البارت السادس
((( بداية )))
اليوم السادس
استيقظت هيوري على مناشد طيور الصباح و استعدت لليوم , كان هيجي في الانتظار خارجاً
هيجي : هيوري , صباح الخير
هيوري : صباح النور
هيجي : قام نيرو بتوزيع مهمات كثيرة اليوم و لقد كنت السبّاق إلى الأسهل
هيوري : ما هي ؟ اخبرني
هيجي : جمع الفاكهة
هيوري : إنها صعبة , أين نجدها في هذه الجبال ؟
هيجي : بهذه الخريطة التي توضح أماكن نضوجها
هيوري : أنت نبيه , هيا لنعمل
و خرج كل منها لقطف الفواكه المختلفة , ذهبا إلى مكان وجدوا به التفاح و مكان آخر فيه كرز و على هذه المسيرة حتى انتهيا من العمل , في طريق العودة
هيوري : هيجي , أنا متعبة و جائعة
هيجي : ليس الآن يا هيوري , نحن قريبان من المخيم
هيوري و الدموع في عينها : سوف أموت
هيجي بغرابة :أأنت من النوع الذي يبكي عندما يجوع ؟ , لا بأس خذي هذه التفاحة
هيوري : إنها لا تكفي لسد جوعي
هيجي : إذا فلنرتح و لتأكلي قدر ما تشائين
هيوري : أنت حقاً رائع
امسك هيجي بخد هيوري و نظر إليها نظرة النبلاء
هيجي : كيف امسح لفتاة رقيقة مثلك أن تعاني من الألم و أنا لا أبالي لها
ابتسمت هيوري و لم ترد عليه بل جلست و ارتاحت ثم انقضت على سلة الفواكه كما ينقض الصقر على فريسته , كانت تأكل كالسباع الجائعة لدرجة أن هيجي خاف على نفسه منها فوقف على قدميه المرتجفتان و بدأ بالتراجع حتى أوقفت رجوعه إحدى الأشجار , و بعد هذا المشهد المرعب ابتسمت هيوري
هيوري بفرح : لقد شبعت , اشعر بالراحة الآن
هيجي بصوت منخفض : حمداً لله , كنت سوف أؤكل نياً
هيوري : هيجي , اقترب لماذا أنت بعيد ؟
هيجي : لا لا , كنت أتفقد المكان فقط , بالمناسبة هيوري سلتك فارغة
نظرت هيوري إلى السلة , وجدتها فارغة حتى من الأغصان التي تساقطت فيها أثناء القطف
هيوري بإحراج : أنا آسفة فعلاً , لقد نسيت نفسي , ماذا سيقول نيرو الآن ؟
لم يستطع هيجي الكلام بل ضحك و ضحك حتى سقط على الأرض , غضبت هيوري في البداية لكنها ضحكت بعدما رأته
هيجي : لم أتوقع أني رافقت احد وحوش الزومبي
هيوري : هيجي !
هيجي : أسف سوف أتصرف مع نيرو , و أسرعي لقد تأخر الوقت
هيوري : حسنا هيا
و سار الاثنين إلى أن وصلا إلى المخيم , كان هناك لوحة كبيرة مكتوب المهمة التي أنجزت هي (( الإشراف على مخيم الابتدائية )) الطلاب ( توشيرو \ تاشكي )
هيوري : غريب
هيجي : ما الغريب ؟
هيوري : تاشكي لا يحب الأطفال و كذلك توشيرو , و أيضا رعاية الأطفال صعبة
توشيرو مباغتاً لهما : لقد سمعتكما
هيجي : و هل تتجسس علينا ؟
توشيرو : في الحقيقة لا , كنت ماراً فقط , سوف أخبركم بالسر
هيوري : ما هو ؟
توشيرو : لقد وضعت لكل واحد منهم جرعة من سم إحدى الأفاعي التي تعيش هنا , لقد خدرت الجميع و هم الآن في سبات عميق
هيوري بغضب : أيها المجرم , ماذا ستفعل إذا مات احدهم ؟
هيجي : كيف تفعل هذا ؟
توشيرو بضحكة : أنا امزح فقط , أعطي الأطفال الاحترام و التقدير و الحب الصافي و سوف يبادلوك نفس العواطف
هيجي : هكذا إذا
توشيرو : تصبحان على خير
هيجي \ هيوري : و أنت أيضا تصبح على خير
و بعد أن غادر توشيرو المكان
هيجي : هيوري , سوف اذهب إلى نيرو لكي يرى ما جنيناه
نيرو : لا حاجة لذلك أنا أراه
هيجي بغضب : ما بال المخيم اليوم ؟ هل الجميع جواسيس ؟
نيرو : سلتك ممتلئة وسلة هيوري فارغة تماماً , هل كنتِ تتسكعين فقط ؟
هيجي : لا لا كل ما هناك أنها تعبت من حمل السلة فنقلت كل ما عندها إلى سلتي , هذا كل ما في الأمر
نيرو : إذا المهمة مكتملة اذهبا إلى النوم لأن الغد سوف يكون غنياً بالمهمات , هذه لا تعتبر شيءً , إلى اللقاء في الغد
و ذهب المتعجرف من المكان , لاحظ هيجي أن هيوري لم تنطق بكلمة بل ظلت تنظر إلى الأرض إلى أن غادر نيرو المكان , لم يشأ هيجي التكلم في الموضوع الآن لكنه أوصلها إلى خيمتها بسبب هذا اليوم المرهق و عاد هو لإكمال بعض الأعمال .
البارت السابع
مشاعر مخفية
اليوم السابع
وقف الرؤساء أمام نيرو لأخذ المهمات لكن هذه المرة بالقرعة , لكن اليوم تأخرت هيوري بالاستيقاظ و عندما جهزت نفسها للعمل هي و هيجي أخبرهم نيرو بـ
نيرو : لا مهمات اليوم , كلها أنجزت , من حظكم أن اليوم راحة , افعلوا ما شئتم
هيجي : هذا أفضل , هيوري ما رأيك بمرافقتي ؟
هيوري : إلى أين ؟
هيجي : البقاء هنا دون عمل ممل , تعالي لنتمشى في المكان
هيوري : لا بأس
اتجه الاثنان إلى الغابة بغرض التنزه , و في أثناء مشيهما شعرت هيوري بإحساس غريب لم تكن مرتاحة له
هيجي : هيوري , ما بك ؟ هل أنت على ما يرام ؟
هيوري : نعم , لماذا ؟
هيجي : أن كنت تريدين العودة فلا مانع لدي
هيوري بابتسامة : لا لا أنا مستمتعة و أنا برفقتك
هيجي : إذا تعالي معي
امسك هيجي بيد هيوري و أخذها إلى تل عالٍ , استلقى هيجي على العشب الرطب و فرد ذراعيه و نظر إلى السماء الزرقاء بينما جلس هيوري بجانبه و شاركته التأمل , كان المكان واسعاً و هادئاً و جميلاً لا يعكر سكونه سوى صوت الرياح التي تحرك العشب و كأنه صفحات كتاب غير منتهية
هيجي : هيوري , هل أنت مرتاحة الآن ؟
هيوري : ماذا تقصد ؟
هيجي : لأني سوف أخبرك إحدى القصص التي قرأتها لقضاء الوقت
هيوري : جيد فأنا من النوع الذي يحب الاستماع إلى القصص
هيجي : سوف أبدا , في زمن من الأزمان , في مكان لا يعرف احد له عنوان , كان يعيش في ذلك القصر أمير , كان وسيماً ذو وجهٍ مستنير , كان في الخامسة عشر من عمره , و المسافة بعيدة بينه و بين قبره , وقد قضى الأمير حياته في القصر , و في يده المشورة و الأمر , و في يوم من الأيام , و في ليلة مظلمة و الناس نيام , سمع الأمير صوتاً قادماً من إحدى الغرف , كان حنوناً دالاً على النعومة و الترف , و إذا فتاة جميلة كالورد الأحمر , تكاد من جمالها تنافس القمر , و من شدة دهشته أطال إليها النظر
قاطعته هيوري : الأسلوب الذي تتبعه في السرد رائع لكن أنا أفضل الكلام المنثور
هيجي : لك ما أردت , عندما رآها الأمير الصغير بهر بجمالها و أعجب بها و لكنه قرر العودة إلى غرفته إلى أن يحل الصباح و ينظر في أمرها , و في الصباح سأل الأمير عنها فأخبره رئيس الخدم بأنها تعمل هنا منذ قرابة الأسبوع و هي فقيرة عملها هو تنظيف المطبخ لا أكثر , و بعد ذلك مرت السنين على الأمير حتى وصل إلى أواخر عقده الثاني و هي لا تزال في مخيلته , و في يوم مفاجئ مرض ملك البلاد الذي هو والد الأمير و طلب من ابنه اختيار زوجة له بأسرع وقت حتى يسعد بزواج ابنه قبل وفاته , في اليوم التالي جاء الكثير من الفتيات النبيلات إليه و لكن لم يوافق على إحداهن , فأمر بإحضار الخادمة التي رآها ذلك اليوم و إرسالها إلى غرفته , وقفت المسكينة أمامه في انكسار و هي لا تزال محافظة على جمالها منذ ذلك اليوم ثم قالت : أمرك يا سيدي , رد الأمير : أريدك أن تكوني زوجة لي فماذا قلتِ ؟ , فردت : لا يمكن لأني خادمتك و أيضا هناك من أحبني منذ صغري و لازال راغباً بي وقد خطبني من والدي و أنا على مشارف الزواج به . غضب الأمير عند سماع كلامها و اخبرها بأنه سيقتله الم توافق عليه , سجدت الفتاة للأمير و بكت عند قدميه طالبة منه تركه في شئنه و لكن الأمير لم يرضخ لها فأمر بقطع رأسه و قد تم تنفيذ الأمر , و عاد الأمير إليها و أعاد الطلب فقالت : لا يمكن أن اقبل بك لأني لا زلت مخلصة له و لن أتزوج بغيره , فغضب الأمير فأخرج سيفه و قطع رأسها كما فعل بخطيبها , و بعد أيام من نفس الحادثة حزن الأمير على نفسه لأن الحب الذي دام ثمان سنين قد تبخر و السبب يعود إلى عدم اعترافه لها من قبل فلو اخبرها بحبه و هو صغير لكان من الممكن أن توافق عليه , بعد ذلك اكتشف أن الأمير قد مات من حزنه على نفسه قبل وفاه والده
هيوري : إنها محزنة و رائعة بالفعل
هيجي : برأيك من المخطئ ؟ الأمير أو الخادمة ؟
هيوري : الأمير بالطبع , لأن الحب لا يكون بالقوة بل بالرغبة في الاستمرار مع الطرف الآخر
هيجي : كنت اعلم جوابك مسبقاً
هيوري : لماذا سألتني إذاً ؟
هيجي : لكي أتأكد , هيوري هل تعرفين الغمد ؟
هيوري : نعم , الأنبوب الذي يوضع فيه السيف
هيجي بضحك : ليس أنبوب بل مكانه المخصص , هذا الغمد لا يمكن أن يحمل سيفان حتى لو كانا صغيرين , القلب مثله لا يمكن أن يحب شخصين
هيوري : إلا ما ترمي ؟
هيجي : أنت حتى الآن لم تقولي أبداً بأنك تحبينني و هذا يدل على انك ترافقينني شفقة علي فقط , أنت مغرمة بغيري و لا ألومك على الأقل ارفضيني الآن حتى أريح نفسي من هذا العذاب
هيوري : أنا .............. أنا .....
نظرت هيوري إلى هيجي فكانت الدموع تسيل على وجهه , حزنت هيوري على حاله فقامت برفع شعره الأمامي و قامت بتقبيل جبهته
هيجي بدهشة : ما معنى هذا ؟
هيوري بصوت حزين : هيجي , أنا ارتاح عندما أكون معك فأنت تهتم لأمري و تحاول إسعادي بشتى الطرق بعكس الشخص الذي اسر قلبي لثمان سنين فهو لا يعلم و يبدو انه لن يعلم بذلك
غير هيجي وضعته من الاستلقاء إلى الجلوس و امسك بكتفي هيوري
هيجي : إذا انسه الآن , اطرديه من ماضيك الحزين ولنعش مستقبلاً باهراً مليئاً بالسعادة
هيوري : لكن .....................
هيجي : هل تحبيني أو انك سوف تبقين معلقة بأحلامك , أنا انتظر إجابتك الآن لأني لن أتحمل أكثر من هذا
أدارت هيوري وجهها و هيجي لا يزال ممسكاً بها , فكرت هيوري فوجدت أن نيرو بالكاد ينظر إليها كصديقة فكيف يمكن أن يحبها ؟ , عندها قررت هيوري الاعتراف لهيجي و إخباره بأنها تحبه , لكن قبل أن تحرك شفتيها سمعا صوت صراخ , تحرك الاثنان دون شعور إلى مصدر الصوت فعلموا أنها أومي وقد وقعت من على إحدى الأشجار , كانت يد أومي تنزف فقرر هيجي الذهاب إلى المخيم بغرض إحضار بعض الضماد بينما بقت هيوري ترعى حالة أومي
هيوري : لا تقلقي , سوف يأتي أميري بالعلاج الآن
أومي : هل قلت أميري ؟
هيوري بتلعثم : لا لم أكن اقصد أنا فقط
أومي : هل لا زلت تحبين نيرو ؟
هيوري : لا اعتقد هذا , لأنه لا يهتم بي كما يهتم هيجي , هيجي يريد لي السعادة و بعكس نيرو الذي ................
لم تشعر هيوري إلا بصفعة على خدها , لقد صفعتها أومي بيدها الدامية
أومي بصراخ عالي : هل أنت غبية ؟
هيوري بدهشة : لماذا ؟
أومي : هل تذكرين اليوم الذي أخذتك معي للتدريب و نمت في الغابة , لقد كنت تغطين في نوم عميق , و لكن قبل أن اقترب منك لإيقاظك كان نيرو بجانبك , كان جالساً و ينظر إليك بنظرة ...... و قد ........وقد ...........وقد امسك بوجه أمسكك و قبّلك و أنت نائمة ولم تشعري به , لكن نيرو لاحظني و وقف أمام الشجرة التي كنت خلفها و قال : لا يهم من تكون لكن لا تخبرها بأني كنت هنا و غادر المكان , و أنت الآن تقوين بأنه لا يهتم بك
في هذا الوقت وصل هيجي إلى المكان لكن عندما سمعت هيوري هذا الخبر صدمت و وقفت و سارت دون وعي , ظل هيجي يناديها و يناديها لكن لم تكترث له , جلست هيوري على سريرها في عزلة عن الناس و تفكر , قبلتي الأولى كانت دون وعيه و الثانية دون وعيي لكن لماذا هو هكذا ؟ هل يتلاعب بي ؟ هل أنا دمية في يده ؟ , هيجي يحبني بإخلاص لكن لماذا لا اقدر على البوح له بشعوري ؟ أريد أن أموت الآن و ارتاح في قبري , و سارت هيوري إلى المخيم و رمت نفسها على سريرها و ضلت على هذه الحال حتى نامت .