عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-16-2010, 03:40 PM
 
سلسلة : لاأرتضى العلمانية منهجاً (4) ثقافة التخلف.


يأخذ الشيخ يوسف البدرى على عاتقه مهمة مقاضاة الكتاب والأدباء الذين يتجاوزون دينياً وعلى الذات الإلهية حتى أنهم قد أسموه "جزار المثقفين" وهنا يضحك الشيخ يوسف قائلاً : وكيف أكون جزاراً للمثقفين وأنا أعتبر نفسى مثقفاً منهم !!
وكانت الطامة عندما قالها الشيخ يوسف توالت عليه أنواع السُخريات والنكات ، فكما قالت الغالبية ممن يتخذون العلمانية منهجاً بأن الشيخ لايفهم معنى الثقافة . ولكنه إن كان يقصد أنه مثقف أى أنه يعلم الكثير من المعلومات العامة ويحفظ عواصم العالم وماشابه فهو ربما يكون على حق ولكن مشكلته أنه لا يفهم معنى كلمة مثقف وذلك تبعاً لإفتراضهم وتفسيرهم للثقافة حسب مدلولاتهم وإقتناعهم .
فماهو مدلول الثقافة تبعاً للعلمانيين : أن تكون مثقفاً ،أى أن تكون راضياً بالآخر وبأفكاره ومعتنقاته وتطلعاته مهما كانت ، هذا هو مفهوم الثقافة كبداية عندهم أن ترضى بالفكر الذى يعتنقه أى آخر ولا تواجهه إلا بالفكر وليس بالقضاء أو بالدعاء أو بغيره من التضييق على الكاتب أو المفكر مهما كانت أفكاره معارضة للأديان أو حتى التقاليد ، فإن مثلاً جسدت إحدى الكاتبات الله فى شعرها بأنه كان ينام فى الحجرة المجاورة لها فهذا فكر ويجب تقبله على أنه كذلك فقط ولا يجب الشعور بالضيق أو الحرج ، إن امتلأت رواية بالجنس الصريح فهذا أدب وحبكة القصة تستلزم ذلك فيجب التغاضى عن ذلك مادامت الرواية مترابطة وأحداثها منطقية . كل ذلك هو الدليل على أن تكون مثقف فكرياً . ولاأدرى فى الحقيقة من أين حصلوا أو أوجدوا هذا التعبير والشرح لكلمة الثقافة .
فالحقيقة أن التعريف العلمى للثقافة هو نمط المعرفة البشرية والإعتقاد والسلوك والتعلم الإجتماعى لمجموعة ما أو منطقة ما وبدون التعرض للمختلفين لأن كل مجموعة لهم ثقافة مختلفة عن الآخر تبعاً لأسلوب معيشتهم وحيواتهم وتقلباتهم الإجتماعية.
ولكن فى الحقيقة أنا أُسمى هذه الثقافة التى يتشدقون بها إنها ثقافة التخلف .
يعتقدون أنهم هم المثقفون ومن غيرهم ممن يدعو إلى الإحتشام وعدم تجاوز الأدب ومنطق الأديان هم المتخلفون ولكن الحقيقة أن عند الله ستجتمع الخصوم ويستطلعون الحقيقة بعد فوات الأوان .
فالتخلف كل التخلف هو قبول أى فكر وبدون فلترة عقلية أو دينية فى البدء ، فإن بدأ كل منا فى الكتابة وبدون وضع حدود له سوف يكون الناتج فى النهاية أمر مريع ولكنهم يحددون أن الرادع الوحيد لهم يجب أن يكون هو الضمير فقط وفى ذلك رفض لقيود الأديان جميعها وتملص منها وكلنا نعلم أن الضمائر لاتصلح وحدها لإرشادنا إلى الطريق القويم ، بل يجب أن تكون هناك قوى فوقية وعلوية فانا أؤمن أن الحرية المطلقة هى حرية الله فى فعل مايشاء وقتما يشاء وحيثما شاء ولكن أن يعتبر بشرى نفسه مالكاً لزمام أمره رافضاً لأى سلطة لتوقيفه عند الخطأ بل ووصمها بالتخلف فهذا قمة التخلف منه ومنهم جميعاً .
وأتذكر جيداً صديقى العلمانى فى بداية تعارفنا عندما واجهته بآراء العلماء فى مقالاته وفيما يكتب فكتب رداً مُفحماً يومها واصفاً إياى بأنى مثال حى وتجسيد صارخ للجهل المتفشى فى مصر على مدار العشرين سنة الأخيرة وأننى مُبتلع تماماً بثقافة النفط والعائدين من بداوة السعودية وأفكارها التى لاتصلح لمصر وحضارتها !! صحيح أنه إعتذر لى بعدها عن تطاوله ، إلا أنه حتى الآن لم يفسر لى ماعلاقة حضارة مصر بأقوال علماء الدين وفتاويهم المعتمدة على الكتاب والسُنة.!
رد مع اقتباس