مسجد التنور: هذا المسجد في أعلى جبل المقطم من وراء قلعة الجبل في شرقيها أدركتُهُ عامرًا وفيه من يقيم به. قال القضاعيّ: المسجد المعروف بالتنور بالجبل هو موضع تنور فرعون كان يوقد له عليه فإذا رأوا النار عملوا بركوبه فاتخذوا له ما يريد وكذلك إذا ركب منصرفًا من عين شمس. ثم بناه أحمد بن طولون مسجدًا في صفو سنة تسع وخمسين ومائتين ووجدتُ في كتاب قديم أنّ يهودا بن يعقوب أخا يوسف عليه السلام لما دخل مع إخوته على يوسف وجرى من أمر الصواع ما جرى تأخر عن إخوته وأقام في ذروة الجبل المقطم في هذا المكان وكان مقابلًا لتنور فرعون الذي كان يوقد له فيه النار. ثم خلا ذلك الموضع إلى زمن أحمد بن طولون فأخبر بفضل الموضع وبمقام يهودا فيه فابتنى فيه هذا المسجد والمنارة التي فيه وجعل فيه صهريجًا فيه الماء وجعل الإنفاق عليه مما وقفه على البيمارستان بمصر والعين التي بالمغافر وغير ذلك. ويقال أنّ تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قوّاد أحمد بن طولون يقال له وصيف قاطرميز فهدمه وحفر تحته وقدّر أن تحته مالًا فلم يجد فيه شيئًا وزال رسم التنور وذهب وأنشد أبو عمرو الكنديّ في كتاب أمراء مصر من أبيات لسعيد القاضي: وتنور فرعون الذي فوقَ قِلةٍ على جبل عالٍ على شاهق وعرِ بنى مسجدًا فيه يروقُ بناءَهُ ويُهدى به في الليل إن ضلّ من يسري تخالُ سُنا قنديلهِ وضياءُهُ سُهيلًا إذا ما لاحَ في الليل للسفَرِ القرقوبيّ: قال القضاعيّ المسجد المعروف بالقرقوبي هو على قرنة الجبل المطل على كهف السودان بناه أبو الحسن القرقوبيّ الشاهد وكيل التجار بمصر في سنة خمس عشرة وأربعمائة وكان في موضعه محراب حجارة يُعرف بمحراب ابن الفقاعيّ الرجل الصالح وهو على يسار المحراب.