الموضوع: أخـــــي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-01-2010, 12:42 AM
 
أخـــــي

أخــــــــي


شاءت القدرة الإلهية أن تضعك بجوار المسجد الأقصى حارسا لأولى القبلتين ومدافعا عن كرامة وشرف

ومجد الأمة الإسلامية بأسرها .

ولحكمة ربانية خفية ، رضعت لبن اليتم ، وتجرعت شراب الحرمان ...

وألهب جسدك النحيل سوط الجلاد منذ صباك .

ولست أول من عانى الهوان والمرارة والعذاب بسبب جبروت المستعمر ،

لأن يده الغادرة امتدت نحو أمتنا على عصر جدك وأبيك أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبداية قرنه

العشرين ، موظفة آليات استراتيجية وأيديولوجية وعسكرية متنوعة منها :

آلية الدبابة والأسلحة الفتاكة في الغزو العسكري.

وآلية السلعة ونهب الخيرات الطبيعية في الغزو الاقتصادي .

وآلية التسرب إلى التحكم في أصناف الكتب ، وبرامج التعليم ومناهجه بكل المؤسسات والأسلاك في

الغزوالتربوي و الثقافي والفكري .

وآلية انتقاء الرجل الموالي المناسب في المنصب السياسي المناسب في الهيمنة ووضع اليد على مصدر

القرار في العديد من البلدان .

فعملت بذلك على إسقاط دولة الشريعة في كثير من ديار المسلمين . واستبدالها بدويلات ذات مرجعيات

وضعية متناقضة متضاربة .

ثم أصرت على تنحية اللسان العربي وباقي الألسن الوطنية عن ممارسة وظائف الإدارة والاقتصاد

والإعلام والبحث العلمي . واستبدلتها بألسن دخيلة غريبة مستوردة .

و عمدت إلى تفكيك دار العروبة والإسلام فأصبح الوطن الإسلامي ستا وخمسين موضع قدم ، والوطن

العربي اثنين وعشرين عشا .

وبذلك رسخت التشرذم ووطدت التبعية وأسست للتخلف والضعف والتناهش والتنابز .

فمهدت السبيل لبروز وعد بيلفور المشؤوم ، وخلقت مناخا تبريريا تضليليا خاصا مكن من الانقضاض على

البقية الباقية من كرامتك وحقوقك وشرفك .

وتوهمنا بعد اندلاع انتفاضات التحرر ، أن ظل الاستعمار هنا وهناك ، أخذ ينحسر .

لكننا نفاجأ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجاري بلون آخر يفاجئنا به العدو

تحت عنوان العولمة تارة والشرعية الدولية والديمقراطية وحقوق الإنسان تارات أخرى .

بالإضافة إلى اصطناع ودس توترات شكلية فارغة ، تضخ الدم في شرايين هيمنته واستمراره .

ذلك ما تفتقت عنه عبقرية المكر والخداع والاستغلال ، كأداة تضمن استمرار التبعية والخنوع .