عرض مشاركة واحدة
  #214  
قديم 06-02-2010, 01:55 PM
 
قضية "أسطول الحرية" تتفاعل: إسرائيل "تتخبّط".. العرب "استفاقوا".. مبارك فتح المعبر.. وأردوغان تحوّل لـ"بطل قومي"!.
مجدداً، يعيد السيناريو نفسه...
في زمن "التخاذل العربي"، في زمن "الخضوع والاستسلام"، يتحوّل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى "البطل القومي العربي"، يصبح رجب طيب أردوغان "العروبي المتمسك بأصالته"، يثبت رجب طيب أردوغان أنه "الناطق باسم الشعوب العربية"، الشعوب التي تحرّكت عفوياً منذ اللحظة الأولى لـ"مجزرة أسطول الحرية" في وقت كان قادتها يغطّون في "سبات عميق"..
استفاق العرب من سباتهم، ربما، لكنّ "البطل القومي" سبقهم بأشواط لن يتمكنوا من اجتيازها بسهولة..
أردوغان لم يترّدد بقولها صراحة، هو تعب من "أكاذيب" و"ألاعيب" إسرائيل. هو وصف الهجوم الاسرائيلي على قافلة الحرية بـ"الوقح" و"غير المسؤول" وذهب لحدّ تحذير قادة إسرائيل من اختبار صبر تركيا، لافتاً انتباههم إلى أنّ تركيا ليست دولة "يتيمة" يمكن "أكل حقوقها" بكل بساطة. رسالة أردوغان وصلت: هو لن يتخلى عن غزة ولن يتجاهل فلسطين، وعلى المنزعجين أن يدركوا أنه "بقدر ما تكون صداقة تركيا قوية، فإنّ عداوتها أقوى".
كلام جريء صدر عن رئيس الحكومة التركية بوجه إسرائيل، في وقت كان قادة العرب لا يزالون يغطّون في "سبات عميق". كانوا لا يزالون يتحضّرون لـ"قمتهم المزعومة"، القمة التي عقدت على مستوى "المندوبين" فالموضوع لا يستأهل قمة استثنائية طارئة، علماً أن "ثمرة" أي قمة لن تتعدى "بياناً" يستنكر ويدين "ونقطة عالسطر".
لكن، كلمة حق تقال، استفاق بعض العرب في اليوم الثاني على الجريمة المجزرة. الكويت، مثلأً، وافقت على قرار يدعو لانسحاب الكويت من "مبادرة السلام العربية" ودعت الدول العربية الى سحب المبادرة التي لم تلق ولن تلقى من إسرائيل سوى الاعتداءات المتكررة.
مصر بدورها "تحرّكت" فأصدر الرئيس المصري حسني مبارك "القرار الشجاع" بفتح معبر رفح للسماح للمعونات الانسانية بالمرور إلى غزة. قرار بدا بشكله ومضمونه وكأنه "هدية مصرية" للفلسطينيين، وكأنه "رأفة" من الحكّام المصريين بالشعب الفلسطيني المحاصَر منذ سنوات والذي تُمنع عنه كل المعونات بقرار إسرائيل وتواطؤ عربي.
وسط كلّ هذه "المعمعة"، بدأت إسرائيل "المتخبطة" إجراءاتها لـ"التخلص" من "الأسرى" وإعادتهم إلى بلادهم، تمهيداً لـ"طيّ الصفحة"، التي تدرك إسرائيل جيداً أن العالم بقيادته الأميركية ستطويها إلى غير رجعة..

إسرائيل "تتخبط": كارثة سببها "قرار غبي"
هكذا، بدت إسرائيل وكأنها "نادمة" على ما اقترفته تحت شعارها الدائم، شعار "الدفاع عن النفس"..
بدت إسرائيل وكأنها "تعيد النظر" بتصرفاتها بوجه الحملة الدبلوماسية التي شُنّت ضدها، والتي يبدو أنها خسرتها بامتياز..
المعلقون الاسرائيليون أقرّوا بذلك.. هم تعاملوا مع ما حدث على أنه كارثة سببها "قرار غبي" اتخذ على مستوى القيادتين السياسية والعسكرية. وعلى هذا الأساس، تصدّرت عناوين الصحف الإسرائيلية عبارات من مثل "الفخ"، "التقصير"، و"فشل يلحق فشلاً"...
ورغم ذلك، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية، على أن إسرائيل لن ترفع الحصار الذي تفرضه على غزة. وذهب نتانياهو إلى حد الزعم ان "هذه القافلة (أسطول الحرية) ليست قافلة سلام، وإنما قوة عنيفة ومنظمة... ومقاتلونا تعاملوا معها بأعصاب باردة وببطولة ونحن نأسف على فقدان الحياة لكننا ندعم جنودنا بشكل كامل وجميع مقاتلي الجيش الإسرائيلي في هذه العملية".
__________________
رد مع اقتباس