البارت الخامس
((( من تُحب )))
صباح يوم جديد , استيقظت أميرتنا (( هيوري )) لتعيش هذا اليوم لكن ما إن فتحت عينها حتى تذكرت صديقتها , كيف ستقابلها بل كل الذي جرى , لم تتحرك من سريرها بسبب ما حدث بالأمس , هذه المرة الأولى التي يحدث بينها و بين ميكا نزاع بهذه الشدة , عندها قررت هيوري النهوض و التحرك لأن البقاء على هذه الحال لن يحل شيئاً , لبست هيوري ملابسها المعتادة و استعدت للخروج و لكنها رأت رسالة موجودة على الطاولة التي كانت بجانب سريرها و كان مرسوم عليها برج إيفل .
هيوري : غريب , هذا شعار نادي ميكا , لماذا هي هنا ؟ من المحتمل أن ميكا أسقطتها هنا , سأطلب من أومي إعادتها . لكن بعد ما قلبت الظرف كان مكتوب عليه (( إلى هيوري )) فضربت رأسها و قالت : كم أنا غبية فعلاً . فتحت هيوري الرسالة و قرأتها , كان مكتوب عليها :-
((( صديقتي هيوري , لا اعرف ماذا اكتب لك ؟ هيوري , لقد كنت معي منذ طفولتي , كنت أول صديقة اعرفها في هوكايدو , هل تذكرين اليوم الذي طلبت مني الجلوس بجانبك عندما تُركت من جميع الأولاد ؟ لقد كان أول و أجمل أيام حياتي , من المؤكد انك لا تذكرينه لكنه محفوظ في عقلي و سوف يدوم , بقيت صداقتنا إلى الإعدادية , كبرنا , زادت ثقافاتنا و زادت معها روابط الصداقة بيننا , لن أنسى ذلك الموقف الذي ساعدتني فيه , لولاك لما تخرج من تلك المرحلة .
الآن نحن في الثانوية , أسعد السنين الدراسية , و كما كنا صغاراً لا زلنا مع بعضنا و لكن ما جرى بالأمس غير كل شيء , أنا آسفة و بشدة على كل حرف وجهته إليك , لقد كنت عمياء بالفعل , لقد نسيت تلك الأيام و جرتني العاطفة , أنا أحب هيجي و أتمنى السعادة له حتى و لو كان معك , لقد اخترت مستقبلك و لن أقف ضده بل سوف أساندك حتى آخر لحظة في حياتي , أريد أن احظر زفافك و أرى أطفالك , أريد أن أراك سعيدة بمعنى كلمة سعيدة , أنا اكتب هذه الرسالة و انظر إليك و أنت نائمة , أنا أسمعك تتمتمين باسمي طوال الليل و أرى دموعك التي تسير على وجهك البريء , أنت حقاً الصديقة التي لو مرت على الأرض مئة سنة لن توجد مثلك إلا واحدة و هي أنت , أنا حقاً آسفة آسفة آسفة على كل شيء فعلته قاصدة و غافلة و شكرا لك على كل شيء فعلته من اجلي , كل ما أتمناه الآن أن أعود إليك و نحيا كما كنا في السابق لكن بعد الذي تفوهت به لا أظن انك تريدين رؤيتي لكن سوف تبقين أفضل من عرفته و لن يحل احدٌ مكانك . ميكا ))) ....
لم تبكي هيوري عندما قرأت الرسالة بل خرجت تصرخ باسم صديقتها باحثة عنها و تنادي عليها هنا و هناك لكن الجميع اخبروها بأنهم لا يعرفون مكانها فاتجهت صوب الغابة , جرت هيوري إلى كل مكان يمكن أن توجد فيه لكن دون جدوى .
و في أثناء بحث هيوري عن ميكا شعرت بشيء لم تشعر به من قبل , كأن ميكا تناديها و لكن لا يوجد احد بالقرب منها , الغابة خالية من البشر , و دون شعور من هيوري وجدت نفسها تمشي باتجاه الجبل المجاور , ثم بدأت بالطواف عليه حتى وجدت ما يشبه الكهف , دخلت هيوري و استمرت في المشي مع أن المكان كان مخيفاً .
في المخيم :-
هيجي : هل رأى احد هيوري بالقرب من هنا ؟
توشيرو : هل أضعت أميرتك أيها المسكين ؟
هيجي : لا وقت للمزاح , أين هي ؟
توشيرو : تبدو مرتعباً ما بك ؟
هيجي : لقد اختفت منذ الصباح
توشيرو : حسناً سوف اطلب الإذن من نيرو و نذهب للبحث سوياً
و بعد ما إذن لهم نيرو انقسما إلى فريقين للبحث
في الكهف :-
استمرت الشجاعة هيوري في المشي على الرغم من كون المكان مظلم , و بعد لحظة سمعت هيوري صوت بكاء ميكا لكن لا تدري أين هي , الصوت كان قريباً لكن الظلمة منعتها من الرؤية , عندها تكلمت هيوري بصوت واضح
هيوري : ميكا , أنا متأكدة انك تسمعيني , لقد أتيت لأخبارك بأنك اقرب صديقاتي , و ما حدث بالأمس كان خلاف يحدث في أرقى العائلات , لا بأس أنا لست غاضبة منك , هيا تعالي لنخرج من هنا , الم تقولي بأنك تتمنين رؤية أطفالي ؟ , بسرعة لن اخرج من هنا إلا و أنت معي أو نموت هنا مع بعضنا
بعد هذه الكلمات وقفت ميكا و تقدمت إلى هيوري و قفزت عليها و ضمتها و الدموع تجري على وجهها قائلة
ميكا و هي تبكي : أنت أفضل من التقيت به , أنا أعدك بأننا لن نفترق مرة أخرى
هيوري : و أنا أيضاً أعدك بذلك
و بعد دقائق من العناق في الظلام , بدأت هيوري بالبكاء
ميكا : لا داعي للبكاء لأننا تسامحنا , انسي الماضي و حسب
هيوري : أنا لا ابكي عليك , المكان مظلم و مرعب و بارد و أنا جائعة الآن , أريد الخروج من هنا
ميكا بصوت مخفض : أنت غبية حقاً
هيوري : هل تعرفين طريق الخروج ؟
ميكا : أنا لا ادري أين أنا , كنت أود الانتحار لكنك أسرعتي إلي
و جلستا في انتظار احد لينقذهما لكن دون جدوى
هيوري : لدي فكرة
ميكا : ما هي ؟
هيوري : شاهدي فقط
وقفت هيوري و بدأت تصرخ صرخات متقطعة
ميكا : شاهدي فقط , هل أشاهد الصوت ؟ و أيضاً صوتك بشع و مزعج , اسكتي و صداه يزيد الأمر سوءً
هيوري : هذا ما أريده , الصدى , عندما يرتد الصوت فهذا يعني أن هناك حاجر لكن إذا لم يعد فهذا يدل على أن بوابة الكهف أمامنا
ميكا : أنت فعلاً عبقرية
هيوري : هذه إحدى طرق استخدام الفيزياء في الحياة
ميكا : لا يهم أريد الخروج أيتها المرأة الخفاش
و استمرت هيوري بالصراخ حتى وصلت إلى بوابة الكهف و خرجا منه , مشت كل منهما صوب المخيم لكن في الطريق التقيا بهيجي
هيجي و هو يلتقط أنفاسه : هيوري ! أين كنت منذ الصباح ؟
هيوري بحدة : و لماذا لم تسأل عن ميكا ؟ , كانت خارج المخيم منذ الأمس , أو انك تتجسس علي و أنا نائمة ؟
هيجي بارتباك : لا لا ليس الأمر كما تضنين لكن ............
هيوري : كنت مع صديقتي ميكا , هل هناك مشكلة ؟
هيجي : الكل يعلم أنها صديقتك , لا حاجة لذكر كلمة صديقتي
هيوري : لأنك لم تعرف معناها حتى الآن , كل ما جرى خلاف ودي انتهى على كل خير
هيجي : هكذا إذاً , حسناً لنعد يا هيوري
رأت هيوري الحزن بادٍ على ميكا لأنه لم ينظر إليها حتى فقررت التصرف , وقفت أمام هيجي و قالت
هيوري : هيجي , أنت أناني و لا تملك أي ضمير
هيجي : لماذا , هل أخطأت ؟
هيوري : ميكا تقف بجانبي طوال الوقت لكن أنت لا تلقي لها بالاً
هيجي : ميكا أنا أسف حقاً
هيوري : هل تعتقد انه هذا كافٍ , أو هل تود أن تقول أنها مجرد غبية تقف هنا
هيجي بانفعال : لا تنطقي بهذا الكلمات التي لا معنى لها , ميكا فتاة رائعة و طيبة بالرغم من المشاجرات التي تحدث بيننا , صحيح أنها مزعجة لكني اشعر أن هذا الإزعاج أصبح من حياتي و ........................
نظرت هيوري إلى هيجي بابتسامة
هيوري : اضن أن هذا كافٍ حتى الآن
هيجي باستغراب : ما معنى كل هذا ؟
هيوري : سوف اذهب الآن , ميكا تريد قول شيءٍ لك , وداعاً
نظرت هيوري إلى ميكا و غمزت لها ثم همست قائلة : أنا متأكدة انك تقدرين على قولها . و ما إن حركت هيوري رجلها الأولى استعداداً للهرب و ترك المكان كي يصفو لهما الجو , لكن قالت ميكا بنظرة جادة
ميكا : هيجي , أنا معجبة بك , و اعتقد إني أحبك من كل قلبي
هيجي : ماذا !؟!
ميكا : كنت أود أن انطق بها لكن خشيت من انك سوف ترفضني لأسباب لا اعرفها , لكن الآن أنا متأكدة من انه ليس هناك ما يعيبوني
هيوري : على الأقل انتظري حتى أغادر
الهدوء يعم المكان , لا يوجد شيء سوى حفيف رياح الجبل و صوت العصافير , عندها قررت هيوري القيام بشيء قد يفك أزمة الموقف , وقفت بجانب ميكا بعدما أمسكت يدها و قالت
هيوري : هيجي , يجب أن نضع حداً لكل هذا , من تحب ؟ أنا أو ميكا
هيجي : الأمور لا تتخذ هكذا
ميكا : هيوري , معك حق , من تختار أنا أم هي ؟
بدأ الارتباك يتخلل إلى أطراف هيجي , كلاهما تنظر إليه و تنتظر قراره , إحداهما تحبه و هو يحب الأخرى , و طال الانتظار و لازال هيجي يتعرق من الإحراج
هيوري : لا تخف , كلتانا راضية بقرارك
ميكا : كما قالت , كن صريحاً فقط , قل ما بقلبك
هيجي : ميكا , أنت جميلة و فاتنة و اعتقد أن هناك من هو أفضل مني بك , لكني اشعر أني مخلص لهيوري أكثر منك , فأرجو ألا تحزني لاختياري
ميكا و دموع الفرح تسيل منها : بل أنا سعيدة لأن هيوري حضت بإنسان رائع مثلك
و من بين الأشجار كان هناك شيء يتحرك , اتضح بعد ذلك بأنه توشيرو
توشيرو : من الجيد انك وجدتهم , هيا لنعد مبكراً قبل أن يرسل نيرو فرقة أخرى للبحث عنا
الجميع : نحن من ورائك
و عاد الجميع إلى المخيم .
و في طريق العودة شعرت هيوري بفرح غامر تكاد قدمها لا تحملها من شدته , كل المشاكل حلت , لا يوجد أي شيء يمكن أن يعكر صفو هذا اليوم الرائع , بعدما رجعوا إلى المخيم , أكمل هذا اليوم على خير حتى جاء اليوم الذي يليه .