بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل الحادي عشر والأخير
..
غادر دكتور " رشدي " الغرفة ، وأرسل استدعاءا للممرضة " نهلة " الأقرب إلى قلب " ندى " حتى توليها رعايتها ، وأتصل بأهلها ليعلمهم بالأمر .
قال " بهاء " مخاطبا " ندى " : ندى ... ندى .. لماذا لا تجيبين ؟؟؟ لقد اشتقت لسماع هذا الصوت الدافيء الذي لم يفارق سمعي . هل نستيني ؟؟؟!!
هيا ندى قولي لي ...قولي أنك تحلمين بي مثلما أحلم بك ، وأنك تنتظرين تماثلك للشفاء حتى تلتقيني ، لنحقق أحلامنا سويا ....
وقولي أنك تحبينني مثلما أحبك ... وقولي أنني حبيبك .. مثلما أنتِ حبيبتي ...
هيا حبيبتي .. انهضي رجاءا ...
توقف عن الكلام وقد تأثر بشدة لما حدث ، إنه يشعر بالعجز ، فحبيبته في أشد الحاجة إليه وهو لا يستطع فعل شيء لها ، رغم أنها كانت سببا في اعادته للحياة ، إلا انه لم يستطع أن يكون سببا في عودتها للحياه ، يأسا استبد بقلبه ، إنه يخسر اعز الناس لديه ، فقد راح في الحادثة التي كانت سببا لنقله للمستشفى والديه و أخيه الأكبر منه والذي كان يعتبره بمثابة الناصح الأمين والصديق الوفي ، أي أنه فقد كامل عائلته بالحادث الأليم ، وكانت " ندى " بمثابة النور الذي يمده بالأمل ، بأن هناك مَن يهتم لأمره بحياته بوجوده ، وقد عاد من أجلها ، ومن أجلها فقط .
وظلت الغرفة غارقة في الصمت ، ولكن يده لم تفارق يداها ، كما لم تفارق عيناه صفحة وجهها البريء لمدة يومين كاملين ....
حتى تأوهت " ندى " وفالت بصوت خفيض : لماذا توقفت عن الكلام " بهاء " ؟؟؟!!!
قال " بهاء " وقد تناسى بسؤالها ما مر به من لحظات الانتظار المريرة : أو كنتِ تسمعينني ؟؟!!!
أجابت : نعم . ولكني خشيت أن تتركني من جديد فخارت قواي ، ولم أستطع الحركة ، كان خوفي أقوى من ارادتي وشُلَّت حركتي جراء هذا الخوف .
قال لها : لا عليك حبيبتي ، من الآن وصاعدا لن أفارقك أبدا .
قالت ممازحة : كيف .. ستمرض من جديد ؟؟!!!
قال : لا . بل سآخذك معي إلى بيتنا ، سأبني لكِ عُشا هادئا ، هانئا نعيش فيه سويا .
قالت متساءلة : ومرضاي ؟؟!!!
فأجابها : " محمد " أجرى العملية الجراحية منذ يومين ، وسيأتي اليوم لزيارتك فقد سمح له الدكتور بالتنقل على كرسي متحرك حتى يتماثل للشفاء ، أما " هناء " فلم يبق لها إلا القليل ، وقد علمت قصتها ، وإن أردتِ أن نأخذها معنا سآخذها من أجلك ونوليها رعايتنا سويا باعتبارها أختا صغرى لي .
تساءلت مرة أخرى : اتريدني أن أترك عملي ؟؟؟!!
أجابها : إذا أردتِ أنتِ ذلك مثلما أرغبه سأكون سعيدا بهذا القرار ، أما إن تمسكتِ به فلا بأس . فلن أرغمك على شيء .
كانت " نهلة " في هذه الأثناء قد أسرعت تستدعي دكتور " رشدي " لتطمئنه أن " ندى " استعادت وعيها وأن أجهزتها تعمل بمعدلها الطبيعي .
دخل " محمد " مسرعا دون أن ينتظر الممرضة التي أحضرته أن تساعده في الدخول وألقى بنفسه بين ذراعي " ندى " قائلا بفرح : " ندى " خطيبتي حبيبتي ، كيف لكِ أن تمرضي هكذا ؟؟ ، هيا أنهضي ، لقد أحضرت المأذون .
ثم نظر إلى " بهاء " قائلا : أم أن أحدهم قد سبقني ؟؟!!!
ضحك الجميع وقال " بهاء " ممازحا : أحدهم سبقك في ذلك ، يا محمد . ما رأيك ؟؟!!
قال " محمد " : ارى أنك الأنسب لها ، على بركة الله .
وكان قد انضم إلى ثلاثتهم دكتور " رشدي " ، ووالديها ، و الممرضات صديقاتها ، جميعهم فرحين بشفاءها وعودتها إليهم سالمة .
خرجت " ندى " من المستشفى ، وكان " بهاء " قد حدد ميعادا لزيارة والديها بالمنزل ، وتتمة الموضوع بالزواج المبارك السعيد .
وقام " بهاء " بتوكيل احد مكاتب الهندسة لتصميم الفيلا كما يرغب ، فيلا مكونة من طابقين وقد خصص لـ " هناء " مبنى مكون من طابق يعلو تبة فكان يبدو وكأنه طابق أول وليس أرضي وكان بحديقة الفيلا كما وعد " ندى " ، حتى تنال رعايتهما بعدما رفض والديها استلامها نظرا لاقدامها على الانتحار أكثر من مرة وخوفا من المسئولية ، كما انهما رأيا أنها ستكون أسعد وهي مع " ندى " .
وتم الزفاف السعيد بمباركة الجميع بلا استثناء ، وعاشا في سعادة وهناء وأنجبا " محمد " الابن الأكبر طبيبا وقد اختار هذا المجال تأثرا بوالدته ، و " مروة " وتعمل مهندسة ديكور وكان اختيارها لأنها تحب هذا المجال ، و" مروان " في السنة النهائية بكلية التجارة لأنه يحب والده جدا ويحب ان يعمل معه ويساعده .
أما عن " هناء " فقد عاشت سعيدة في كنفهما ، وأكملا لها تعليمها ، وقد اختار لها " بهاء " زوجا صالحا من الموظفين الذين يعملون لديه ، وزوجها بنفس المكان الذي خصصه لها بالفيلا .
أما عن " محمد " ذلك الطفل الصغير تعافى تماما ، فلم تنقطع زيارته ووالدته لـ " ندى " وقد كبر وصار اعلاميا له شأن كبير ، وكان يختار المواضيع الانسانية متأثرا بهذه الـ " ندى " .
وعاش الجميع في سعادة ، وكانت كلما جمعتهم جلسة واحدة دافئة مفعمة بالحب ، كان " بهاء " يقص عليهم كيف كان اللقاء بينه وبين " ندى " ، في حلمه رغم أنها كانت واقعا ، وكيف أن أمهم هي بالفعل " روحا للحب " .
إلى هنا تنتهي قصة " روح الحب " ولكن لا تنتهِ رسالة التمريض السامية رسالة مشرفة لكل مَن يحملها جزيل الشكر لكل مَن تابع تحية طيبة سحر احمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى
إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي
قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف
قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير
المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي