عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-20-2010, 11:00 AM
 
قصة مقعد في حديقة العشاق

كنت كل يوم أحضر لهذه الحديقة التي بجوار بيتنا أجلس بها ساعة قبل أن أذهب لعملي .. كنت أحضر جريدتي وبعض الطعام وترمس القهوة الخاصة بي .. وأتنسم الطبيعة العذبة قبل أن تلوثها عوادم السيارات كنت أمشي بخطواتي على الطريق المرصف بالحجارة المدكوكة بالأرض بشكل فسيفساء جميلة الألوان وأتقدم بخطى بطيئة نحو الكنبة المعهودة التي تطل على بحيرة صغيرة مليئة بالأوز الأبيض الجميل وتسمع زقزقة العصافير فوقك في كل إتجاه .. وما أكثر ألوانها التي تأتي مع ألوان الطيف الصباحي ..

مرت علي سنين على هذه العادة ..ولم يتجدد فيها شيئاً سوى منذ عام وأكثر على ما أتذكر .. أصبحت تشاركني المكان وتجلس بالأريكة التي بجواري سيدة بها جمال مشوب بالحزن .. تضع غلاله خفيفة من الحرير الأسود على وجهها ليحميها من حرارة الشمس أم تخفي وراء هذه الستارة مسرحية كبيرة لم تنتهي فصولها بعد ..
تمضي الايام بنا ..أنا أجلس أشرب القهوة وأتناول طعامي ساندويش أو كروسان .وهي تجلس تنظر في ساعاتها وتطيل النظر إلى مدخل الحديقة البعيد ومعها بعض من الورد مختلف الألوان يعطي لون فستانها رونقاً جميلاً .. تطيل النظر وكأنها تنتظر أحد .. قادم .. تأخذ لها ساعة على هذا الحال ثم ترمي بكأس العصير الذي معها بسلة المهملات .. وتذهب بحال سبيلها .
شدني الفضول بعد توضد العلاقة فيما بيني وبينها وأقترابنا من بعضنا أكثر مع الأيام بأن اسألها عن قصتها فقالت : مازال عندي أمل أن يأتي في موعده بالرغم من إختفائه وأن أهله أخبرونه أنه مات ...
أدهشتني إجابتها واصريت بحكم العلاقة الحميمة التي ربطتنا بهذا ا لمكان أن تخبرني بالقصة كاملة ...

قالت عرفته في الجامعة وأحببنا بعضنا البعض وأصرينا أن نتخرج من كلية واحدة ...لكن شائت الأقدار أني نجحت وهو رسب وبالتالي سبقته بعام واحد وظلت مسيرتنا كما هي حبنا واحد نأتي لهذه الحديقة المجاورة للجامعة لنجلس معاً كل ما أتت لنا الفرصة وهي كثيرة قبل الذهاب للكلية نحتسي العصير معاً ..وكنت أحضره معي ..وهو يأتي بالأفطار ...هكذا على هذا الحال لمدة أربعة سنوات .. نجحت وتخرجت وأصبحت له سنة واحدة يكملها ..وفي يوم ظهور النتيجة أتفق معي أن أكون بهذا المكان وسيخبرني هاتفياً قبلها بالنتيجة لنحتفل ..أتصل بي وبلهفه قال نجوى سنلتقي بنفس المكان أحضري الهدية ..طرت من الفرحة ووجدتني أذهب لمحل الورد لأشتري هذه الباقة لأهديها لها وأحضرت كاسين من العصير الطازج لي وله على أمل أن يحضر الحلوى ويصل .. تاخر علي كثيراً ولم يحضر حتى الأن ..سألت عنه أصحابه قالوا أنه قد مات بالطريق .لكني لا أصدقهم حتى هذه اللحظة ..