عبد الله عمرو بن العاص .
بسم لله الرحمن الرحیم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلین
سیدنا محمد وعلى آلھ وصحبھ أجمعین
إخوتي أخواتي الكرام
السلام علیكم ورحمة لله وبركاتھ
سلام لله نبعثھ
..... نعطره ریاحین
لجیل طاب منبتھ...... نمى في ظل ھادینا
ھم الأصحاب أنجمنا...... مصابیح الدجى فینا
تراھم إن دجى لیل...... لربھم مناجین
وعند رسولنا كانوا...... أسودا یحرسوا الدین
سلام لله والبشرى...... لكل الصحب أمین
عبدلله بن عمرو بن العاص
القانت الأوّاب
القانت، التائب، العابد، الأواب، الذي نستھل الحدیث عنھ الآن ھو: عبدلله بن عمرو
بن العاص..
بقدر ما كان عمرو بن العاص رضي لله عنھ أستاذا في الذكاء وسعة الحیلة
.. كان ھو
أستاذا ذا مكانة عالیة بین العابدین الزاھدین، الواضحین..
لقد أعطى العبادة وقتھ كلھ، وحیاتھ كلھا
..
وثمل بحلاوة الایمان، فلم یعد اللیل والنھار یتسعان لتعبدّه ونسكھ
..
**
ولقد سبق أباه الى الاسلام، ومنذ وضع یمینھ في یمین الرسول صلى لله علیھ وسلم
مبایعا، وقلبھ مضاء كالصبح النضیر بنور لله ونور طاعتھ
..
عك
ف أولا على القرآن الذي كان یتنزل منجّما، فكان كلما نزلت منھ آیات حفظھا
وفھمھا، حتى اذا تمّ واكتمل، كان لجمیعھ حافظا..
ولم یكن یحفظھ لیكون مجرّد ذاكرة قویة، تضمّ بین دفتیھا كتابا محفوظا
..
بل كان یحفظھ لیعمر بھ قلبھ، ولیكون بعد ھذا عبد لله المطیع، یحلّ ما أحلّ، ویحرّم
ما یحرّم، ویستجیب لھ في كل ما یدعو الیھ ثم یعك
ف على قراءتھ، وتدبّره وترتیلھ،
متأنقا في روضاتھ الیانعات، محبور النفس بما تفیئھ آیاتھ الكریمة من غبطة، باكي
العین بما تثیره من خشیة..!!
ك
أن عبدلله قد خلق لیكون قدّیسا عابدا، ولا شيء في الدنیا كان قادرا على أن یشغلھ
عن ھذا الذي خلق لھ، وھدي الیھ.