يأتي اللصوص عبر الشوارع والطرق الخلفية ويدخلون من النوافذ...
ولكل شأن مدخلا يسهم بشكل كبير في تحديد طبيعته، حتى العلاقات...بداياتها عنصر هام في تحديد كنهها، ولنأخذ مثالا في العلاقات التي قد تنشأ بين اثنين عبر الهاتف:
فتاة تعمل في مشفى، تضطر للتحدث هاتفيا ولعدة مرات يوميا مع قسم الأشعة مثلا، فمن الطبيعي أن تتعرف رسميا الى الموظف في الطرف الآخر، وهذا التعارف ربما أصبح اقوى فأقوى... وما لم يخرج حوارهما عن حدود الأدب فهل يجرء أحد على اتهام الفتاة أو الشاب....؟
وفي المقابل... فتاة تهدر جزءا من وقتها يوميا في ازعاج ومعاكسة الآخرين هاتفيا، وقد تتعرف خلال ذلك الى شاب مستهتر مثلها، يلقي حولها بشباك أكاذيبه ويسمع احدهما الآخر من الوهم ما طاب له ...فهل يجروء أحد على الدفاع عن هذه العلاقة أو عن الفتاة أو الشاب ...؟

شيء واحد فاتنا ... أن السؤال من الأساس لم يكن عادلا... فان لكل علاقة طرفان يتماثلان وصفا بدليل اجتماعهما في تلك العلاقة .. فاذا كانت سامية فهي انعكاس لشخصيتيهما، وان كانت شائنة فهي أيضا انعكاس لشخصيتيهما معا ... ولا يحق لطرف في علاقة تعتبر شائنة ازدراء الطرف الآخر لأنه شريكه فيها.
تذكر دائما أن الفتاة التي تكلمها بالتلفون تتكلم معك أنت

__________________