بارت خاص عن
نيرو
لاشك أن بعضكم تساءل عن نيرو , أو عن شخصيته الشريرة , أو صفاته الغريبة و عن غموض طبعه و أيضاً السبب الرئيسي الذي جعله هكذا ؟ , لأنه من غير المعقول أن تكون عجرفته فطرية .
كل هذه الأسئلة و أكثر سوف يجيب عنها البارت الخاص المسمى باسمه (( نيرو )) .
تذكروا يا أعزائي القراء انه عندما فتحت هيوري المذكرة و قرأت ما فيها , طبعاً لم يُذكر شيء في القصة الرئيسية لكن هنا سوف أتكلم بالتفصيل عن كل حرف قرأته هيوري ,
أترككم مع المذكرة .
((( عندما كنت صغيراً , لم يكن بجانبي أي احد , لم أعرف أبداً الشعور المسمى " حنان الأم " , و عندما انظر من نافذي الكبيرة المطلة على حديقة الأطفال التي كانت بالقرب من منزلنا كنت اسمع كل طفل يقول : أمي , أمي . فانطلقت في جميع أنحاء منزلي الواسع الذي كان يشبه القصر لأبحث عن شخص لأناديه بتلك الكلمة لكني لم أجد من أناديه حتى أناديه , كان البيت يعج بالخدم و الطباخين و العمال , كنت كالملك الذي لا يعصى له أمر مهما كان ذلك الأمر , لكن هذا الملك الصغير لا زال في مرحلة الطفولة المبكرة , أي انه يحتاج إلى المشاعر الصادقة و الأحاسيس الحنونة التي لن يحصل عليها أبداً من الخدم .
عندما بلغت العاشرة , سمعت بقدوم أبي إلى المنزل , ففرحت اشد الفرح لسماع ذلك الخبر لأني توقعت وجود أمي معه , و أسرعت إلى دولاب ملابسي الضخم و لبست أجمل و أبهى بدلة كنت املكها و وقفت خلف باب منزلنا العملاق على مسافة كي أثب معانقاً أبواي , انتظرت قدومهم و انتظرت , و فجأة , بدأت تتسلل خيوط الضوء من بين حواف الباب دالة على دخول احدهم , رأيت أبي يتقدم نحوي ممسكاً بيده الأولى حقيبة سوداء و كانت يده الأخرى ممسكة بيد سيدة حسنة المنظر ذات شعر احمر كالشفق , لِوهلة انتابني شعور قوي بأن هذه السيدة ليست أمي , أما أبي فكان يشبه جميع الصور التي عُلقت له في البيت , لم انطق بكلمة بل انتظرت حتى وقف أبي أمامي و وضع يده فوق رأسي و قال : ما بك يا صغيري نيرو ؟ ألست سعيداً لأن والدك هنا ؟ . لم اجب عليه لأني كنت أحدق بالسيدة التي جاءت معه , كل ما فعلته هو الجمود بعكس المرأة التي قامت بضمي إلى صدرها و قبّلت خدي و قالت : إن ولدك جميل يا آلفرد , و هو يشبهك في وسامتك حتى .
" إن ولدك " هذه الجملة أكدت لي بأنها ليست أمي , حزنت اشد الحزن فتركتهم لوحدهم و جريت إلى غرفتي و أنا اسمع كلماتهم الأخيرة
السيدة : هل ولدك اخرس أو به مرضٌ ما ؟
آلفرد : لا , لكنه خجول
رميت بجسمي الصغير على سريري الواسع الذي اقضي عليه اغلب يومي و أنا أفكر فيما حدث اليوم , أنا لم اعرف ما هي الأم , لكني اشعر بالحزن لأني هذه السيدة لم تكن أمي
.
.
.
.
لكن
.
.
من هي أمي ؟
.
.
و أين يمكن أن تكون ؟
.
.
.
هل من الجميل أن يكون لك أم ؟
.
.
.
ظللت اسأل نفسي من هذه الأسئلة حتى جاء الليل و نمت من دون عشاء .
لم اشعر بنفسي إلا في صباح اليوم التالي , جلب الطباخ لي فطوري إلى السرير , تناولته و نزلت إلى الصالة لأني توقعت وجود أبي هناك و لم يخب ضني , كان هناك و معه تلك السيدة الغريبة , جلست بجانب أبي بصمت و بعد مرور دقيقة تكلمت و قلت
نيرو : هذه المرأة ليست أمي , إذا لماذا هي هنا في بيتنا ؟
لاحظت أنها أنزلت عينها إلى الأرض و لم تنطق بكلمة
آلفرد بجفاء : لقد كبرت و أصبحت تفكر بطريقة جيدة يا ولدي , لكنك لازلت صغيراً لتعرف الإجابة على جميع أسئلتك
فرددت بغضب : أبي , أنا كبير , أنا اعرف كل شيء , لذا اخبرني الآن
آلفرد ببرود : اذهب و بدل ثيابك لأننا سوف نخرج للتنزه قليلاً
نفذت طلبه و خرجنا سوياً , كان سائق السيارة ينتظرنا لكن والدي اخبره بأننا سوف نسير مشياً على الأقدام .
مشينا بين عامة الناس , كان الأمر غريباً بالنسبة لي , لأني لا اخرج إلى المدرسة و لا أقابل إلا النبلاء .
و نحن نسير أمرني أبي بالتوقف و النظر إلى حيث يشير أصبعه , رأيت طفلا يبكي و أمه تحاول إسكاته حتى رضخ لها و بدأ بالضحك , عندها قال أبي
آلفرد : هؤلاء هم الضعفاء في هذا العالم , أناس تحركهم المشاعر و العواطف الداخلية , يخسرون ما عندهم لأجل أشياء تافهة منها إرضاء الآخرين , نيرو لا أريدك أن تكون مثلهم أبدا , فهم في النهاية حشرات لا حول لها و لا قوة .
رأيت أن كلام أبي صحيح و في قمة الصحة رغم أن كلماته كانت باردة كالثلج , فلو كانت الأم قوية لبكى هذا الطفل مرة واحدة في حياته , و إذا كانت الأم تسبب الضعف فأنا لست بحاجة إليها , و بعد ذلك عدنا إلى البيت و تلك المرأة لا تزال هناك , و عند دخولنا قفزت السيدة مجهولة على أبي و هي تعانه و تقبّله و تقول له : آلفرد , أين كنت يا عزيزي , لقد تأخرت , كان سيجن جنوني لو لم تأتي . استغربت من كلامها , لم نترك المنزل سوى 20 دقيقة , أكملت الطريق إلى غرفتي بينما بقي والدي معها إلى نهاية اليوم .
و في اليوم التالي , نزلت إلى غرفة الطعام و تناولت فطوري مع أبي , تعجبت من عدم وجود تلك السيدة معنا فسألت أبي عن السبب فقال
آلفرد : لقد أخذت ما أريد , فماذا أريد منها أكثر ؟
نيرو : أبي , أنت لديك أموال كثيرة , لا أظنك تحتاج إلى شيء
آلفرد : لقد شعرت مؤخرا بالملل فأردت التسلية قليلاً , و لم أجد وسيلة غير مرافقة هذه المرأة , و أنا الآن اشعر بالراحة و لا أريدها بعد اليوم
لم افهم معنى كلامه , لكنه كان يبدو انه وصل إلى غايته , و مرت الأيام و أنا لم أتعرف على أي قريب أو صديق , و أبي على حاله , كل يوم يأتي إلى المنزل بفتاة تختلف عن الأخرى , و ذات يوم كان مع والدي فتاة شقراء صغيرة في السن و هي تعتبر أجمل من جميع الفتيات اللاتي كن معه و أكثرهن في قضاء الليالي , كان دائم الملازمة لها و في يوم سألته
نيرو : أبي , هل تحبها ؟ أراك دائما معها و لا تريد مفارقتها
عندها ضحك أبي وضحك حتى بانت أضراسه
آلفرد : أنت أغبى من رأيت في حياتي , لا وجود لهذا الوهم المسمى بالحب , لا وجود للمشاعر , إنها نوع من الضعف البشري , أشياء وهمية و عبارات ليس لها من الحقيقة بد
نيرو : لكنك تنام معها كل يوم و .........
آلفرد مقاطعاً له : أيها الأحمق , أنا أتسلى بها لا أكثر , هل تفهم انه عمل , أموال والدك أتت عندما تخلص من المشاعر و الأحاسيس , نيرو جاء اليوم الذي أريدك أن تكون فيه مثلي حتى ترثني , و إلا سوف تنام بين الأرصفة مع الجرذان .
بدأت أفكر في كلام أبي الأخير , هل الناس أغبياء ليخدعوا بسهولة ؟ و هل يمكن أن ترك المشاعر يجلب المال و السعادة ؟
و استمرت حالي إلى أن وصلت إلى السادسة عشر من عمري و بالتحديد قبل دخول المرحلة الثانوية , و ذات يوم امسك والدي بيدي و قال : سوف نأخذ جولة قصيرة في إحدى الحدائق و فعلت ما أمرني به , ركبنا السيارة و سرنا إلى الحديقة المطلوبة , كان كل من كان بالمكان سعيداً بحياته , كل واحد يتمشى هو و رفيقته , بعد ذلك أجلسني والدي على إحدى المقاعد المنتشرة هناك و طلب مني الجلوس هنا لمدة ساعة و بعدها يأتي و يأخذني إلى البيت , انتظرت 5 دقائق و إذا بفتاة اكبر مني تجلس بجانبي
الفتاة : تبدو وسيماً جدا , الجميل انك صغير في السن , اخبرني عن اسمك ؟
نيرو : اسمي نيرو
الفتاة بفرح : اسم جميل كصاحبه
نيرو : حسناً و ما هو الجمال ؟
الفتاة بشاعرية : كل ما تملكه , عيناك الرماديتان و شعرك الرمادي و انفك المنسل و كل صفات وجهك
نيرو ببراءة : لكنك أجمل مني بكثير
الفتاة بابتسامة : أنت لطيف , يبدو أنك وقعت بحبي
نيرو : لم أعرفك إلا قبل دقيقة , فكيف احبك بهذه السرعة
غضبت الفتاة من كلامي و ذهبت و تركتي , و بعد 5 دقائق أتت فتاة أخرى
الفتاة : يبدو عليك الحزن , هل تريد مرافقتي إلى البحيرة القريبة من هنا ؟
نيرو : أسف , أنا انتظر والدي هنا
الفتاة بدهشة : هنا !!! إذاً أبقى إلى أن يعود يا ابن أبيك
و تركتني كسابقتها , و بعد 5 دقائق جاءت فتاة أخرى و استلقت على المقعد الذي كنت اجلس عليه و رأسها على فخذي
الفتاة بصوت حنون : أنا متعبة
نيرو : إذا كنت سوف ترتاحين هكذا فابقي على حالك
و بعد دقيقة من السكوت
الفتاة : لقد سُحرت بك , أنا احبك من كل قلبي , أنت وسيم و تستحق إعجابي بك
نيرو : و لكنك لا تعرفين عني شيئاً , فكيف تصرحين بحبك مبكراً
الفتاة بغضب : أنت فعلاً أحمق , لا استغرب عدم وجود رفيقة لك رغم وسامتك
و غادرت المكان و الغضب باديٍ عليها , و مرت الساعة و جاء والدي إلى حيث كنت و أصعدني إلى السيارة و عاد بي إلى المنزل , اكتشفت فيما بعد أن تلك الحديقة مخصصة للعشاق .
و على طاولة العشاء
آلفرد : نيرو , كيف كان يومك ؟
نيرو : أسوء ما يكون
آلفرد : لماذا ؟
نيرو بحقد : البشر أغبياء و حمقى و لا ينفعون لشيء , انه مجرد حشرات , كل الفتيات اللائي قابلتهم صرحوا بحبهم المباشر لي و هم لا يعرفون عني أي شيء بحجة جمالي و وسامتي
آلفرد و هو يضحك : هذا هو العالم الخارجي الكل يريد ما يريد و لا يهتم إلا بنفسه , الفتيات يردن من يدللهن و يساير نواتهن , هي لا تهتم بك سواء كنت تعيساً أو مريضاً , المهم هو مرافقة شخص وسيم و حسب , و غدا صباحاً سوف تباشر العمل معي , ارتدي بدلتك الرسمية و سوف اشرح لك عملك في الشركة
نيرو : أي عمل ؟
آلفرد : الخداع و الاستغلال , هذا العالم حاول استغلالك و اللعب بك لذا سوف تقابله بالعمل نفسه
نيرو بمكر : حسناً
و بعد هذا الحوار العائلي ذهبت إلى سريري و أنا أتحرى شوقاً للعمل مع أبي .
جاء الصباح , جهزت نفسي للعمل و ذهبت مع أبي إلى الشركة , دخلت إلى مكتب والدي الفخم و جلسنا على طاولة كانت موجودة في وسط المكتب
نيرو : أي قسم سوف أدير ؟ الميزانية أو شؤون المستودعات
آلفرد : هه , أنت بريء حقاً , سوف تعمل في قسم لن يعمل فيه غيرك , سمه ما شئت لكن سوف اشرح لك عملك الآن , يقف أمام باب شركتنا احد كبار تجار المجوهرات في فرنسا , و معه ابنته (( فيونا )) , عملك هو السرقة
نيرو : سرقة !! , تقصد المجوهرات التي مع ابنته ؟
آلفرد : أنت فعلاً مسلي , اسرق عقلها و قبلها ريثما اسرق أموال ولدها , أنا لا أحب الفشل , إذا لم تنجح فلا تعود إلى المنزل مرة أخرى , أنا لا اعرف الفشل فهل فهمت عملك الآن ؟
نيرو و هو يهز رأسه : اعتقد هذا
بعد حوار العمل سمعنا صوت طرق الباب , كان الطارق هو التاجر و ابنته الجميلة , عندها أذن لي والدي بمرافقتها في أرجاء المدينة ريثما ينهي هو مع والدها بعض الأعمال , و خرجت معها بعد أن ركبنا سيارة الشركة , كانت فيونا جذابة فعلاً , لكن أبي أوصاني بقتل الإحساس قبل حديثي معها
نيرو : فيونا , أنت لست من هذه البلاد , أليس كذلك ؟
فيونا : هذا صحيح , أنا من فرنسا
نيرو : يبدو هذا من شعرك و عيناك الجذابتان
فيونا و هي تبتسم : أنت لبق في الكلام و لكنك تبالغ
عندها أمسكت بخدها و وجهته صوبي و قلت
نيرو : لا , أنت حقاً جميلة و رائعة , لا أتمنى أن تأتي اللحظة التي تسافرين فيها إلى بلادك
رأيت أن الحزن بدأ يتسلل إلى أطراف عينها , فما كان مني سوى أن وضعت يدي على كتفها و شددتها نحوي و قلت
نيرو : لا أحب أن أراك بهذه الحالة , اخبرني عن سبب حزنك
فيونا : لقد حُبِست في المنزل طيلة حياتي , و لم يخبرني احد بكلمات عذبة ككلماتك
عندها بدأت فيونا تمسك بذراعي و تقول
فيونا : لا أريد أن ابتعد عندك , لا أريد الرجوع إلى فرنسا
قلت في نفسي بغرور : حقا من السهل السيطرة على البشر الحمقى , أنا ملك
نيرو : و من قال أني سوف أُرجعك الآن , سوف نقضي اليوم سوياً
فرحت فيونا لسماع الخبر فقفزت علي من الفرح , عندها أمرت السائق بتغيير طريق سيره إلى الاتجاه إلى البحر , و وقفت أنا و فيونا على إحدى المنصات المطلة على الشاطئ و انتظرنا إلى أن جاء الغروب بجماله و من ثم قمنا بأخذ جولة حول المدينة و من ثم إلى حديقة العشاق الملعونة , تسكعت أنا و فيونا هناك , كنت اسمع كلامات الفتيات الحمقى هناك و هن يقلن : يال جمال هذا الثنائي , إنهم أجمل من بالمكان .
كلمات الغيرة الغبية التي كانوا ينطقون بها لم تحرك بداخلي أي شي , و بعد هذه الجولات قالت لي فيونا بأنها متعبة فقمت بحملها إلى السيارة و أمرت السائق بالتحرك إلى الشركة , و في الطريق أثناء سيرنا
فيونا : هذا أجمل يوم قضيته في حياتي , شكرا على كل شيء
و من ثم نامت على صدري إلى أن وصلنا إلى الشركة , أيقظت فيونا و أنا أقول لها
نيرو : فيونا , رحلة الاستمتاع قد انتهت , والدك في انتظارك
حزنت فيونا لمفارقتي و لكنها لم تنتطق بكلمة
نيرو : إذا أردت قول شيء أخير لي فأخبرني به الآن
فيونا بخجل : نيرو , أنا احبك , و لا أريد النزول و الابتعاد عنك
نيرو : حتى أنا احبك لأنك تملكين قلباً طيباً , لكن لا بد من النزول , والدك في انتظارك هناك
فيونا بعناد : لن انزل , لا تحاول
لم اعرف ماذا افعل , قمت بوضع يداي على خديّها الناعمين و قمت بتقبيلها قبلة حارة , سالت دمعة دافئة من عينا فيونا فقلت
نيرو بصوت كله رقة : اذهبي , لا تدعي والدك ينتظر
فيونا : لكن .....
نيرو : من اجلي , أرجوك يا فيونا , لا تعذبيه أكثر
فيونا : حسناً
و بعد جهد جهيد نزلت فيونا يغمرها الفرح و ركب معي والدي يغرقه الغضب
آلفرد : ذلك الأحمق ذو العقل الحجري , رفض الاشتراك معي
نيرو : و ما المشكلة في ذلك الرجل هو ابنته الغبية ؟
آلفرد : وضعي المالي مضمحل جداً , كان يمكن أن أعود أقوى من ما كنت إذا قبل الشراكة بيني و بينه , المشكلة انه سوف يسافر في الصباح و لا وقت لإقناعه , و أنت ماذا فعلت مع ابنته طول اليوم ؟ لقد شارف والدها على البكاء لأنها ابتعدت عنه
نيرو : (( صفير ))
آلفرد : هل سرقت شيء أو عدت خاوي الجيوب ؟
نيرو و هو ينظر إلى الزجاج : اعتقد أني سرقت فرنسا بأكملها
آلفرد : سوف نرى غداً
و في الصباح دخل آلفرد إلى مكتبه و وجد والد فيونا يعرض عليه الشراكة , تعجب مما رأى فوقع الأوراق اللازمة لذلك ثم توجه والد فيونا إلى المطار للسفر , قفز آلفرد من الفرح و عندما عاد إلى المنزل
آلفرد و هو ينادي : نيرو , نيرو تعال إلى هنا
نيرو : ماذا تريد ؟ ليس لك عمل غيري ؟
آلفرد : ماذا فعلت لأبنته , لقد وافق على الشراكة
نيرو : هذا سر المهنة , أي فتاة حمقاء لا تحتاج إليها احضرها إلي
آلفرد : خذ هذه الرسالة , إنها من فيونا , أعطاني إياها والدها قبل خروجه
أمسكت الرسالة و مزقتها أمام والدي
نيرو : و ما حاجتي لها , لن أراها بعد اليوم و لا أريد ذلك
آلفرد : أنت ولدي الآن , لن أخاف على الشركة إذا ورثتني
نيرو : لا عليك , شركات العالم ملك يديك
و منذ ذلك اليوم تم تعييني موظف رسمي في شركة والدي , و بقيت على هذه الحال , أبي ينظم أعمال الشركة مع التجار و الشخصيات الكبيرة و أنا اسرح و امرح مع بناتهم , امدح في هذه و أتغزل في هذه و اسهر مع تلك و أنام مع الأخرى , كنت استمتع بالخداع و الاستغلال , و في اقل من شهر تمت ترقيتي إلى منصب نائب المدير .
و في يوم من الأيام , جاء أبي و الحزن بادٍ عليه و قال
آلفرد : هوكايدو مدرسة عادية بالنسبة للمرحلتين الابتدائية و الإعدادية , تذهب صباحاً و تعود عند الظهر و هناك إجازات صيفية و شتوية
نيرو : و ما المحزن ؟ , سوف اقفز كما فعلت في الابتدائية , لقد اجتزت اختبار الصف الأول و تم نقلي إلى الخامس من شدة ذكائي , و بسبب هروبي في الصف السادس أجبرت على البقاء في الصف الأول الإعدادي للتنظيف و القيام بالأعمال الشاقة , و في الصفوف الثانوية سوف اقفز إلى الجامعة
آلفرد : ليس الأمر هكذا , الوضع يختلف كلياً في القسم الثانوي , سوف تصبح المدرسة داخلية , و ليس هناك أمل في الخروج إلا بعد التخرج الكلي , و نظام القفز لن يفعّل في القسم الثانوي , كل هذه الأمور مكتوبة في هذه الأوراق
نيرو : اعرف أن عملك سوف يتعطل , لذلك لن أكمل دراستي و سوف أبقى إلى جانبك
آلفرد : أيها الأحمق , أدهش من ذكائك و أدهش من غبائك , و هل تظنني سوف اترك شركتي في يد جاهل
ليس لديه شهادة ثانوية حتى , للعلم هوكايدو و لاسيما في القسم الثانوي مليئة بأبناء و بنات أصحاب المؤسسات و الشركات و كبار الشخصيات في البلاد إضافة إلى أصحاب النفوذ الخاص , بأسلوبك الساحر سوف تكسب سمعة بينهم و سوف ينقلونها إلى أبائهم , سوف تذهب إلى هناك بعد 3 أيام لذا استعد من الآن
نيرو : على أمرك يا أبي
و على كلام والدي دخلت هوكايدو , و أصبحت أقيم علاقات مؤقتة مع بعض الفتيان و الفتيات ,فقط ليكون لوالدي سمعة جيدة بين اكبر عدد من الطلاب , استمرت إلى أن التقيت بتلك الفتاة التي عاملتني بطريقة مختلفة عن الجميع , عاملتني كما أنا , كانت اسمها هيوري , لقد أحببتها من كل قلبي لكن كنت اخجل في كل مرة اقترب منها أو تبدأ في الحديث معي , عندما غرقت في الابتدائية لم اقدر على السيطرة على نفسي اندفعت بدون شعور لأنقذها مع أني لا اعرف السباحة و اكره الماء , لقد بكيت في ذلك اليوم لأني تركتها وحيدة عندما جاءت لشكري , و نهاية الصف السادس كنت أحب السهر خارج المبنى لكني رأيتها تركض و الدموع تسيل منها , عرفت أني السبب فركضت خلفها حتى وجدتها و ساعدتها , لقد أقسمت ألا أعود إلا بها , وقفت أمام المدير بشجاعة في ذلك اليوم فقط لكي لا تُؤذى آسرة قلبي ( هيوري ) , كنت أنظف كل شيء في المدرسة التي تشبه القلعة من اتساعها , كنت أتألم كل يوم لكن عندما أتذكر هيوري اشعر بقوة تحركني , حزنت عندما عدت لوالدي لكني كنت متأكد بأننا سوف نلتقي في الثانوية , كانت هيوري اجتماعية و تحب جميع من حولها , لكني كنت اكره أن تكون مع غيري ..........................................
كان هناك مزيد من الكلمات لكنه هيوري اكتفت بهذا القدر و اغلقت المذكرة