"عباس يواري مأزقه بمصالحة إعلامية"
مصدر عربي: "مجزرة الحرية" أحرجت سلطة رام الله والحكومة المصرية [ 02/06/2010 - 12:46 م ] أحد ضحايا "مجزرة الحرية" أكد مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة أن حرجًا شديدًا جدًّا يلقي بظلاله هذه الأيام على رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وعلى الحكومة المصرية بسبب "مجزرة الحرية" وما تلاها من تبعات وردات فعل لم تنته بعد. وقال المصدر، في تصريحٍ خاصٍّ أدلى به إلى "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الأربعاء (2-6): "إن ما حصل مع "أسطول الحرية" سلَّط الضوء من جديد على الذين يمارسون الحصار ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مذكرًا بتصريحات سابقة لعباس وصف فيها سفن كسر الحصار بـ"اللعبة السخيفة"، وبالإغلاق المصري لمعبر رفح أمام البضائع والأشخاص. كما أكد المصدر أن "عباس وجد الحل الوحيد لخروجه من المأزق الحرج، وهو اللعب على وتر المصالحة، ومحاولة الهجوم على "حماس" بغرض إحراج الحركة والظهور بمظهر من يريد المصالحة". وشدد أنه "لا تغيير حقيقيًّا في موقف عباس، والتغيير فقط في الشكل، والمضمون هو نفسه؛ فعباس متمسك برفض تعديل الورقة المصرية، وبالاشتراطات السياسية على المصالحة، أما التصريحات الأخيرة فقد جاءت لملء الفراغ وتنفيس الاحتقان الشعبي تجاه عباس وسياساته". أما على صعيد الموقف الرسمي المصري، فقد أشار المصدر الدبلوماسي إلى أن مصر كانت قد عرضت استلام المساعدات من "أسطول الحرية" وإيصالها عن طريق ميناء العريش لإخراج "دولة" الاحتلال من المأزق السياسي الذي سيفرضه عليها أسطول المتضامنين الدوليين، وأضاف: "بعد المجزرة اضطرت مصر إلى فتح معبر رفح ولو بشكل جزئي لتنفيس الاحتقان والغضب الشعبي الذي تواجهه"، مؤكدًا أن الإعلان عن فتح المعبر سيكون "لأيام معدودة فقط، ثم تعود حليمة لعادتها القديمة"، على حد قوله. وفي ذات السياق أكد المصدر أن "ارتباكًا يسود الموقف المصري إزاء المطالبات بكسر الحصار، خاصة بعد الدعوة الروسية والأوروبية إلى فتح المعابر وإنهاء الحصار"، وقال: "مصر على مفترق طرق صعب، وعليها أن تختار بين استمرار الحصار ومواجهة الغضب العالمي، وبين أن تتجاوب مع جهود كسر الحصار؛ الأمر الذي يحتاج موقفًا سياسيًّا شجاعًا، وهو مرهون بمدى قدرة مصر على تحمُّل الغضب الأمريكي والصهيوني".