أبدأ كلامي " بسم الله الرحمن الرحيم "
اللهم صلي على الحبيب المصطفى صلاه لا تعد ولا ترد ولا يحصيها أحد
أحبائي وإخوتي وأخواتي عساكم بخير " إن شاء الله "
نحن بهذه الأيام بصدد ذكرى عظيمة وهي عاشوراء فأحببت أن أذكركم بصيام هذا اليوم وفضله على الأمه الإسلامية والعربية من ما يحمله من عبر عظيمة
" إلى من ينتمي إلى أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أين أنت من تطبيق سنته ألا تريد أن يكون شفيعك يوم القيامة وأن يسقيق شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً "
هيا طبق لا تنتظر
فضل اليوم وسر تعظيمه
روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهْوَ يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا للهِ، فَقَالَ: "أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، وروى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ".
وعن فضل صيام هذا اليوم ورد في جزءٍ من حديث طويل في صحيح مسلم عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "...وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ" وفي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "مَا رَأَيْتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".
صيام عاشوراء وتكفير الكبائر
ورد في صيام عاشوراء أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم وغيره عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية".
وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن يكون بنو آدم خطائين، واقتضت رحمته أن يتيح لهم مكفرات شتى تغطي الخطيئة وتمحو أثرها، من صلوات وصدقات وحج وعمرة وغيرها من الحسنات: {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وقال رسوله الكريم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".