عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-23-2010, 10:55 PM
 



الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ


للشيخ سلطان العيد

******

فيقول الله عز وجل: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
لما بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن داعياً إلى الله عز وجل أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بوصايا منها: أنه عليه الصلاة والسلام قال له: «
**إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم و ليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم و توق كرائم أموال الناس ‌.‌

تخريج السيوطي
‌(‌ق‌)‌ عن ابن عباس‌.‌

تحقيق الألباني
‌(‌صحيح‌)‌ انظر حديث رقم‌:‌ 2296 في صحيح الجامع‌.‌


وعُلِمَ منه أن الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ وأولويَّاتٌ لابد من مراعاتها.
معاشر المؤمنين : إن الأمة الإسلامية اليوم تشهد ـــ بحمد الله ـــ يقظةً إسلامية، وعودةً إلى هدي النبي الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وتوبةً وأوبةً إلى الله عز وجل، بعد أن رُفِعت أعلامُ الباطل وشعاراتُه ردحاً من الزمن، سعياً ورغبةً في إطفاء نور الله قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، وذهب الباطلُ وأهلُه ودِعاياتُه، وبقي الإسلام قويِّاً عزيزا، ظاهراً بأمر الله عز وجل: ( َأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ)
ومما لا شكَّ فيه أن هذه اليقظةَ الإسلامية في حاجة إلى نصحِ المخلصين، وفتاوي العلماء الربَّانيين، ليستمرَّ عطاؤها وتؤتيَ ثمارها، وتسير على الصراط المستقيم، إذا كانت هذه اليقظة إسلاميةً حقَّا فيجب أن تهتديَ بنور الكتاب والسُّنة، فإن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أوّلها قال تعالى (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، ويقول ربُّنا تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).
شبابَ الإسلام .. دُعاةَ الهُدى.. لابُدَّ لهذه اليقظة من ضوابط لتعظُمَ بركتها، ويعُمَّ نفعُها، ولتكون على هدي النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغُرِّ الميامين رضي الله عنهم وأرضاهم.

وأول هذه الضوابط:

التمسُّك بالقرآن والسُّنة:
فالهداية بهما، والنجاة باتياع سبيليهما قال الله جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)

ولا يتم التمسُّك بهما إلا بالتعلُّمِ والفهمِ وسؤال أهل العلم؛ ذلك أن الدعوة إذا شُغلت بالسياسة عن الهداية وتعلُّم الكتاب والسُّنة خُشيَ عليها، ولنا في سلفنا الصالح أُسوة، فها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يرَون كُفر صناديد قريش وعداءهم وكيدهم للإسلام وأهله، فما كان ذلك ليُشغلهم عن تدارس كتاب الله عز وجل وتعلم شرائع الإسلام:قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) وقال ربنا جل وعلا: ( َأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ) وقال عز وجل: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).
أين نحن من قوله جل وعلا: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، يُخطئ مَن يظن أنه من الدعاة، وقدماه لا تعرف الطريق إلى حِلَق العلم، إذ كيف يُبَصِّرُ الناس مَن لم يعرف الكتاب والسُّنة؟!!
قال ربُّنا جل وعلا: قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فأتباعُه صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى الله على بصيرة؛ أي: بعلمٍ بالقرآن والسُّنة.
ولا تكون الدعوة مرضيَّةً إلا إذا بُنِيَت على العلم الشرعي الصحيح، وقد ترجم الإمام البخاريُّ رحمه الله في صحيحه فقال:« بابٌ: العلم قبل القول والعمل » واستدلَّ بقول ربِّنا جلَّ وعلا أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « كلُّ دعوةٍ بلا علم فإنها لابد أن يكون فيها انحرافٌ وضلال، ونرى كثيراً من الإخوة اندفعوا بالعاطفة الدينية ـــ ولا شكَّ أن هذا خير ـــ وإذا لم تكن هناك حرارةٌ وعاطفةٌ فلن يكون إقدام،
ولكن العاطفة لا تكفي وحدها،
بل لابد من العلم الذي يسير عليه الإنسان في عمله وفي دعوته؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلمبلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولا يمكن أن نبلِّغ عنه إلا ما علمناه من شريعته.. ».

ثم قال: « ومن الأمور المهمة فهم مراد الله ومراد رسوله عليه السلام؛ لأن كثيراً من الناس أوتوا علماً ولم يؤتوا فهما، فلا يكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسَّر من السُّنة بدون فهم، وما أكثر الخلل من قومٍ استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله، فحصل بذلك الضلال » انتهى كلامه رحمه الله وغفر له.

الضابط الثاني:

الحكمة :

وما أمَرَّ الحِكمةَ على غير ذي الحكمة، قال الله جلَّ وعلا: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.)
الحكمةُ: إتقان الأمور وإحكامها بأن تُنَزَّل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، فليس من الحكمة أن تتعجَّل وتريد من الناس أن ينقلبوا عن حالهم إلى حال الصحابة بين عشيَّةٍ وضُحاها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه الشرع مُتدرِّجا حتى استقرَّ في النفوس وكَمُل.
إن الحكمة تأبي أن يتغيَّر العالَم بين عشيَّةٍ وضُحاها، فلابد من طول النَّفَس، والصبر في الدعوة إلى الله، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني ـــ والله ـــ مسرورٌ بما أرى من غَيرةٍ في شبابنا، وحرصٍ على إزالة المنكر وإحقاق الحق وإثبات المعروف، ولكني أودُّ أن يستعمل هؤلاء الشبابُ الحكمةَ فيما يُقدمون عليه، والأمر وإن تأخَّر قليلا لكن العاقبة حميدة، فهذا الذي التهبت نارُ الغَيرةِ في قلبه، وتجرَّأ على ما تقتضي الحكمة ألا يتجرَّأ عليه، لا شك َّ أنه شيءٌ يسرُّ قلبه مؤقتا، لكن يعقبه مفسدةٌ عظيمة، فإذا أخَّر الأمرَ حتى يتأنَّى وينظرَ كيف يدخل؟ وكيف يخرج؟ حصل بذلك خيرٌ كثير وسَلِمَ من عاقبةٍ تكون سيئةً له ولأمثاله.. » قال: « ولستُ أقول للشباب: لا تتحرَّكوا ولا تدعوا إلى الله ودعُوا الناس، بل أقول: أنكروا المنكر، وادعوا إلى الله ليلاً ونهارا، ولكنِّي أؤكِّدُ على استعمال الحكمة والتأنِّي في الأمور، وأن تُؤتى البيوت من أبوابها » انتهى كلامه.

الضابط الثالث:

التآلف والمحبة في الله عز وجل

لأن ربّنا جل وعلا قال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ‌:‌ أن كون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ‌.‌
تخريج السيوطي
‌(‌حم ق ت ن هـ‌)‌ عن أنس‌.‌

تحقيق الألباني
‌(‌صحيح‌)‌ انظر حديث رقم‌:‌ 3044 في صحيح
الجامع‌
والله لن تذوق حلاوة الإيمان، ولن تجد للصلاة والعبادة والمناجاة لذَّة إلا إذا كان في قلبك محبة لأهل الإيمان، من أي بلدٍ كانوا ومن أي جنس.

فهل من المحبة ـــ معاشر المؤمنين ـــ غيبة أهل الإسلام وتنقّصهم، والاشتغال بالبحث عن عيوب الناس، حتى ينسى الإنسان إصلاح نفسه ؟
وهل من محبة أهل العلم والإيمان الطعن في نيَّاتهم، والقدح في فتاويهم، لأنها خالفت هوىً في النفوس؟
وهل من المحبة في الله عز وجل قصر الموالاة على أهل بلدك أو قريتك أو قبيلتك أو مَن يرى رأيك في بعض الأمور الاجتهادية ؟
وهل من المحبة في الله ألا تذبَّ عن أعراض أهل القرآن والسُّنة؟ قال الله جل وعلا: َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال الله عز وجل: َ(وْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
والله لن تُنصَر الأمةُ ويُمَكَّن لها في الأرض إلا بعد أن يُمَكَّن للمحبَّة في الله ، في قلوب أهل الإيمان والإسلام؛ لأن التباغض والتحاسد مؤدٍّ إلى التنازع وقد قال ربنا جل وعلا: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني أدعوكم إلى الأُلفة والاجتماع على دين الله؛ وبهذا سيُكتب لكم النصر، فكم من إنسانٍ حاقدٍ للإسلام عدوٍ للإسلام، يفرح غاية الفرح أن يجد هذا التفرّق في المسلمين ».

الضابط الرابع:

الصبرُ والاحتساب

قال الله جل وعلا: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) اصبر على ما تُلاقيه من إيذاءٍ وأنت تدعو إلى الله عز وجل، وإياك أن تتوقف عن الدعوة فإن سُنَّة الله مَضَت بذلك، قال الله جل وعلاوَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) وقال عز وجل: (َلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ)
فاصبروا ـــ معاشرَ الدُّعاة ـــ كما صبر النبيُّ الكريم محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فكم أوذي في ذات الله وهو في مكة، حتى لقد وضعوا سَلا الجزور على ظهره وهو ساجد عند الكعبة، وتمالؤا على قتله فهاجر إلى الله، وآذاه أهل الطائف لما خرج إلى (ثقيفٍ) يدعوهم، فأمروا سفاءهم فرجموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، وفي المدينة لاقى ما لاقى من اليهود والمنافقين فصبر صلوات ربي وسلامه عليه، فالذي يُنكر المنكر قد يُعاديه الأهل والإخوان والقريب والبعيد، فليصبر وليحتسب. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: « عليك أن تصبر وتُصابر، والذي لا يصلح اليوم يصلح غدا، وابدأ بالأهون فالأهون في تهذيب أخلاق الأهل، كما أنني أقول: إن هؤلاء الأهل الذين يجدون في أبنائهم وبناتهم اتجاهاً سليما، لا يحلُّوا لهم أن يقفوا أمام دعوتهم للحق، وليشكرون الله على هذه النعمة، وأن جعل من ذريّتهم من يدلّهم إلى الخير ويأمرهم به، ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه، فإن هذا ـــ والله ـــ أكبر من نعمة المال والقصور والمراكب »
يتبع......

ضوابط دعوية- الخطب المقروئه - موقع فضيلة الشيخ سلطان العيد

رد مع اقتباس