05-22-2010, 10:40 AM
|
|
قبل نصيحة والده , وكر راجعا الى سفره ... ليس الحياة بانفاس ترددها
ان الحياة حياة الفكر والعمل .. أرسل أحد التجار ابنه في تجارة ليعوده على الأسفار واقتحام الأخطار , وكان سفره برا ,
فمر بطريقه على ثعلب طريحا يتلوى من الجوع ,فقال في نفسه :
من أين يتغذى هذا الثعلب الضعيف ؟
واذا بأسد أقبل يحمل فريسة , فانزوى الرجل وهو يراقب الأسد حتى أكل الفريسة وترك منها بقية ومضى ,
فقام الثعلب وأكل منها ,فعجب الرجل من صنع الله في خلقه وما ساقه الى هذا الحيوان العاجز من الرزق ,
وقال في نفسه : اذاكان الله سبحانه قد تكفل لخلقه بالرزق فلأي شيء احتمال المشاق وارتكاب الصعاب ؟ !
ثم أثنى راجعا الى والده وأخبره بما رآه , وأنه بسببه عدل عن السفر !
فقال له الأب : يا بني , لقد أخطأت الرأي , فانما أردت أن تكون أسدا تأكل من فضلاتك الضعاف الجياع , لا أن
تكون ثعلبا جائعا تنتظر قوتك من غيرك .
فقبل الولد نصيحة والده , وكر راجعا الى سفره وعلم أن الرجل الحازم هو من يعتمد على نفسه ,
لا على أبناء جنسه .
صحيح أن الله قدر رزق كل انسان , كما قيل (( علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي ))
ولكن على العبد أن يسعى لهذا الرزق , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اعقلها .. وتوكل ))
قال توكل , ولم يقل تواكل ..
عسى أن تأخذوا منها موعظة , ويجعلها الله في ميزان حسناتنا .
آمين ------ آمين ----- آمين .... |