الموضوع
:
هل من مساندة لنصرة فلسطين؟؟
عرض مشاركة واحدة
#
713
06-03-2010, 03:20 PM
الاستاذة بسمة
تركيا: الحكم ينحو إلى التهدئة والشارع على غضبه
ناشط تركي جريح لدى وصوله إلى أنقرة من إسرائيل أمس (رويترز)
محمد نور الدين
بعد الخطاب الناري لرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس الأول، بدا أن الموقف التركي يتجه نحو تهدئة الأمور وعدم القيام بمزيد من التصعيد بتأثير المكالمة الهاتفية المطولة التي جرت بين اردوغان والرئيس الأميركي باراك اوباما.
ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت في كافة أنحاء تركيا التظاهرات الشعبية ضد العدوان. وتجمع آلاف الأشخاص في اكبر ساحات اسطنبول استعدادا للاحتفال بعودة الناشطين الأتراك الذين كانوا على متن أسطول الحرية الذي تعرض لعدوان دموي في عرض البحر. وذكر التلفزيون التركي أن طائرة تحمل جرحى العدوان هبطت في تركيا. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية سابين حداد أن 5 طائرات أقلعت من مطار بن غوريون إلى تركيا واليونان، وعلى متنها 503 ناشطين
جثث لأشخاص
قتلوا في الهجوم، متوقعة أن تقلع طائرة سادسة قريبا، وعلى متنها باقي الناشطين. ودعت هيئات مدنية ونقابات إلى مهرجان حاشد وسط أنقرة الأحد المقبل احتجاجا على الاعتداء على أسطول الحرية.
في هذا الوقت، بدأ القضاء التركي تحقيقاته مع الناشطين الأتراك الذين عادوا إلى البلاد لجلاء ملابسات كل ما حصل. وذكرت وكالة «الأناضول» إن وزارة العدل تدرس إمكان إطلاق ملاحقات قضائية بحق إسرائيل.
وشهدت تركيا أمس، يوما كثيفا من الحراك السياسي الداخلي المتصل بالعدوان على أسطول الحرية تصدّره اجتماع لمجلس الأمن القومي كان ينتظره الجميع، في وقت ربط وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عدم تعريض العلاقات التركية مع إسرائيل للخطر بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين كانوا على متن الأسطول.
اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي استمر أربع ساعات ونصف الساعة، انتهى إلى بيان «عادي» لم يعكس حجم العدوان الذي تعرضت له تركيا في عرض البحر، وتقاسم الاهتمام فيه تصعيد حزب العمال الكردستاني عملياته العسكرية ضد الجيش التركي في جنوب شرق الأناضول والاسكندرون والعدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية واستهداف الأتراك فيه بصورة خاصة.
بل إن بيان الاجتماع قدّم فقرة عمليات حزب العمال الكردستاني على قضية أسطول الحرية. وإذ تعهد البيان بمكافحة الإرهاب من كل جوانبه ناقش الاجتماع الاعتداء الإسرائيلي على سفينة «مرمرة» واعتقال الناشطين على متنها ومن بينهم الأتراك.
كما استعرض الاجتماع الجهود الدولية التي بذلت لمعالجة الوضع في مجلس الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي، مؤيدا تشكيل محكمة دولية محايدة للتحقيق في ملابسات العدوان الإسرائيلي على القافلة. وأوضح البيان انه نتيجة جهود الحكومة فإن كل المعتقلين والجرحى والقتلى بدأوا في العودة إلى الوطن، وان الخطوط الجوية التركية ستنقل كل المعتقلين الأتراك وغير الأتراك إلى اسطنبول قبل العودة إلى بلادهم. وبعد الاجتماع بساعتين زار اردوغان الرئيس عبد الله غول وتداول معه في التطورات.
من جهته، أدان البرلمان التركي الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية بأشد العبارات. ووصف، في بيان، العدوان بأنه انتهاك لشرعة الأمم المتحدة والقوانين الدولية. وطالب إسرائيل بالاعتذار عن فعلتها رسميا ومحاكمة المرتكبين والتعويض عن الضحايا. وأشار إلى أن تركيا ستقاضي إسرائيل أمام المحاكم الوطنية والدولية. وأضاف إن «البرلمان التركي ينتظر من الحكومة إعادة النظر بالعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع إسرائيل، واتخاذ الإجراءات الضرورية المؤثرة في هذا المجال».
وجاء في البيان إن النواب الأتراك يقابلون باحترام ردود الفعل الشعبية الغاضبة على هذا الاعتداء على ألا تتحول هذه الردود إلى أعمال عنف وألا تحمل صفات ثأرية وألا تستهدف الإسرائيليين. وأوضح أن «البرلمان التركي سيواصل، كما كان دائما، الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأهل غزة ويدعو إلى رفع الحصار عنه فورا».
وقد وافقت الهيئة العامة للبرلمان بالإجماع على البيان الذي كان سبقه نقاش حاد بين الأحزاب المختلفة حول نص البيان كاد يطيح به. وقد اعترض حزب العدالة والتنمية على كلمة «مؤثرة» لأنها تفسر تدابير الحكومة بأنها غير كافية لكنه عاد ووافق عليها.
ومن جهته، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو إن الدم التركي الذي أريق يجب ألا يبقى في مكانه، ويجب معاقبة إسرائيل. وأضاف، في اجتماع لنواب حزبه، انه للمرة الأولى يتعرض مواطنون أتراك لاعتداء من دولة أجنبية بعد كل من كوريا وقبرص. لكنه انتقد الحكومة بقوله انه «لا يكفي أن يروي اردوغان الوقائع بل عليه أن يعترف بحقيقة ضعف المعلومات الاستخبارية حول إمكانية ما قد يحصل. وكان على الحكومة أن تكون فاعلة أكثر في دبلوماسيتها». وشدد على أن «شرف تركيا قد انتهك ويجب ترميمه، وإذا لم تنجح الحكومة في ذلك فيجب أن نشكوها إلى الشعب».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن الدولة العبرية بدأت بإعادة عائلات طاقمها الدبلوماسي في أنقرة، لكنه أشار إلى انه ليس من الوارد حاليا قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
وفي تعليقات الكتّاب الأتراك، قال فكرت بيلا، العلماني المقرب من المؤسسة العسكرية، إن خطبة اردوغان الثلاثاء الماضي كانت كما كان متوقعا صلبة جدا و«استخدم صفات ضد إسرائيل مثل الإرهابية والمارقة والعصابة والمجرمة كما لو أن الدولتين في حالة حرب».
وأضاف إن توجه اردوغان إلى الرأي العام التركي والعالمي يهدف إلى إحراج حكومة بنيامين نتنياهو تمهيدا لإسقاطها. وظهر واضحا الهدف من خلال تحييد الجمهور الإسرائيلي كما يهود تركيا والقول انه لا مشكلة معهم كما لو انه يقول لهم «تخلصوا من هذه الحكومة». وأشار إلى انه «يمكن القول إن الهدف الأساسي الآن لأردوغان هو أن ثمن العدوان على سفينة مرمرة يجب أن يكون إسقاط حكومة نتنياهو».
ويقول بيلا إن قول اردوغان إن صداقة تركيا قوية كما عداوتها اشارة شديدة إلى أن تركيا قد وضعت إسرائيل في مصاف الدول العدوة. وتابع إن «تركيا ستركز على إمكانية الحصول على نتيجة من جهودها الدبلوماسية، وإذا لم تنجح في ذلك تنتقل إلى قرارات اقتصادية وسياسية وعسكرية مضادة لإسرائيل وعلى مراحل».
وكتب سميح ايديز، المعارض لسياسات اردوغان، قائلا إن «خطاب اردوغان رغم شدته لم يضع خريطة طريق لكيفية معاقبة إسرائيل ولا لتخفيض العلاقات الدبلوماسية ولا لوقف التعاون العسكري ولا لفتح دعوى في المحافل القانونية الدولية»، لكنه أضاف إن «على الحكومة ألا تنسى انه أمام اتخاذ تدابير عقابية هناك عقبات كثيرة ومع أن المواطن في الشارع ينتظر مثل هذه العقبات فلا يظن أنها ستكون سهلة».
__________________
الاستاذة بسمة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الاستاذة بسمة
البحث عن المشاركات التي كتبها الاستاذة بسمة