البارت السادس
((( زهرة )))
صباح يوم بارد , استيقظت هيوري من شدة البرد المفاجئة , نظرت حولها فوجدت نيرو لا زال نائماً لكنه يرتجف على سريره , فقامت من سريرها و غطته ببطانية إضافية كانت موجودة في الغرفة
هيوري : آه منك , البرد قارص هنا و أنت لا تزال نائما , لا يوجد شيء يمكن أن يوقظك
فتحت هيوري النافذة لترى نور الشمس و تستنشق الهواء العليل لكنها صعقت برياح باردة و جو غائم , أغلقت هيوري النافذة على الفور , استغربت هيوري من تغير الجو بهذا الشكل السريع فبالأمس كان الجو مشمساً و صافياً , ارتدت هيوري ملابس تناسب هذا الطقس البارد و ذهبت إلى الفصل , كان الجميع متجمداً و الرؤساء في هدوء تام , دخل معلم الرياضيات و نظر إلى وجوه الطلاب
المعلم : صحيح أن الجو بارد لكن هذا لا يعني أن تسكنوا بهذا الشكل المخيف
الطلاب : .........................
المعلم : يبدو أن الجميع تجمد
هيوري : ما سبب هذا الجو المفاجئ يا معلم ؟
المعلم : ليس لدي خبرة لكن بعض المعلمون يقولون بأنها رياح عابرة لا أكثر
هيوري : شكرا
و استرسل المعلم في الشرح , و بعد الدراسة جاءت فترة النوادي المعروفة , فتحت هيوري باب النادي لكنها لم تجد سوا ماكي و ميري فقط
هيوري : ماكي , ميري أين الطلاب ؟
ميري : الجميع مصاب بالزكام و ارتفاع الحرارة
هيوري : هكذا إذاً
ميري : ماذا نفعل الآن رئيسة هيوري ؟
هيوري : بصراحة حتى أنا لا اعرف , إذا أردتم الخروج أنت و ماكي اذهبا , لأن اليوم لا يوجد عمل
ميري : شكرا لك
و خرج الجميع , توجهت هيوري إلى النادي الفرنسي لزيارة ميكا , فتحت هيوري باب النادي فلم تجد سوا ميكا و قليل من الطلاب
هيوري : ميكا , كيف حالك , لم أرك منذ زمن
ميكا : لقد كنتِ معي في الفصل
هيوري بإحراج : كنت أبالغ فقط , ما بال ناديك اليوم ؟ في العادة يصل عدد الطلاب عندك إلى الـ 60 و أنا أرى فقط 3
ميكا : الجميع مرضى
هيوري : لا اختلف عنك
و فجأة انطفأت الأنوار في النادي و تسلطت بقعة ضوء على نهاية النادي و سُمِعَ صوت معروف كثيراً
هيجي : أنا أتجمد , لا استطيع التحمل أكثر من هذا , لم أتخيل أني سوف أموت من إحساس يسمى البرد لكن نسائم الشتاء الباردة قادتني إلى قلبك الدافئ , أدخلني الآن حتى يكتب لي عمر جديد و أعود للحياة مرة أخرى
ميكا بتضجر : لن تعود إلا إلى مسرحك
هيوري : لا تقولي هذا الكلام , لقد جاء لزيارتك
هيجي : ميكا , تفضلي
و قدم لها وردة بيضاء , توقعت هيوري أنها سوف ترمي الوردة في وجهه و ترميه بعدها كما تفعل في العادة لكنها أمسكت الوردة و وضعتها على رأسها و شكرته بابتسامة فرحة
هيجي : هيوري جئت إلى ناديك لكنه مغلق , من الجيد انك هنا , لقد جئت لأقدم لكم دعوة خاصة لمسابقة نادي الفنون المسرحية التي ستكون بعد 5 أيام من الآن
ميكا : جميل حقا , سوف أكون أول المشاركين
هيجي : شكرا على حماسك , أنا في انتظار الجميع
و خرج هيجي الذي لا طالما فضّل ملابس الفرسان و الأمراء
هيوري : يبدو انه معجبٌ بك
ميكا : أتمنى ذلك , لأني مسحورة به
هيوري مغيّرة للموضوع : ما رأيك أن نزور أومي في الملعب
ميكا : هيا
و توجهت الاثنتين إلى هناك , و عندما وصلتا جلستا على المدرجات و نظرا إلى أومي و هي تدرب الفريق
في الملعب
أومي و هي تصرخ في الملعب : أنت ارفع ركبتيك , و أنت اجري بسرعة , و أنتما لا تتقاعسا و إلا زدت التدريب
احد الطلاب : رئيسة أومي الجو بارد و .............
أومي بغضب : حتى لو كان ماطرا أو مثلجا لا يهم , لا تتوقفوا
في المدرجات
هيوري بخوف : ميكا , هذه تعذبهم و لا تدربهم مطلقا
ميكا : أنا أرى معانة المساكين , لنذهب إلى أي مكان
و خرجتا من الملعب , و في الطريق
ميكا : هناك صوت إنفجارات اسمعه ليلاً لكن لا ادري ما سببها
هيوري : نادي الجيولوجيا الذي تديره أوران , كانت تأخذ من عندي المواد التي تساعد على الانفجار حتى تحفر في أرضية النادي
ميكا : استغرب من كونها فتاة
هيوري : حتى أنا , صحيح ما رأيك بزيارة نادي الفيزياء
ميكا : لا لا و ألف لا , نيرو هناك
هيوري : نعم أكيد , هو الرئيس
ميكا بتذمر : هيا إذاً
و عندما دخلتا وجدوا كرة تدور حول رأس نيرو بدون خيوط أو شيء مشابه , دهشت هيوري من المنظر
نيرو : أهلا بكما اجلسا و شاركنا المحاضرة
و جلستا على المقاعد الخلفية و استمعتا لكلام نيرو و هو يتكلم عن الكواكب و المجرات و الذرات في العناصر و هذه المواضيع
ميكا تهمس : هيوري , أليست الذرات من اختصاصيك ؟
هيوري بضحكة خفيفة : نعم لكن الفيزياء ترتبط بالكيمياء كثيراً
و في هذه الأثناء طلبت ميكا من هيوري الخروج لأنها ملت من الكلام الغير مفهوم , و عندما وقفت ميكا على قدميها طارت لعدة أمتار ثم رجعت إلى مكانها
نيرو : الم تسمعيني و أنا أقول سوف الغي الجاذبية للحظة , النادي يشبه غرف الفضاء لذا انتبهي
ميكا : آسفة , لكن أريد الخروج أنا و هيوري
نيرو : على الرحب
و خرجتا من عنده
ميكا : هذا النيرو يستحق القتل
هيوري بغضب : لا تقولي هذا الكلام
ميكا : لقد أحرجني أمام طلابه
هيوري : أنت من وقفتِ دون استئذان
ميكا : أنت معه , السنا أصدقاء
هيوري بارتباك : بلى لكن , تذكرت شيءً مهماً يجب أن أقوم به الآن , وادعا
و جرت هيوري تاركتاً ميكا خلفها , و جرت إلى ذلك المكان الذي كانت تراقب نيرو فيه عندما ذهب خلسة لإطعام السنجاب المصاب و وقفت أمام القضبان الكاذبة لو تذكرون و أزالتها و توجهت إلى الغابة و في أثناء سيرها انهمر الثلج
هيوري : ليس وقته يجب أن أصل لهدفي قبل أن تغرب الشمس
و واصلت هيوري المشي إلى أن وصلت إلى المكان التي أرادت الوصول إليه
هيوري : أخيرا , كنت واثقة من وجودك هنا
قامت هيوري بقطف زهرة لونها ابيض كلون الثلج و قررت العودة للمدرسة لكنها تعبت و جلست تحت إحدى الأشجار في منتصف الطريق , و بعد دقائق جاءت رياح ثلجية قوية , قررت هيوري العودة بسرعة إلى المدرسة لكن الرياح لم تسمح لها بالمشي أكثر من 10 أمتار , انتظرت هيوري تحت إحدى الأشجار الكبيرة الموت لأنها أيقنت أنها لن تعيش أكثر من هذا , شعرت هيوري بالنعاس لكنها تعرف أنا لو أغمضت عينيها لن تفتحها مرة أخرى , تشبثت هيوري بالحياة حتى تعبت , نظرت هيوري إلى الزهرة التي تعبت من اجلها و قالت بيأس : أمي , وداعا , سوف الحق بك قريبا انتظريني , سوف أموت و نيرو حتى الآن لا يعرف بحبي له , لكني سأكون سعيدة إذا كنت بجانبك . و أغمضت عينها مودعة هذه الحياة .
و فجأة صوت قادم من بعيد يقول : هيوري , هيوري , أنا هنا استيقظي , لا تموتي الآن
هيوري في نفسها : من هذا ؟ و ما هذا الإحساس ؟ اشعر أن هناك أحدا بجانبي , اشعر أن هناك قطرة تسيل على وجهي , لا هذه دمعة لكن ليست لي , إنها دافئة , إنها للشخص الذي ينادي باسمي , يجب ألا أموت الآن هذا الشخص متعلق بي , يريدني بقوة , لا يمكن أن أموت و اتركه , لا يمكن أن اخذله , سوف أعيش
و فتحت هيوري عينها و وجدت نيرو يحاول إيقاظها بيأس
هيوري : نيرو , هل هذا أنت ؟
نيرو : هيوري , هل أنت حية , نعم أنت حية
و قام نيرو باحتضانها من شدة الفرح
هيوري : نيرو , ماذا تفعل هنا ؟
نيرو : لا يهم سوف أحملك إلى المدرسة الآن
و قام نيرو بحمل هيوري على ظهره متجها إلى المدرسة , كانت الطريق مغطاة بالثلوج لكن نيرو قاوم و بشدة حتى رجع إلى المدرسة من الطريق السري و دخل الغرفة ((111)) دون أن يراه احد
قام نيرو بوضع هيوري عند المدفئة و أشعل الحطب و وضع عليها كل البطانيات التي كان في الغرفة و قام بتخضير فنجان من الحليب لها حتى يجلب لها الدفء , و انتظر نيرو حتى تحسنت حال هيوري
نيرو : هيوري , لماذا قمت بهذا العمل الغبي
هيوري : .................................
نيرو : هذا العالم غبي حقا
هيوري : لماذا ؟
نيرو : عندما تقعين في ورطة لا يوجد غيري ينقذك , هل انتهى الأخيار في هذه الأرض
ضحكت هيوري عند سماعه و قالت : شكرا لك , كنت سأموت لولاك
نيرو : لا داعي للشكر نحن أصدقاء
هيوري : ماذا قلت ؟ أصدقاء
نيرو : آه , نعم أصدقاء و ماذا في ذلك
هيوري : لم تعترف بها من قبل
نيرو : ليس مهماً لماذا كنت في الغابة ؟
هيوري : هناك زهرة تذكرني بأمي المتوفاة منذ كنت صغيرة , أنا لم أرها لكني أراها في هذه الزهرة , لقد عرفت مكانها عندما ذهبنا إلى المخيم و حفظته و قررت العودة إليه فيما بعد
نيرو : هكذا إذاً
و نظر نيرو إلى النار
هيوري : نيرو , اذهب للنوم
نيرو : لن أنام حتى اطمئن على حالك
شعرت هيوري بشيء غريب هذه الكلمة , إنها صادقة نابعة من قلبه , و لكن الحمقاء لا تزال مصرة على عدم الاعتراف له في المواقف المناسبة , لقد وضعت في أفضل المواقف للاعتراف له لكنها فضلت السكوت كما هي العادة , ثم نامت هيوري دون أن تشعر , و في الصباح استيقظت هيوري و حرارتها مرتفعة , نظرت حولها و لم تجد نيرو , و لكن بعد دقيقة دخل نيرو و وضع كتب على طاولة هيوري
نيرو : هيوري هذه محاضرات اليوم و الواجبات أنا قمت بحلها في الفصل لك قبل قدومي , اليوم كله لم انم بسببك
هيوري بدهشة : هل انتهى اليوم الدراسي ؟
نيرو : صباح الخير
هيوري : لا اعرف كيف أشكرك
نيرو بتعجرف : لا أريد أي شيء منك فقط ارتاحي اليوم هنا , لقد أخبرت أعضاء ناديك بأنك مريضة و لن يأتي احدهم إلى النادي , و هذه مجموعة من الأدوية موضوعة هناك لقد وُزِعت على كل الغرف , الوصفة مكتوبة بجانبها , سأذهب للنادي الفيزياء , إلى اللقاء
و وقبل خروج نيرو من الغرفة و عندما امسك بمقبض الباب نادته هيوري
هيوري : نيرو
نيرو : نعم
هيوري : في الغابة , عندما كنت ممسكاً بي , هل كنت تبكي ؟
سكت نيرو لعشر ثوان ثم فتح الباب و خرج , ابتسمت هيوري و قالت : لا ادري إذا كان هذا الإنسان يحبني أو لا لكنه جميل هكذا .
و غطت في سبات عميق