06-01-2010, 06:56 PM
|
|
حقوق الإنسان لسان بلا أسنان سامي عبد الرؤوف عكيلة رئيس نادي صناع الحياة إن الخلط بين أوراق الحقوق وأوراق السياسة في المحافل الدولية جعل حقوق الإنسان أكبر أكذوبة عرفها التاريخ الإنساني, فأي حقوق تلك التي يتشدقون بها، وهي الدمى اللينة في أيدي الساسة يحركونها كيف شاؤوا؟!, وأي حقوق تلك الموسمية التي تهب في فصول ولا تهب في أخرى حسب المزاج والهوى. لقد أصيب المستضعفون في الأرض بالتلوث السمعي جراء الظواهر الصوتية المنظِّرة لمواد ومواثيق حقوق الإنسان في العالم, وما عادت المكتبات الدولية بحاجة إلى مزيد أوراق فليس ثمن قدم هناك. الأزمة في العالم ليست أزمة نصوص, إنما أزمة مفاعيل، وآليات تنفيذ ومعاول إلزام, فلو أن نصفَ نصفِ المنصوص عليه ممارسٌ على الأرض ما جاع فم, ولا عري بدن, ولا تيتم طفل في العالم. إن الحالة المزرية التي وصلت إليها حقوق الإنسان في العالم, وحجم الأذى المتصاعد ضد دعاتها وفقهائها ليدلل على أن المستقبل لا ينتظر إلا حاميات للحقوق تصونها من عبث العابثين، وتكون الدرع الواقي لنشطاء الإنسانية في معاركهم. وكيف للمؤسسات الدولية أن تنصف الضعاف في الأرض وهي الخروف المطواع الذي تقوده سكين الجلاد من تحت رقبته, سكين المال والتمويل, وسكين السلطة والنفوذ, وسكين السياسة والبراجماتية. لقد ذُبح نشطاء الإنسانية والحرية على مذبح القرصنة بسكين مشحوذة بالغطرسة والكبر فسالت دماؤهم، واختلطت في رمال اليابسة ومياه البحار في كافة أنحاء العالم, وفي ظل استمرار الغياب المفجع للقوة بقي الخير حاضراً أعزلاً في ساحة الصراع الأبدي، وازداد أعداء الإنسانية ولوغاً في دماء الحمائم البيضاء. معسكر الفضيلة لا عسكر فيه, ومعسكر الرذيلة لا فضيلة فيه, وهنا تكمن نقطة المراجعة لهذا اليوم، والتي نطرحها على طاولة الإنسانية في العالم, إلى متى يحتكر الباطل القوة، ويبقى الحق أعزلاً ولساناً بلا أسنان؟! نحتاج من الخيرين إلى أن يعيدوا انتشارهم ليجتمعوا في إطار دولي جامع مانع عقيدته الإنسانية، ورايته الحق والخير والحرية, لأن حالة التشتت التي تنتاب نشطاء الخير في العالم اليوم سبب من أسباب قنصهم واحداً تلو الآخر. نحتاج إلى إعادة مأسسة حقوق الإنسان وفق أسس إنسانية عادلة, مستقلة عن الحكم والسياسة, لا ترتمي في أحضان الممولين, تحميها قوة الحق عندها فقط يمكن لحق القوة أن يرعوي, فهل من مغيث؟
__________________ |