عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 05-17-2010, 05:01 PM
 
Thumbs up مسجد سيدي زرع النوى

المسجد المعروف بزرع النوى

هذا المسجد خارج باب زويلة بخط سوق الطيور على يُسرة من سلك من رأس المنجبية طالبًا جامع قوصون والصليبة في مصر
وتزعم العامة أنه بني على قبر رجل يُعرف بزرع النوى وهو من أصحاب رسول الله‏.‏
وهذا أيضًا من افتراء العامة الكذب فإن الذين أفردوا أسماء الصحابة رضي الله عنهم كالإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ في تاريخه الكبير وابن أبي خيثمة والحافظ أبي عبد الله بن منذر والحافظ أبي نعيم الأصفهانيّ والحافظ أبي عمر بن عبد البرّ والفقيه الحافظ أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم لم يذكر أحد منهم صحابيًا يُعرف بزرع النوى‏.‏
وقد ذكر في أخبار القرافة من هذا الكتاب من قُبر بمصر من الصحابة وذُكر في أخبار مدينة فسطاط مصر أيضًا من دخل مصر من الصحابة وليس هذا منهم وهذا إن كان هناك قبر فهو لأمين الأمناء أبي عبد اللّه الحسين بن طاهر الوزان وكان من أمره أن الخليفة الحاكم بأمر اللّه أبا عليّ منصور بن العزيز بالله خلع عليه للوساطة بينه وبين الناس والتوقيع عن الحضرة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعمائة وكان قبل ذلك يتولى بيت المال فاستخدم فيه أخاه أبا الفتح مسعودًا وكان قد ظفر بمال يكون عشرات وصياغات وأمتعة وطرائف وفرش وغير ذلك في عدة آدر بمصر وجميعه مما خلفه قائد القوّاد الحسين بن جوهر القائد فباع المتاع وأضاف ثمنه إلى العين فحصل منه مال كثير وطالع الحاكم بأمر اللّه به أجمع لورثة قائد القوّاد ولم يتعرض منه لشيء وكثرت صلات الحاكم وعطاؤه وتوقيعاته فانطلق في ذلك فاتصل به عن أمين الأمناء بعض التوقف فخرجت إليه رقعة بخطه في الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وأربعمائة نسختها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله‏:‏ أصبحتُ لا أرجو ولا أتقي إلاّ إلهي وله الفضلُ‏.‏
جدي نبي وإمامي أبي ودينيَ الإخلاصَ والعدل‏.‏
ما عندكم ينفد وما عند الله باق المال مال اللّه عز وجلّ والخلق عيال اللّه ونحن أمناؤه في الأرض أطلق أزراق الناس ولا تقطعها والسلام‏.‏
ولم يزل على ذلك إلى أن بطل أمره في جمادى الآخرة من سنة خمس وأربعمائة وذلك أنه ركب مع الحاكم على عادته فلما حصل بحارة كتامة خارج القاهرة ضرب رقبته هناك ودفن في هذا الموضع تخمينًا واستحضر الحاكم جماعة الكتّاب بعد قتله وسأل رؤساء الدواوين عما يتولاه كل واحد منهم وأمرهم بلزوم دواوينهم وتوفرهم على الخدمة وكانت مدّة نظر ابن الوزان في الوساطة والتوقيع عن الحضرة وهي رتبة الوزارة سنتين وشهرين وعشرين يومًا وكان توقيعه عن الحضرة الإمامية الحمد للّه وعليه توكلي‏.‏
رد مع اقتباس