاستيقاظ بسبب ارهاقها الشديد فاستأذنت في طلب اجازة لهذا اليوم . تعجبت " صفية " والدة " ندى " من هذه الاجازة المفاجئة ، فهي المرة الأولى التي تطلب فيها " ندى " إجازة . دلفت " صفية " إلى غرفة ابنتها وكانت " ندى " مستلقية على فراشها ، وما إن رأت أمها حتى اعتدلت احتراما لها ، قالت " صفية " : صباح الخير حبيبتي ، لأول مرة أراكِ بالمنزل منذ زمن طويل ، فهل لي أن اعلم سبب اعتذارك عن العمل اليوم ؟؟ هل انتِ متعبة ؟؟؟ !! أجابتها " ندى " وقد بدى الارهاق واضحا بصوتها : لا شيء أمي .. كل ما في الأمر أني أشعر بالارهاق قليلا ، فلم أنعم بنوم منذ البارحة ... قاطعتها " صفية " : خيرا بنيتي . أهناك ما يشغل بالك ؟؟!!! أجبات " ندى " : حدث بالأمس أمر غريب ، دعيني أعرض الأمر أمام أبي حتى أرى رأيه فيما حدث لخبرته الطويلة بالمجال باعتباره دكتور تخدير . قالت " صفية " : في انتظارك ، فلا تغيبين عليّ ، تعرفين قلق الأم . قالت " ندى " : لا تقلقي حبيبتي ، بل هو خيرا إن شاء الله . تساءلت " صفية " بلهفة : اهو خاطب لك ؟؟!!! ضحكت " ندى " قائلة : بالله يا أمي ، لا ليس خاطبا . قالت " صفية " وقد احبطها رد ابنتها : آه أمر خاص بالمرضى ، نعم فكل كلامك عن المرضى والمرض ، يا ابنتي أنظري لمستقبلك وحياتك ولا تجعلي العمل يأخذك منهما . قالت " ندى " : أمي . بالله لا تبدئي . قالت " صفية " وقد شاب صوتها خضوع : حاضر . وعلى مائدة الافطار ، تحدثت " ندى " وقصت ما حدث على والديها ، وكان رد " محمود " عليها : إن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أنه يشعر بمن حوله ، أو أن هذا كان محض صدفة ، دعينا لا نترك الأمر للمصادفات ولتعيدي التجربة وصديقتك الممرضة ، او تحدثي إليه ابنتي ، ربما استطعت مساعدته في العودة إلى الحياة . وكان رد " صفية " منحازا لمصلحة ابنتها : لا تشغلي بالك بنيتي ، قومي بعملك على الوجه الأكمل كما المعتاد ، ولم يكن الأمر إلا مجرد مصادفة . قالت " ندى " : أعتقد أنها ليست بمصادفة أمي .. صدقا هكذا شعرت عندما ............. قطع حديث ثلاثتهم رنين الهاتف ، أسرعت " ندى " للرد : السلام عليكم . الطرف الآخر : وعليكم السلام ، " ندى " كيف حالك ؟ لماذا تغيبتي اليوم ؟؟!! قد كانت " بسمة " ، أجابت " ندى " : أشعر بالارهاق قليلا . وأنتِ كيف حالك ؟؟!! أجابت " بسمة " : لست بخير . تساءلت " ندى " : لِمَ ؟؟!!! أجابت " بسمة " : حدث شيء غير طبيعي ، لقد توقف النبض فجأة وحاولنا استفاقته واستخدمنا الصدمات الكهربية و ................ قاطعتها " ندى " وقد ارتعدت أوصالها من شدة القلق : مَن يا " بسمة " ؟؟؟ مَن الذي توقف نبضه ؟؟؟!!! قالت "بسمة " : " بهاء " و ............ . قاطعتها " ندى " : سآتِ حالا ، أنا في الطريق . أسرعت " ندى " ترتدي ملابسها . قالت " صفية " : إلى أين يا ابنتي ؟؟!!! أجابتها " ندى " وهي تكمل ارتداء ثيابها : أمي . المريض الذي قصصت لكما ما حدث بشأنه توقف قلبه ، ولابد انه يحتاجني . أسرعت " ندى " وقبلت يدي والديها وطلبت منهما الدعاء لها وغادرت المنزل في عجلة من أمرها علها تستطع إنقاذ ما يمكن إنقاذه وليت الوقت يسعفها لذلك . إلى هنا ينتهي الفصل السابع شكرا لكل مَن مر ها هنا تحية طيبة سحر احمد
__________________ الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها وذِكر مصدرها ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة جزاكم الله كل خير المنتدى أمانة في أيديكم فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي |