عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 06-19-2010, 03:27 PM
 
البارت السادس
((( زهرة )))






صباح يوم بارد , استيقظت هيوري من شدة البرد المفاجئة , نظرت حولها فوجدت نيرو لا زال نائماً لكنه يرتجف على سريره , فقامت من سريرها و غطته ببطانية إضافية كانت موجودة في الغرفة

هيوري : آه منك , البرد قارص هنا و أنت لا تزال نائما , لا يوجد شيء يمكن أن يوقظك

فتحت هيوري النافذة لترى نور الشمس و تستنشق الهواء العليل لكنها صعقت برياح باردة و جو غائم , أغلقت هيوري النافذة على الفور , استغربت هيوري من تغير الجو بهذا الشكل السريع فبالأمس كان الجو مشمساً و صافياً , ارتدت هيوري ملابس تناسب هذا الطقس البارد و ذهبت إلى الفصل , كان الجميع متجمداً و الرؤساء في هدوء تام , دخل معلم الرياضيات و نظر إلى وجوه الطلاب

المعلم : صحيح أن الجو بارد لكن هذا لا يعني أن تسكنوا بهذا الشكل المخيف

الطلاب : .........................

المعلم : يبدو أن الجميع تجمد

هيوري : ما سبب هذا الجو المفاجئ يا معلم ؟

المعلم : ليس لدي خبرة لكن بعض المعلمون يقولون بأنها رياح عابرة لا أكثر

هيوري : شكرا

و استرسل المعلم في الشرح , و بعد الدراسة جاءت فترة النوادي المعروفة , فتحت هيوري باب النادي لكنها لم تجد سوا ماكي و ميري فقط

هيوري : ماكي , ميري أين الطلاب ؟

ميري : الجميع مصاب بالزكام و ارتفاع الحرارة

هيوري : هكذا إذاً

ميري : ماذا نفعل الآن رئيسة هيوري ؟

هيوري : بصراحة حتى أنا لا اعرف , إذا أردتم الخروج أنت و ماكي اذهبا , لأن اليوم لا يوجد عمل

ميري : شكرا لك






و خرج الجميع , توجهت هيوري إلى النادي الفرنسي لزيارة ميكا , فتحت هيوري باب النادي فلم تجد سوا ميكا و قليل من الطلاب

هيوري : ميكا , كيف حالك , لم أرك منذ زمن

ميكا : لقد كنتِ معي في الفصل

هيوري بإحراج : كنت أبالغ فقط , ما بال ناديك اليوم ؟ في العادة يصل عدد الطلاب عندك إلى الـ 60 و أنا أرى فقط 3

ميكا : الجميع مرضى

هيوري : لا اختلف عنك


و فجأة انطفأت الأنوار في النادي و تسلطت بقعة ضوء على نهاية النادي و سُمِعَ صوت معروف كثيراً


هيجي : أنا أتجمد , لا استطيع التحمل أكثر من هذا , لم أتخيل أني سوف أموت من إحساس يسمى البرد لكن نسائم الشتاء الباردة قادتني إلى قلبك الدافئ , أدخلني الآن حتى يكتب لي عمر جديد و أعود للحياة مرة أخرى

ميكا بتضجر : لن تعود إلا إلى مسرحك

هيوري : لا تقولي هذا الكلام , لقد جاء لزيارتك

هيجي : ميكا , تفضلي


و قدم لها وردة بيضاء , توقعت هيوري أنها سوف ترمي الوردة في وجهه و ترميه بعدها كما تفعل في العادة لكنها أمسكت الوردة و وضعتها على رأسها و شكرته بابتسامة فرحة


هيجي : هيوري جئت إلى ناديك لكنه مغلق , من الجيد انك هنا , لقد جئت لأقدم لكم دعوة خاصة لمسابقة نادي الفنون المسرحية التي ستكون بعد 5 أيام من الآن

ميكا : جميل حقا , سوف أكون أول المشاركين

هيجي : شكرا على حماسك , أنا في انتظار الجميع

و خرج هيجي الذي لا طالما فضّل ملابس الفرسان و الأمراء

هيوري : يبدو انه معجبٌ بك

ميكا : أتمنى ذلك , لأني مسحورة به

هيوري مغيّرة للموضوع : ما رأيك أن نزور أومي في الملعب

ميكا : هيا






و توجهت الاثنتين إلى هناك , و عندما وصلتا جلستا على المدرجات و نظرا إلى أومي و هي تدرب الفريق


في الملعب

أومي و هي تصرخ في الملعب : أنت ارفع ركبتيك , و أنت اجري بسرعة , و أنتما لا تتقاعسا و إلا زدت التدريب

احد الطلاب : رئيسة أومي الجو بارد و .............

أومي بغضب : حتى لو كان ماطرا أو مثلجا لا يهم , لا تتوقفوا


في المدرجات

هيوري بخوف : ميكا , هذه تعذبهم و لا تدربهم مطلقا

ميكا : أنا أرى معانة المساكين , لنذهب إلى أي مكان

و خرجتا من الملعب , و في الطريق

ميكا : هناك صوت إنفجارات اسمعه ليلاً لكن لا ادري ما سببها

هيوري : نادي الجيولوجيا الذي تديره أوران , كانت تأخذ من عندي المواد التي تساعد على الانفجار حتى تحفر في أرضية النادي

ميكا : استغرب من كونها فتاة

هيوري : حتى أنا , صحيح ما رأيك بزيارة نادي الفيزياء

ميكا : لا لا و ألف لا , نيرو هناك

هيوري : نعم أكيد , هو الرئيس

ميكا بتذمر : هيا إذاً






و عندما دخلتا وجدوا كرة تدور حول رأس نيرو بدون خيوط أو شيء مشابه , دهشت هيوري من المنظر

نيرو : أهلا بكما اجلسا و شاركنا المحاضرة

و جلستا على المقاعد الخلفية و استمعتا لكلام نيرو و هو يتكلم عن الكواكب و المجرات و الذرات في العناصر و هذه المواضيع

ميكا تهمس : هيوري , أليست الذرات من اختصاصيك ؟

هيوري بضحكة خفيفة : نعم لكن الفيزياء ترتبط بالكيمياء كثيراً


و في هذه الأثناء طلبت ميكا من هيوري الخروج لأنها ملت من الكلام الغير مفهوم , و عندما وقفت ميكا على قدميها طارت لعدة أمتار ثم رجعت إلى مكانها

نيرو : الم تسمعيني و أنا أقول سوف الغي الجاذبية للحظة , النادي يشبه غرف الفضاء لذا انتبهي

ميكا : آسفة , لكن أريد الخروج أنا و هيوري

نيرو : على الرحب







و خرجتا من عنده


ميكا : هذا النيرو يستحق القتل

هيوري بغضب : لا تقولي هذا الكلام

ميكا : لقد أحرجني أمام طلابه

هيوري : أنت من وقفتِ دون استئذان

ميكا : أنت معه , السنا أصدقاء

هيوري بارتباك : بلى لكن , تذكرت شيءً مهماً يجب أن أقوم به الآن , وادعا




و جرت هيوري تاركتاً ميكا خلفها , و جرت إلى ذلك المكان الذي كانت تراقب نيرو فيه عندما ذهب خلسة لإطعام السنجاب المصاب و وقفت أمام القضبان الكاذبة لو تذكرون و أزالتها و توجهت إلى الغابة و في أثناء سيرها انهمر الثلج

هيوري : ليس وقته يجب أن أصل لهدفي قبل أن تغرب الشمس

و واصلت هيوري المشي إلى أن وصلت إلى المكان التي أرادت الوصول إليه

هيوري : أخيرا , كنت واثقة من وجودك هنا

قامت هيوري بقطف زهرة لونها ابيض كلون الثلج و قررت العودة للمدرسة لكنها تعبت و جلست تحت إحدى الأشجار في منتصف الطريق , و بعد دقائق جاءت رياح ثلجية قوية , قررت هيوري العودة بسرعة إلى المدرسة لكن الرياح لم تسمح لها بالمشي أكثر من 10 أمتار , انتظرت هيوري تحت إحدى الأشجار الكبيرة الموت لأنها أيقنت أنها لن تعيش أكثر من هذا , شعرت هيوري بالنعاس لكنها تعرف أنا لو أغمضت عينيها لن تفتحها مرة أخرى , تشبثت هيوري بالحياة حتى تعبت , نظرت هيوري إلى الزهرة التي تعبت من اجلها و قالت بيأس : أمي , وداعا , سوف الحق بك قريبا انتظريني , سوف أموت و نيرو حتى الآن لا يعرف بحبي له , لكني سأكون سعيدة إذا كنت بجانبك . و أغمضت عينها مودعة هذه الحياة .

و فجأة صوت قادم من بعيد يقول : هيوري , هيوري , أنا هنا استيقظي , لا تموتي الآن

هيوري في نفسها : من هذا ؟ و ما هذا الإحساس ؟ اشعر أن هناك أحدا بجانبي , اشعر أن هناك قطرة تسيل على وجهي , لا هذه دمعة لكن ليست لي , إنها دافئة , إنها للشخص الذي ينادي باسمي , يجب ألا أموت الآن هذا الشخص متعلق بي , يريدني بقوة , لا يمكن أن أموت و اتركه , لا يمكن أن اخذله , سوف أعيش

و فتحت هيوري عينها و وجدت نيرو يحاول إيقاظها بيأس

هيوري : نيرو , هل هذا أنت ؟

نيرو : هيوري , هل أنت حية , نعم أنت حية

و قام نيرو باحتضانها من شدة الفرح

هيوري : نيرو , ماذا تفعل هنا ؟

نيرو : لا يهم سوف أحملك إلى المدرسة الآن





و قام نيرو بحمل هيوري على ظهره متجها إلى المدرسة , كانت الطريق مغطاة بالثلوج لكن نيرو قاوم و بشدة حتى رجع إلى المدرسة من الطريق السري و دخل الغرفة ((111)) دون أن يراه احد

قام نيرو بوضع هيوري عند المدفئة و أشعل الحطب و وضع عليها كل البطانيات التي كان في الغرفة و قام بتخضير فنجان من الحليب لها حتى يجلب لها الدفء , و انتظر نيرو حتى تحسنت حال هيوري

نيرو : هيوري , لماذا قمت بهذا العمل الغبي

هيوري : .................................

نيرو : هذا العالم غبي حقا

هيوري : لماذا ؟

نيرو : عندما تقعين في ورطة لا يوجد غيري ينقذك , هل انتهى الأخيار في هذه الأرض

ضحكت هيوري عند سماعه و قالت : شكرا لك , كنت سأموت لولاك

نيرو : لا داعي للشكر نحن أصدقاء

هيوري : ماذا قلت ؟ أصدقاء

نيرو : آه , نعم أصدقاء و ماذا في ذلك

هيوري : لم تعترف بها من قبل

نيرو : ليس مهماً لماذا كنت في الغابة ؟

هيوري : هناك زهرة تذكرني بأمي المتوفاة منذ كنت صغيرة , أنا لم أرها لكني أراها في هذه الزهرة , لقد عرفت مكانها عندما ذهبنا إلى المخيم و حفظته و قررت العودة إليه فيما بعد

نيرو : هكذا إذاً

و نظر نيرو إلى النار

هيوري : نيرو , اذهب للنوم

نيرو : لن أنام حتى اطمئن على حالك








شعرت هيوري بشيء غريب هذه الكلمة , إنها صادقة نابعة من قلبه , و لكن الحمقاء لا تزال مصرة على عدم الاعتراف له في المواقف المناسبة , لقد وضعت في أفضل المواقف للاعتراف له لكنها فضلت السكوت كما هي العادة , ثم نامت هيوري دون أن تشعر , و في الصباح استيقظت هيوري و حرارتها مرتفعة , نظرت حولها و لم تجد نيرو , و لكن بعد دقيقة دخل نيرو و وضع كتب على طاولة هيوري

نيرو : هيوري هذه محاضرات اليوم و الواجبات أنا قمت بحلها في الفصل لك قبل قدومي , اليوم كله لم انم بسببك

هيوري بدهشة : هل انتهى اليوم الدراسي ؟

نيرو : صباح الخير

هيوري : لا اعرف كيف أشكرك

نيرو بتعجرف : لا أريد أي شيء منك فقط ارتاحي اليوم هنا , لقد أخبرت أعضاء ناديك بأنك مريضة و لن يأتي احدهم إلى النادي , و هذه مجموعة من الأدوية موضوعة هناك لقد وُزِعت على كل الغرف , الوصفة مكتوبة بجانبها , سأذهب للنادي الفيزياء , إلى اللقاء

و وقبل خروج نيرو من الغرفة و عندما امسك بمقبض الباب نادته هيوري

هيوري : نيرو

نيرو : نعم

هيوري : في الغابة , عندما كنت ممسكاً بي , هل كنت تبكي ؟

سكت نيرو لعشر ثوان ثم فتح الباب و خرج , ابتسمت هيوري و قالت : لا ادري إذا كان هذا الإنسان يحبني أو لا لكنه جميل هكذا .


و غطت في سبات عميق
__________________
:rose: