ابدأ موضوعـي بقصة جميـلة المغزى..لنستمتع بهآ معاً..
التفآحة الأنآنية..
كانت شجرة التفاح تتمايل مع مداعبة النسيم لأوراقها طربا .. إنها فخورة بحبات التفاح الأحمر التي تزينها كنجوم تلألأت بفرح … تنظر لجارتها الزيتونة وتقول بغرور : انظري لي أنا أكثر شبابا منكِ ،
أوراقي تتجدد كل عام ليس كأوراقكِ العتيقة التي لا تقبل السقوط في الخريف ولا ترضى التجدد في الربيع ..
انظري لثمري انه احمر اللون ، يزين أغصاني ، تشتهيه عين الناظر ، لا كثمرك الصغير الحجم ، مرّ الطعم ..
واستمرت تضايق جارتها بكلماتها الجارحة ..
بعد ساعة تقدم مجموعة من الصبية من شجرة التفاح ، قال أحدهم : تبدو الثمرات لذيذة الطعم ، فلنقطف بعض الثمر نأكله ،
سمعت الشجرة كلامهم فأبت إسقاط بعض الثمر .. ضمت أغصانها وخبأت الثمرات بين الأغصان والورق ..
وكلما حاولت يد أحد الصبية قطف تفاحة منعته الأغصان المتراصة ..
غضب الفتية وقال أحدهم : هذه الشجرة بخيلة العطاء أنانية النفس ، كأنها لا تريد إطعامنا من ثمرها .. نظر الفتية لبعضهم وغابوا عن النظر ..
تمايلت شجرة التفاح وقالت بفخر : لا أحد يجرؤ على إرغامي على مالا أريد .
نظرت الزيتونة العجوز لها بألم ولم تتفوه بكلمة ..
مساء تلك الليلة .. تلبدت السماء بغيوم سوداء ، وكأنها تنبئ بعاصفة هوجاء..
ويبدأ تساقط زخات المطر
تك …تك …ببطؤ
ثم …
تك ، تك ، تك
أسرع وأسرع .. أقوى فأقوى
لم تتحمل شجرة التفاح قوة الأمطار ، ولا عصف الريح … كانت ظواهر الطبيعة أقوى منها … حاولت الاستنجاد بالزيتونة … فضاع صوتها مع الريح
و تتساقط الثمرات على الأرض ومعها غصون غضة تحمل أوراقا جميلة .. لحظات صغيرة ويعود كل شئ لحاله وتتضح الصورة ،
شجرة محطمة ، مكسرة الغصون ، لا ثمر عليها ولا أوراق ، بدأت شجرة التفاح بالبكاء ..
هزت الزيتونة العجوز أغصانها وقالت بألم ، لو فاضت نفسك بحب الخير ، لو قدمت ما وهبك الله إياه بكرم لما حدث لك ما حدث ..
أنت من اختار وعليك تحمل نتيجة أنانيتك في الاختيار ….
رغم بسآطة أسلوب القصة..إلا أنهآ حوت معنىً رآئعاً عن الأنآنية والمبآلغة في حب الذآت..
أنآآنية هي تلك الشجــرة..!!
أنآنية..!!
منذ أن كنآ صغآراً..ونحن نسمع العبآرة المعتآدة
لا تقولوا أنآ..أنآ من الأنآنية..
كآنت تظهر على رؤوسنآ علآمآت استفهآم كبيـرة..أنآ وأنآنية!!
ولا نفهم شيئاً سوى أن كلمة أنآ مشتقة من أنآنية..تشآبه في الأحرف فقط..
ولم يتسن لنآ قط معرفة معنآهآ الحقيقي..
وكلمآ كبرنآ كلمآ وجدنآ جوآباً لأسئلتنآ..
تعبيرآت رآقصـة
الأنآنية كريح الصحرآء..إنهآ تجفف كل شيء..
"لاروشفوكو"
حب الذآت يخدعنآ ويعمي أبصآرنآ
"رآبليه"
مآ هي الأنآنية؟؟
الأنآنية\ هي حب الذآت المفرط وحب تملك الشيء دون إعطآءه للآخرين..مأخوذ هذآ المصطلح من أنآ..
الأنآنية\ أن تكون الممتلكات لي وحدي..لا يستخدمهآ ولا ينتفع بهآ غيري..
الأنآنية\ كأس الأنآ يتجرعه من لم يذق طعم العطآء..
الأنآنية\ بوآآبة لمتآهآت الحقد..والحسد..والغيــرة..والطمع
الأنآنية\ دآء مـدمـر..يفتـك بصآحبه أولا قبل أن يفتك بغيـره..
الأنآنية\ تمّتع وترّفه النفس على حِساب الآخرين وعدم حُب الخير لأحد،
الأنآنية\ الأنانية هي الفردية الشرسة و حُب التمّلك والغيرة الجنونية التي تدفعُ الإنسان
إلى إرادة السيطرة على أملاك الغير بدون حق
وتتعدد المسميآت..لتغدو الأنآنية..قيوداً تأبى إطلآقنآ من زنزآنة الأنآ..
تعبيرآت رآقصـة..
إذآ كآن في أنآ نون وآحدة..فإن في نحن نونين ومن ثم إذآ حسبنآ النون من النور..فإن نحن أكثر نوراً وإشرآقاً
يتصور الطحآن أن القمح إنمآ ينمو لتشغيل طاحونته..
"غوته"
هل أنآ أنآني!!
جرت العآدة أننا عندمآ نقرأ أو نسمع عن الأنآنية..نصدر الحكم فوراً على أنفسنآ بأننا لسنآ كذلك..
لكننا لو رآجعنآ أنفسنآ قليلا لوجدنآ أن حب التملك لأبسط الأشيآء يجذبنآ وبقوة..
من منآ لا يريد تحقيق أحلآمه ورغبآته..
كل شخـص فينآ يحمل بذرة أنآنية..مغروسة بذآته..
كلمآ بآلغنآ في ريهآ كلمآ نمت وترعرعت بدوآخلنآ أكثــر..
معميـة قلوبنآ وعقولنآ عن كل شيء إلا عن رؤيتهآ..وتحقيق متطلبآتهآ..
وبذلك نكون اشخآصاً أنآنيون..
نجيد كل شيء إلا العطآء..
وكثيرا ما نخطئ أحبتي في الحكم على من يحب ذآته وننعته بالأنآني..
هنآك فرق بين حب الذآت والأنآنية...
انقل لكم هنآ بعض الفروق بين الانسآن الأنآني والمحب لذآته..
الإنسان الأناني : منكمش و قاصر محكوم لشهواته و لذائذه .
المحب لنفسه : يفيض عطاء ، و يتحكم في نفسه وانفعالاته .
الأناني : يتحسر عند فوات شيء من الدنيا .
المحب لنفسه : يرى فضل الله عليه في كل نعمة ، و يرى في كل محنة منحة .
الأناني : تفكيره منحصر على نفسه .
المحب لنفسه : يفكر في الآخرين و يفعل ذلك في سبيل نيل الأجر الذي يعود على نفسه .
الأناني : يزين له هواه ما يريد .
المحب لنفسه : عقله تبع لهواه ، و يزن الأمور بميزان الشرع .
تعبيرآت رآقصة
ليست الأنانيه أن يعيش الأنسان كما يهوى ..... بل أن يطلب من الأخرين أن يعيشوا كما يريد
لا تعتب على من يكثر التحدث عن نفسه فإنه غآلباً ما..لا يجيد التحد في موضوع آخر
"ألكسندر دوماس"
أسبآب الأنآنية..
1-التربية الخاطئة من الأبوين للأبناء في الصغر وعدم توعيتهم على اجتناب الأحقاد والاستيلاء الفردي فعندمآ يتربى الطفل وقد طمست معآلم الإيثآر من عقلـه..ينشأ لنآ أنآنيا جشعا..
2- الإحسآس بالنقص والحرمآن سبب أسآسي للأنآنية..فكمآ أن التدليل الزآئد يولد الأنآنية فالحرمآن أيضاً سبب مهم فينشأ الطفل ورقعـة الأنآنية تتسع بدآخله..
3- العقآب المفرط والضرب أمآم الاخرين.. والإحراج الغير مقبول والإهانة لتتوّلد الأنانية والكره للغير
4-اليتــم والفقــر والعآهآت أيضاً كلهآ أسبآآب مهمة للأنآنية..فالشخص هنآ يريد أن يثبت ذآآته..ويلغي عقدة النقص التي تظهر جلية امام عينيه.. وهذآ يعطيه دآفعاً قوياً ليصبح أنآنياً..
تعبيرآت رآقصة
نحن نكـره أنآنية الآخرين..وننسى أن هذآ هو منتهى الأنآنية.."أنيس منصور"
الأنآنية سرآب الضعفآء
"لويس أرآغون"
علآج الأنآنية..
قد نصدم يوماً مآ بأحد يصرخ في وجهنا....
أنت أنآني..!!
فنجرح أيمآ جرح..ويظل صدى كلمآته يتردد في بآلنا..مرآرا وتكرآراً..
ونلوذ إلى الإنكآر..
أنآ لست أنآني..هو فقط لا يفهمني..
انه جآرح..لا يفكر فيمآ يقول..
ونظل ندور وندور في دآئرة الانكآآر..
دون أن نعترف بأنه ربمآ كآن صآئباً..ربمآ نحن أنآنيون فعلاً...
قلمآ تجد من يعترف بذلك..وهذه هي مشكلتنآ الكبرى..
أننآ لا نعترف بالمشكلة أبداً بل ننكرهآ بقوة..
أعزآئي فلنبحث عن العلآج..
علآج الأنآنية وتضخم حب الذآت..
ولكن قبل كل شيء..يجب علينآ الاعترآف بالمشكلة أولاً..
اكتب احآسيسك السلبية..
أنآ أنآني..أنآ غيـور جداً..أنآ لا أريد أن ينجح أحدٌ غيري..أنآ..وأنآ..
اكتب واكتب ووآجه نفسك بمآ تشعر فلن تعرف دوآءك مآ لم تحدد علتك..
إذآ فعلت ذلك..فابشر فقد بدأت بأولى خطوآت العلآج..
خطوآت العلآج..
1-استعن بالله والتجأ إليه بالدعآء عآزماً على الغآء هذه الصفة من قآموس حيآتك نهآئياً..أو حتى أن تخفف من حدتهآ قليلاً..
2-ربي نفسك على الإيثآر وحآول تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مآ يحب لنفسه"
الإيثآر نعم..هو العلآج الفعآل, نحتآج فقط للصبر حتى ننآله..أن تحب لأخيك مآ تحبه لنفسك..تحب نجآحه..كمآ تحبه لنفسك..
إذآ شعرت في قلبك حقدا او حسداً أو غيرة عليه..أغمض عينيك قليلاً وادع لصآحبك دعوة خآلصة من قلبك..
وابشر بدعوة بالمثل..صدقني مرة بعد مرة سيخف الوطأ عليك..وستتعود على ذلك..
3-الصدقة تهذب النفس وتعودهآ على العطآء والبذل..فتعهد نفسك بالصدقة دووماً..
4-شآرك في الأنشطة الجمآعية..وستنمو بذرة التعآون بدآخلك حتماً..
5-ربي أطفآلك في المستقبل على العطآء والايثآآر وسينعكس ذلك عليك.. لتنشأ جيلا نآجحاً..
تعبيرات رآقصة
هنآك في موت الأنآنية..تكمن السعآدة الحقة..
الأنآني لايعجب بشيء..لئلا يخرج من ذآته
"ويؤثرون على أنفسهم ولو كآن بهم خصآصة"
معآنٍ عظيمة تجلت في هذه الآية.. دعونآ أحبتي ننتهجهآآ في حيآتنآ..
فقد أبرزت أهم مآ يميز المجتمع
الإيثآر و الترآبط وحب الخير للغيـر..
فلنكن جميعاً عبآد الله أخوآآنا..
ولنحب لغيرنآ مآ نحبه لأنفسنآآ..
لننعم بسعآدة ورآحة البآآل..
وحيآة أفضل..
دمتم بحفظ المولى..
__________________