الموضوع: الإبن
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2010, 01:32 AM
 
الإبن


هو الكائن الذى تستطيع أن تتسلى بإبراز كل مواهبك فى الجنون معه وبدون حياء !!
هو من تستطيع التقافز معه كالكنجارو وأمام الجميع وأنت مطمئن أنه لن يضحك عليك أحد !!
بل ربما فرحوا بإقترابك من طفلك وشعورك الطيب نحو إفراحه بكل الطرق.
هو الكائن الذى تستعيد معه حبك للشوكولاته والشيبسى وكل انواع المقرمشات والحلويات التى نسيتها وتتظاهر دوماً وأنت تطلب منه قطعة بأنك تعوده وتربيه على الإيثار وحب الآخرين وعدم الأنانية !!!
هو قرة العين وسويداء القلب وقرار الكبد .. إن كان له قرار !!
هو من تستطيع أن تشعر بحبه لك من فرحته الطفوليه بمجيئك وعدوه إليك فارداً ذراعيه وكأنك فاتح القسطنطينية !!
هو من تشعر بلمسة دفء أنامله الصغيرة بين كفيك أو على أصابعك فتتلمس الطُهر فى الكون كله وتتمنى ألا تترك أنامله قط ، ثم يسحبها هو ليبدأ فى اللعب فتتركها خشية مضايقته ولو للحظة .
هو الكائن الذى إن ضحك فى وجهك شعرت بأن كل الضيق يتفصد طهارة من على جبينك.
وإن إحتضنك وكأنك إحتضنت دفء الأرض جميعه فى صدرك وبين يديك وإن لمست صدره فشعرت بتلاحق دقات قلبه ، تتمنى لو تنفذ بشفتاك إلى ذلك القلب لتُقبِله وتهدهده .
هو الذى تحتضنه أثناء النوم فيحتضنك هو بجسده الصغير كاملاً وتلتف ذراعاه الدقيقتين حول عنقك ويصبح لليلة قطعة من جسدك وكأنه ذات التكوين الفعلى لك !
هو ذلك النفس الذى يخرج من فمه وأنفه إلى وجهك فتستنشقه وتكتمه داخل صدرك وكأنه أريج حياتك الذى لن تُكمل يومك التالى دونه ، وتخرج أنت أنفاسك فتحرك رأسك بُغية إبعاد تلك الأنفاس عنه حتى لاتقلق نومه فلاتستطيع وتجد تلك الإبتسامة الملائكية لعيونه وشفتيه إذا مااهتزت شعيرات رأسه لأنفاسك . فيستريح قلبك وتستشعر دقات قلبه إلى قلبك .
هو الإبن ..
لاتحتاج أن تتعلم من أحد أو يوجهك الآخرون لكى تشعر بحبه أو تُشعره بحبك لاتحتاج لأن يشير إليك أحدهم بأن تتألم لألمه ، أو تسعد لسعادته .
بل هويصبح دائرة حياتك ومدارك الذى تتمحور حول سعادته وضيقه وتحب الكون لأجله وتحب الصفاء لئلا تُعكر ذلك الوجه الصبوح ، ربما تضطر لمضايقته أحياناً وتعكير مزاجه . ومزاجك !! وذلك برفضك لأمر يطلبه ولكنها من أمور التربية التى ترجو بها أن يكون إنساناً فاعلاً ورجلاً عاقلاً تظهر آثار تربيتك عليه فى مستقبله وحياته .
هو من ترى فيه جمال حركاتك التى لاتسمح لك الحياة بأخذ بالك بأنك تفعلها فتجده يقلد نفس حركاتك تلقائياً وبدون حتى أن يقصد أو ينظر إليك ويمثل نفس تقطيبة الجبين ليضحكك فى ضيقك ودون أن يقصد ..
تجده يصرخ بنفس طريقتك فى الحديت أحياناً وربما بنفس نبرة صوتك فترفع إحدى حاجبيك دهشة أنك تكون بذلك الشكل السىء أحياناً !!! فربما يكون السبب فى أن تُغير من بعض أفعالك وأساليبك طيبة خاطر له .
هو الكائن الذى تشعر معه دائماً بأنه الروح الصافية والطهر النقى فى التصرفات هو المسيطر على الموضوع طالما هو موجود .
هو الكائن والبشرى والحبيب الذى يُشعرك أنك تضيف إلى الحياة حقاً ومهما كان عملك ومهما كانت درجة نجاحك يظل شعورك بحرف واحد ينطقه ابنك من تعليمك هو الأرقى والأحب والأكمل لديك.
يظل ذلك الإحساس بأنك كنت الوسيلة لخلق هذا الحبيب الذى أكمل سعادتك بالحياة وأكمل مشاعر الإنسان بداخلك وتظل تشكر رب العالمين على فضله عليك وتسأل الله أن يمد الآخرين بذات النعمة والفرحة .
رد مع اقتباس