عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 06-15-2010, 12:05 AM
 

بعدما رأت هيوري إصرار معلمتها وافقت على الذهاب معها إلى المكان الذي لا تعرف أين هو , و بعد دقائق من المشي وقفت المعلمة أمام شجرة كبيرة
المعلمة : هذه الشجرة تسمى بشجرة المستقبل و منها تحدد مستقبل بعض طلاب هوكايدو , بالمناسبة هل تجيدين التسلق ؟
هيوري : لا ادري , لكني اعتقد أني استطيع
المعلمة : حاولي لن تندمي , سوف أكون أمامك و أنت اتبعي خطواتي
هيوري : حسناً
كانت المعلمة سريعة التسلق مثل القرود و هذا زاد استغراب هيوري لأنه لا يبدو عليها أنها رياضية , و أخيرا وصلت المعلمة إلى القمة و هيوري من بعدها
المعلمة : لقد وصلت و أنت لا زلت في منتصف الطريق
هيوري : سوف أصل
و بعد جهد جهيد وصلت هيوري إلى القمة و جلست بجانب معلمتها , رأت هيوري منظراً رائعاً لم تره من قبل , رأت هوكايدو و المخيم و الطلاب و كل شيء يمكن رؤيته






هيوري بانبهار : معلمتي , المكان هنا جميل جداً
المعلمة : معك حق لكنه ليس بجمال تلك اللحظة
هيوري : أي لحظة ؟
المعلمة : سوف أعود إلى الماضي , هيوري سوف أتكلم معك بانفتاح أكبر , و انسي أني معلمتك الآن , هيوري أنت أفضل طلابي و الذي أعجبني فيك أكثر انك تشبهينني كثير عندما كنت في سنك في كثير من الصفات و التصرفات , لقد كنت مثلك مثالية و طالبة في هوكايدو
هيوري : لحظة لحظة , أنت من خريجي هوكايدو ؟
المعلمة : نعم , و كل المعلمون أيضاً
هيوري بعد أن اتسعت عيناها : لم اسمع بهذا من قبل
المعلمة : توقعي الأسوأ
هيوري : حمستني كثيرا , ماذا كنت تحبي أن تفعلي ؟
المعلمة : كل ما تحبي أن تفعليه , أنت نظيرتي المصغرة لا أكثر
هيوري : سوف أسألك سؤال قد يكون محرجاً أو سيئة قليلاً , هل كنت معجبة أو مغرمة بأحد الطلاب في السابق ؟




ضحكت المعلمة بشدة و ردت : نعم و لم تصدقي من هو , انه أستاذ الكيمياء
هيوري بدهشة مبالغ فيها : كيف , هذا لا يصدق
المعلمة : قل لك توقعي الأسوأ
هيوري : حسناً , ماذا كان يعجبك فيه ؟
المعلمة : أسئلتك محرجة لكن سوف أجيب , كانت تعجبني ثقته الزائدة بنفسه , كان واثقاً و مؤمناً بكل شيء يفعله , كانت لديه ثقة لا احد يقف أمام اندفاعها , كان طيب القلب و ذكياً جداً بل كان الأول على دفعتنا , كان مثل نيرو عندكم , لكن لم أبح له بشعوري له أبدا لأني كنت متأكدة انه هذا الإحساس نابع من صداقتنا فقط
هيوري : آه أنا آسفة
المعلمة : لا عليك أنت لم تفعلي شيئاً و أنا لست نادمة على شيءٍ تركته
هيوري : ما هي تلك اللحظة التي تكلمت عنها في بداية حديثنا ؟
المعلمة : في مثل هذا اليوم كنت اجلس هنا و معلم الكيمياء مكانك , و من هنا اخترنا مستقبلنا و هو بناء الأجيال , و عندما نظر إلى هوكايدو من هنا عزم على أن يكون معلماً فيها , و حقق مراده و أنا تمنيت الشيء نفسه , لكننا لم نلاحظ وجود أصدقائنا بالقرب منا فعندما سمعوا حديثنا أعجبوا بمستقبلنا فحققناه معاً و الذين يعتبرون جميع معلميكم الآن , لقد كنا رفقة رائعاً فعلاً




هيوري : ما أجمل رفقتكم
المعلمة : فعلاً , الصداقة شيء يدوم مدى الحياة على عكس الحب الذي اسر عقول الكثيرين هذه الأيام
هيوري بغضب : معلمتي أنت على خطأ
المعلمة : لماذا ؟ الحب سرعان ما يزول
هيوري : لا انه أقوى رابطة تربط أحاسيس الناس ببعضها
المعلمة : هذا الكلام غير منطقي أبدا و لا يمكن تصديقه أو التعايش معه
هيوري : الحياة ليست منطق , بل إنها واقع نعيشه و الحب شيء لا يمكن لا للمنطق و لأي علم استيعابه بل هو شيء في كل شيء
المعلمة : أنا لا أفهمك لكن ما دمت مصرة على مبدأك لن أقف في طريقك و لن أقف معك لكن النتائج لن تكون متوقعة و سوف تكون سيئة كما هي الحال مع كل من فكروا بطريقتك , صحيح أني كنت في عمرك لكن لم أفكر أبدا بهذا السوء
هيوري : آسفة على وقاحتي و تقليلي من مكانتك معي
المعلمة : لا أنت فقط عبرت عن ما بداخلك و هذا جيد لك , أوه الشمس بدأت بالمغيب , لقد تأخرنا هيا لنرجع إلى المخيم
هيوري : فعلا هيا





و من بعد هذا الحوار الطويل نزلا من على الشجرة و سارا إلى أن وصلا إلى المخيم حيث كان الجميع في انتظارهم , بقت المعلمة معهم لبعض الوقت و من ثم ودعت طلابها للذهاب إلى المدرسة تاركتهم ليستمتعوا بوقتهم , جلست ميكا بجانب هيوري
ميكا : هيوري , أريدك في موضوع , تعالي معي
هيوري : إلى أين ؟
ميكا : إلى أي مكان هادئ , تعالي بسرعة
هيوري : حسناً
أمسكت ميكا بيد صديقتها و مشت بها إلى ضفاف البحيرة ثم طلبت ميكا من هيوري الجلوس بقبرها على إحدى الصخور التي كانت ضفاف البحيرة المطلة على انعكاس البدر على سطحها
ميكا : هيوري كيف حالك ؟
هيوري : لماذا هذا السؤال الغريب ؟ أنا بخير
ميكا : لا ادري , اشعر أني لا أعرفك , كنت في الماضي تتكلمين معي كثيرا لدرجة الثرثرة , لكن الآن صمتي بشكل مخيف, أشعر بأني بعيدة عنك , هل حصل لك شيء أنا لا اعلمه ؟
هيوري : آسفة لأني تجاهلتك لكن حياتي تمر بزوبعة قوية انتظر حتى تهدأ حتى أعود كما كنت
ميكا بتردد و خجل : حسنا سوف أتكلم أنا , .......................



هيوري : تكلمي ماذا تنتظرين ؟
ميكا : آه يا هيوري , لم أتصور أني سوف أعجب بفتى من المدرسة و لاسيما ذلك الفتى
هيوري : هذا محمس جداً , من هو ؟ يبدو انه توشيرو أو الرسام تاشكي
ميكا بانفعال : لا لا , الأول سوف يشرحني و الآخر ليس برجل حتى أعجب به
هيوري : إذا من هو ؟
ميكا : انه سيد الفنون المسرحية هيجي
جاء الخبر كالصاعقة لهيوري , كيف تقول لها بأنه يحبها هي ؟ و هل تضيع أول من أعجبت به ميكا بهذه السرعة ؟ , و احتارت كيف تخرج نفسها من هذا الموقف , إنها مسألة مصيرية بالنسبة لأقرب صديقاتها , فهل تتركه و تبقى مع ميكا أو تبقى مع المسكين هيجي لأنه أول من اعترف لها
هيوري : ميكا , فلنكمل حديثنا ونحن نسير
ميكا : لا بأس
و بعد دقائق من المشي تكلمت هيوري
هيوري : ميكا , اشعر أني غارقة في بحر و الأمواج تتخبطني من كل الجهات
ميكا : و هل أنت تعرفين البحر أصلا ؟ أنت لم تره من قبل , لكن قولي ما بقلبك , أنا صديقتك في النهاية
هيوري : لا ادري كيف ابدأ لكن عديني
ميكا : أعدك بماذا ؟
هيوري : عديني بأن تبقي صديقتي مهما حدث
ميكا : لا اعرف ماذا تعنين لكن أنا أعدك بذلك
هيوري : هناك من أنا أحبه و هناك من يحبني , فمن اختار ؟
ميكا : الخيار صعب , لا ادري لقد وترتني
هيوري : آه الفترة التي كنت فيها بعيدة عنك حدثت لي أشياء كثيرة , اشعر بالحنين إليك
ميكا : هيوري , أنا قلقة تكلمي ماذا حدث ؟
هيوري : سوف أتكلم و انتهى الأمر , انظري إلى يدي اليسرى و ركزي على الحرف الذي نقش عليه
ميكا : انه حرف H انه الحرف الأول من اسم Hiyuri انه جميل في يدك
هيوري : انه ليس اسمي , فكري
ميكا : لا اعرف , قولي لي هيا
هيوري : بصوت حزين : الم تعرفي بعد ؟




ميكا : لا تقولي لي بأن هيجي ........
هيوري : نعم هو كذلك
ميكا : و أنت ؟
هيوري : أنا ماذا ؟
ميكا : ما موقفك منه ؟ , ماذا قلت له ؟
هيوري : لا ادري أنا حائرة بينه و بين نيرو لأن اليأس بدأ يتسلل إلى قلبي و بدأت اشعر بالتعب من ملاحقته مثل الدمية
ميكا و بقوة : هيوري ! أكذبي علي لكن لا تكذبي عليه , انه في انتظارك , في انتظار أن تردي عليه , انه إنسان و كل ثانية تمر عليه يتألم فيها , هيوري انتهى الوقت الذي كنت تعيشين فيه لوحدك , يجب أن تحددي موقفك من الآن . إما نيرو أو هيجي , لا يمكن اختيار الاثنين
هيوري : لماذا كل هذا الانفعال ؟



ميكا : أنت السبب في كل هذا , لقد تشوه هيجي عندما ركله نيرو على وجهه لكنه لم يغضب بل كان واثقاً انك سوف تعودين للاطمئنان عليه لكنك جريت وراء نيرو و عدتي معه حتى دون التفكير فيه , لقد أهداك هذا الخاتم ليكون معه و تكوني معه لكنك فعلاً ساذجة , للعلم هيجي ترك المخيم منذ فترة
هيوري بحماسة : إلى أين ذهب ؟
ميكا : كنت سأخبرك لكن ابحثي عنه بطريقتك الخاصة , لا استطيع التدخل في حياتك أكثر من هذا , نحن أصدقاء و سوف نضل إلا في اختيار المستقبل فهذا حق لك , أنا متعبة سوف أنام الآن , ليلة سعيدة
و رجعت ميكا إلى المخيم تاركاً هيوري في حيرة و حسرة , جلست هيوري مع نفسها و بدأت في التفكير , من سوف اختار هيجي أم نيرو الأمر صعب و بدأت تشد شعرها و تصرخ لوحدها و الدموع تنهمر من عينها من الأحداث التي لا تعرف إلا الأبيض أو الأسود , كل ما فعلته بعد ذلك أنها رجعت إلى خيمتها و سلمت نفسها للنوم العميق متأملة على أن الغد سيكون أفضل .

__________________
:rose: