"نعتز بموقف "حماس" الرافض للتنازل"
سياسيون وأكاديميون: استئناف المفاوضات عبث [ 13/05/2010 - 08:55 ص ] زيارة وفد كويتي إلى مكتب "حماس" بدمشق - (أرشيف) شددت شخصيات سياسية وأكاديمية وطلابية كويتية على ما وصفته بـ"عبثية استمرار مسيرة التفاوض" بين سلطة "فتح" في رام الله والكيان الصهيوني بغطاء عربي، رغم استمرار سياسة القتل والأسْر والهدم و"الاستيطان" وحصار غزة من قِبَل العدو. وقالت الشخصيات في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" الأربعاء (12-5)، إنه "لا فرق بين ما تُسمَّى عملية التفاوض غير المباشرة، وتلك المباشرة"، لافتة إلى أن قبول سلطة "فتح" في رام الله -ومن قبلها لجنة المبادرة العربية- استئناف "ماراثون التفاوض" دون ضمانات؛ يعني "منح العدو مزيدًا من الوقت والتغطية لجرائمه اليومية بحق الشجر والحجر والبشر". واعتبرت مسؤولة مكتب المرأة في "الحركة الدستورية الإسلامية" وفاء الأنصاري أن استئناف التفاوض بين الاحتلال الصهيوني وسلطة رام الله "يشكِّل خطرًا على ثوابت القضية الفلسطينية وكامل حقوق الشعب الفلسطيني". ولفتت الأنصاري إلى أن استمرار التفاوض "سيُسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في فك العزلة المفروضة على العدو الصهيوني بعد ثبوت ارتكابه جرائم حرب بحق سكان غزة". وقالت: "وإننا -وتعبيرًا عن نساء الكويت- نعتز بمواقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الرافض لأي تنازل أو مهادنة مع المحتل، وهذا الموقف المشرف يؤكد مصداقية الحركة ودفاعها الحقيقي عن حقوق الشعب الفلسطيني بصفتها الممثل الشرعي لهم". وزادت بالقول: "من المفارقة العجيبة ألا تسعى "فتح" إلى التصالح والتوافق مع "حماس" لتوحيد الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني، بل نراها تهرول باتجاه معاكس نحو اليهود، في تأكيد واضح للتخبط واستمرار مسلسل الاستسلام المَقيت". أما رئيس "الاتحاد الوطني لطلبة الكويت" عمار الكندري فيرى أن استئناف التفاوض "تنازل مباشر للعدو لا تفاوضٌ غير مباشر"، موضحًا أن "فقدان أوراق القوة من يد السلطة المفاوِضة من شأنه منح المحتل قوة رفض وتعنت وتطاول أكبر، وهو ما يجري اليوم". كما استغرب الكندري عدم اتعاظ المفاوض الفلسطيني في رام الله بما سماه "الأحداث التاريخية المتعاقبة التي تؤكد غدر العدو ومكره"، مجددًا اعتقاده أن عملية التسوية الحاليَّة ما هي إلا "وهْمٌ وعبثٌ" داعيًا إلى تبنِّي الأمة جمعاء خيار المقاومة بوصفه "الحل الأمثل لمجرمي الحرب الصهاينة". ويرى أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص أن استمرار نهج التفاوض في ظل اختلاف موازين القوى وسياسة التعنُّت والرفض الصهيوني؛ ما هو إلا "خذلان في خذلان، وتنازل تلو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني". ويعبِّر الأكاديمي الكويتي عن استغرابه تمسُّك منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة رام الله بسياسة التفاوض بعد سلسلة التجارب الفاشلة في إحراز أي تقدم مع الكيان الصهيوني طيلة السنوات السابقة. ويضيف القحص: "العدو الصهيوني جُرِّبت معه التسوية منذ اتفاقية أوسلو التي لم يقدِّم فيها أي تنازل، وكذا جُرِّبت معه المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وعبر الوسطاء واللجان الدولية والدول الكبرى والأمم المتحدة، لكن دون جدوى". من جهته يرى الناشط في المجال الطلابي أحمد السميط أن النظام الرسمي العربي في غالبه "بات يؤكد يومًا بعد يوم رفع يده عن القضية الفلسطينية مع السعي الحثيث إلى تحجيم حضورها سعيًا إلى تصفيتها". ويشير السميط إلى أن غالب النظام الرسمي العربي عمل طويلاً وجاهدًا لاختزال القضية من فضائها العربي والإسلامي؛ لجعلها أولاً عربية خالصة، ثم اختزلها لتصبح شأنًا فلسطينيًّا، ثم تقزيمها بعد ذلك في فصائل محددة، ثم ها هي اليوم بيد زمرة لا تمثل خيار الشعب الفلسطيني الذي أسقطها في أول انتخابات حرة. ويرى أن اختزال النظام الرسمي العربي للقضية الفلسطينية بيد زمرة عباس جاء بسبب خشيتهم من تسلُّم المقاومة مشروع التحرير الذي بات يحرجهم أمام شعوبهم، فضلاً عن غياب مفهوم المواجهة للضغوط الخارجية التي قَبِل به العرب خشية على كراسيهم.