الفصل التاسع من روح الحب بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الفصل التاسع .. الأيام تمر ، و" ندى " على ذات الحال ، تقوم بواجبها وأكثر ، وتتابع مع صديقاتها حالتي " محمد " و " هناء " كلما سنحت لها الفرصة . وكانت في يوم تجلس إلى جانبه ، تقص عليه برنامجها اليومي من لحظة استيقاظها وحتى خلودها للنوم ، وربما قصت عليه بعض الأحلام . إلى أن جاء يوم ، وكانت تجلس بالقرب منه وتمسك يده دون تردد ، وشرعت في الحديث عن حلمها الوحيد الذي يراودها كل ليلة ، ألا وهو استفاقته وعودته للحياة ، وبدأت دموعها تنهمر على وجنتيها . وهنا .. هنا فقط شعرت بيده تضغط على يدها ، ويكأنه يقول لها اطمئني ، انا هنا معك ، توقفت عن البكاء وهي مشدوهة مما حدث .كيف حدث ذلك ؟؟ قالت تحدث نفسها : ربما أتخيل !!! ثم وجهت إليه حديثها : " بهاء " هل تشعر بي ؟؟ قل أنك معي ؟؟ وأنك لن تغادر ؟؟ هيا قلها لي . قل أنك ستبقى معي مدى الحياه . نتكلم ، ونضحك ، ونجري ، ونذهب هنا وهناك . طمئنني حبيبي عنك !!! توقفت عن الكلام ، فقد خرجت كلمة " حبيبي " بعفوية مطلقة منها ... يا لقلبها المسكين !! كيف أحبت جثة هامدة تعيش بالأجهزة ؟؟ ولكنها أحبته رغم كل شيء ... وعادت يده تضغط على يدها من جديد ، ألقت نظرة سريعة على الأجهزة ، هناك تقدما ملحوظا . فقالت له بصوت مفعم بالفرح كفرحة طفلة : " بهاء " انت تسمعني ، أنت معي ، انتظرني لحظة واحدة ، وسأعود إليك ، صدقا سأعود .... وتحركت نحو الباب لابلاغ دكتور " رشدي " . قال " بهاء " وقد خرجت الكلمة بصعوبة بالغة : لاااااا . هرولت " ندى " إليه وقد غمرتها الدهشة والفرح وقالت : " بهاء " هل تحدثت ؟؟؟!!!! حاول " بهاء " أن يفتح عينيه حتى استطاع ، نظرت إليه والدموع تملأ عينيها ، فحاول أن يرفع يده ليمسح عن عينيها الدموع فأمسكت بيده ووضعتها على وجنتها ثم قالت له : لحظة واحدة ، استدعي الطبيب ليطمئننا عن حالتك . قال متلعثما : لااااا .. أريد طبيبا .. يكفيني أنتِ ... قالت بصوت متهدج : " بهاء " أرجوك لحظة فقط ، ثوانٍ معدودة وأكون معك . قال " بهاء " : لا .. تتأخري . أجابت : لحظة أو أقل . هنا طرقت " بسمة " الباب ودلفت ، فقالت لها " ندى " : بسمة رجاءا استدعي دكتور " رشدي " . قالت " بسمة " : حاضر . وأسرعت مهرولة في استدعاء دكتور " رشدي " ، وحضرا سويا ، ولم يصدق ما شاهده ، فقد استعاد " بهاء " وعيه وكان في أحسن حال ، بعدما كانوا قد فقدوا الأمل في عودته للحياه . قال دكتور " رشدي " : الحمد لله ، كيف حالك يا " بهاء " ، أراك في أحسن حال ، و كان الفضل لما أنت فيه الآن لله سبحانه وتعالى ثم لهذه الممرضة المبارك فيها . قالت " ندى " في خجل : الفضل لله دكتور و ..... صمتت " ندى " ولم تستطع أن تكمل جملتها بأن هذا واجبها وعملها ولكن بالاضافة إلى ذلك كان حبها لـ " بهاء " . قال " بهاء " : اعلم يا دكتور كيف سأكافئها على مجهودها ومعاناتها معي طوال هذه الفترة . قال دكتور " رشدي " ممازحا : ستظل تحت الملاحظة لعدة أيام ، ونأمل ألا تغيب عن الوعي مجددا . قال " بهاء " : وكيف أغيب عن الوعي ومعي قمرا يؤنس وحدتي ؟؟!!! قال دكتور " رشدي " : ما أجمل روحك " بهاء " . وقالت " ندى " : أشكرك . وقد توردت وجنتاها خجلا . وانصرفت " بسمة " وطلب دكتور " رشدي " من " ندى " أن توافيه بالمكتب ، ثم انصرف بدوره . وبقيت " ندى " مع " بهاء " وافتعلت انشغالها بمتابعة الأجهزة ، في حين انه لم يتذكر ما حدث ولكنه يشعر تجاهها بارتياح وألفة ومودة ، وعندما ساد الصمت بينهما استأذنت وغادرت الغرفة . ذهبت " ندى " إلى مكتب دكتور " رشدي " مهنئة إياه لما استطاعا أن يصلا إليه . فقال لها : " ندى " لقد بذلت مجهودا خرافيا ، كاد اليأس أن يصيبا في شفاءه ، ولكن الحمد لله على كل حال . فقالت : دكتور " رشدي " ، إنما هي أعمار وما نحن إلا أسبابا في ذلك فقط ، والحمد لله الذي أنعم علينا بأن نكون سببا في شفاء الناس ومداواة جراحاتهم ومحاولة تخفيف آلامهم وأناتهم . قال دكتور " رشدي " : الآن يمكنك العودة لمرضاكِ الذين تحبينهم ، لكِ الحق في ذلك وبـذات الدرجة ، فقد وعدت وها أنا ذا أفي بما وعدت . قالت " ندى " : لك جزيل الشكر دكتور " رشدي " . ثم انصرفت . إلى هنا ينتهي الفصل التاسع شكرا لكل مَن يتابع تحية طيبة سحر أحمد
__________________ الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها وذِكر مصدرها ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة جزاكم الله كل خير المنتدى أمانة في أيديكم فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي |