قديماً قالوا هذه الحكمة "رهبوت خير من رحموت"
وهى بالفعل تثبت بقائها واستمراريتها على مر السنين والعقود ، فبالرهبة وحدها تستحق جنى ثمار إحترامك ومصداقيتك وبالغصب بين الجميع وعلى كل المستويات !! نعم ، على مستوى الأفراد أو العائلات أو حتى الدول والمجتمعات ويقابلها فى الأمثال الشعبية "العيلة اللى مفيهاش صايع ، حقها ضايع" إلى هذه الدرجة أصبح وكان أيضاً مفهوم البشر ولكنها هى الحقيقة وحتى عندنا فى الدين الإسلامى وبأعلى درجة من الرُقى ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)) [الأنفال: 60] وكما نرى لم يطلب الله إعداد النووى والذرى والفوق صوتى بل "مااستطعنا" فإن الإمتثال لأمر الله يجعل مااستطعنا من قوة هو الغالب بإذنه . لأن الحقيقة أن الحق بدون قوة كالشجرة بدون ثمرة ، ظليل فقط وبغير نفع ولا إنتاج ولامقاومة . فالحق بدون قوة تُلهبه سياط الباطل النجسة ، فابتعادنا عن أمر الله وتكديسنا الأسلحة وشرائنا الأسلحة بالمليارات لمجرد عرضها فى العروض العسكرية والإحتفالات الرسمية والمحافل الوطنية جعلنا كالمخنثين إلا من رحم ربى ، وجعلنا لسنا رحموت بل "خنثوت" وفى نفس الوقت بضعفنا وبلاهتنا تتضاعف قوة العدو الذى يشبة قذارة الضباع فى افتراسهم وتتعاظم نجاسته وقوته على الرغم من ضآلته وقلته ولكن ديوثتنا كــ دول ومجتمعات وانبطاحنا المستمر جعلنا كالمرأة التى يتم هتك عرضها باستمرار من كلب قذر ونجس لا يجد من يدفعه عنها ولا هى تقوم من انبطاحها وتمنعه عن اغتصابها على الرغم من ولولتها المستمرة ... وصراخها الذى يبكى القلب صديداً لأن قلوبنا لم يعد بها غيره ، لم تعد الدماء تجرى فى عروقنا بل أصبح صديداً متقيحاً ينحدر إلى النجاسة وهربت منا دمائنا العربية الأصيلة وربما الزرقاء الملكية ...
أن نصحو يوماً فنجد أن قناة الرحمة أُغلقت لأن داعية ذكر عن اليهود كما ورد فى القرآن الكريم أن منهم جيل مُسخ إلى قردة وخنازير ولم تستطع إدارة النايل سات أن تمارس أى سلطة على ممتلكاتها وبتهديد فرنسى من قطع كل إرسال القمر عن فرنسا مع إشارة أن إحتجاج القناة يكون فى فرنسا وليس هنا فأين السيادة .... أين السيادة الوطنية على ممتلكاتها ؟؟؟؟؟؟ ألف علامة إستفهام !!
واليوم عندما أنظر إلى القنوات الإخبارية فأجد أن الأسطول البحرى الذى ذهب لفك الحصار عن غزة والمكون من 7 سفن محملة بالغذاء والدواء قد إنقضت عليه قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية فى عرض البحر والمياة الدولية فى عملية قرصنة شديدة التبجح والقذارة بحرياً وجوياً ليقتلوا أكثر من خمسة عشر ويصيبوا أكثر من خمسين ثم يظهر رئيس العمليات ويقول بكل صلف أن القوات الإسرائيلية كانت تدافع عن نفسها !!!! أنا أفهم أنى أدافع عن نفسى فى مكانى ، ولكن أن يذهبوا فى السفن وهم مسلحين وبالقنابل والعصيان ويهبطوا داخل السفن عن طريق الجو ويستخدمو القوة المفرطة فى التعامل مع العُزل، ثم يقولون لقد هاجمونا وكنا ندافع عن نفسنا .. أى مسخرة سياسية هذه بل أى صفعة نتلقاها على أقفيتنا هذه وبكل هذا الرضا ، تسحب تركيا سفيرها وتستدعى مصر وغيرها السفير الإسرائيلى لتبلغه بعدم رضاها وبخطاب شديد اللهجة وهم يستمتعون بكل ذلك لأنهم يعلمون أن هذا هو أقصى مدانا ، لعن الله من أوصلونا إلى هذه الدرجة من الدناءة الدنيوية .