الهرمونات والسلوك القيادي : الهرمونات والسلوك القيادي : ظهرت بحوث كثيرة في حقل علم النفس الاجتماعي استهدفت دراسة احدى الظواهر البارزة في الحياة الاجتماعية هي ظاهرة الزعامة او القيادة التي كانت وما تزال موضع اهتمام الباحثين في علم النفس الاجتماعي وعلم البيولوجيا وذلك لما للقائد او الزعيم سواء كان حاكما مستبدا او رجلا ديمقراطيا من دور بالغ الخطورة في المجتمع وظلت فكرة (ولد القائد ليكون قائدا ) سائدة لقرون عديدة حتى حل محلها المفهوم الديمقراطي وتبددت تدريجيا تلك القيادة الموروثة .ومنذ ذلك الوقت حتى الان نجد هناك تسالا يدور في اذهان كافة اوساط الباحثين بهذا الحقل ((هل ان الزعامة موروثة ام مكتسبة؟) وقد اجريت دراسات كثيرة على انواع مختلفة من الحيوانات .وقد ظهرت نتائج متباينة في هذا الخصوص .وقد ظلت تلك الدراسات المتواصلة تتوالى لوصف الاحوال السلوكية وطرق المعيشة لعدد كبير من الحيوانات دون ان تلج الى الموضوع ذاتة من الجانب الفسيولوجي او من جانب كيمياء الجسم الحي .حتى الوقت الذي ازيح فية الستار عن العلاقة بين الهرمونات وتلك الظاهرة وذلك في نوع معين من القرود على اقل تقدير وهو قرود رويزوس .اذ اثبتت ان قياس كميات من الهرمونات الجنسية الذكرية في القرود على درجات مختلفة من سلم القيادة الاجتماعية واثبتت بأقناع انة لايوجد حيوان يولد وهو قائد وذلك في مجتمعات القرود على اقل تقدير .وبعد اعادة التجارب على عدة ضروب من القرود كانت النتائج ثابتة وهي انه كلما ازداد مركز القرود في القيادة او انخفض فأنة يزداد او ينخفض انتاجه من الهرمون تبعا لذلك. وان القائد الذكر في أي مجموعة من مجاميع القرود يملك منسوبا من هرمونات الذكورة (التستوستيرون) اعلى مما هو عليه في القرود الاخرى . وقد قيست مقادير الهرمون الذكري التستيرون في دم البائن المقدمة (الذكور)في كل مرتبة من المراتب الاجتماعية .واظهرت نتائج تلك التجارب وجود علاقة مباشرة بين هرمون التستوستيرون وظاهرة القيادة . د.علي حسين |