عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 06-23-2010, 10:57 PM
 
و عندما كانت الجميع يتناولون طعامهم سمعوا صوت المدير و هو يقول:" على جميع الطلاب التوجه لمعرض اللوحات ".
و لم تمض سوى دقيقة حتى توجه الطلاب، و هناك صُدموا من هذا المشهد البشع و ما آلت إليه لوحاتهم.
كانت اللوحات ملقية على الأرض.. و مربوطة من أحد أطرافها بخيط رفيع.
سمعت مايا عامل النظافة و هو يقول للمدير:" أقسم أنني لم أفعل شيئا، فعندما فتحت الباب سمعت ضجة و أشياء تُكسر.. و للأسف كانت اللوحات ".
المدير و هو يمسح بنظره المكان:" لا عليك ".
كان الاتهام يدور حول:
1\ كريستينا (و هي فتاة أمريكية، شعرها أشقر و عيناها زرقاوان): و هي أغنى فتاة في المدرسة.. شاركت بلوحاتها، و قبل اسبوع دار بينها و بين المسؤولة ايماساي شجار.
2\ جين (شعرها بني قصير و عيناها سوداوان): لاعبة جمباز و هي فتاة تُجيد الرسم.. كانت تشارك بلوحاتها و لكنها صارت متكتمة و لا تشارك في المعرض.
3\ جاك (فتى ذو شعر أسود و عينان سوداوان): شاب موهوب، يُجيد الرسم و لكنه يكره المسؤولة.
4\ المسؤولة ايماساي (إمرأة نحيفة ذات شعر بني طويل و عينان رماديتان): كانت في الآونة الآخيرة ينتابها الخوف و القلق.
و عند التحقيق معهم:
أجابت كريس:" لقد أخبرتني بروك أن تضع اسمها على لوحاتي حتى تُلاقي شهرة، فرفضت.. هذا سبب شجاري معها ".
و أجابت جين:" لم أعد أحب الرسم ".
أما جاك فأجاب:" أكره المسؤولة لأنها متكبرة، و كما تعلمون ليس لي وقت للرسم.. فأنا لاعب كرة سلة ".
و أخيرا أجابت ايماساي:" أحب تلاميذي.. و ما قالته كريس كذب، ثم إنني أحاول جعلهم مستعدين ".
و انصرفت غاضبة.
شرعت مايا تتفحص المكان، و أثناء مسحها لمسرح الجريمة لاحظت أن نهاية الخيوط التي استعملها الفاعل مقطوعة و بآلة حادة. كما لفت انتباها كلام العامل لتستنتج أن هناك علاقة بين الباب و الخيوط.
و استنتجت كذلك أن الفاعل سيكون أول القادمين.
قالت في سرها و بضيق:" لقد عرفت الفاعل و لكني احتاج للدليل القاطع ".
تنهدت بيأس و هي تسمع المدير يقول بحزن:" لا خيار آخر أمامي ".
نظرت مايا حولها علها تجد شيئا.. اقتربت تتفحص الباب و إذا بها تبتسم بمكر.. حيث وجدت ضالتها، خيوط حمراء التصقت على مقبض الباب.
المدير و هو ينظر للطلاب و المعلمين:" سأخبر الشرطة ".
قاطعته مايا و هو تبتسم:" لا حاجة لذلك ".
المدير بدهشة:" هل حقا عرفت من الفاعل؟ ".
هزت مايا برأسها بالإيجاب، ثم دارت حولهم قائلة:" كانت خطة و غيبة تلك التي استخدمتها، كانت مستعجلة فلم يتوفر لها الوقت لأخذ كل الخيوط، أليس يا.... ".
كريس مقاطعه:" إنها بالطبع ايماساي ".
ايماساي بغضب:" ماذا تقولين، يبدو بأن لسانك قد طال.. احترمي نفسك ".
مايا بضيق:" ايماساي ليست الفاعلة ".
ايماساي لكريس:" أرأيت؟ ".
مايا و هي تشير بأصبعها للفاعلة:" إنها أنت يا جين ".
صُعقت جين و تجمدت في مكانها، ثم أخذت بخلق الأعذار و أن مايا لا تملك دليلا.. و تدخلت صديقتها لحمايتها.
قاطعتهما مايا و هي تنظر لجين:" كنت أول القادمين و قد سمعت أنك ذهبت للحمام، فكيف تسمعين الصوت و المسافة بعيدة، لاحظي أنه لم يسمعه أحد غير العامل لأنه من فتح الباب، أليس هذا دليلا؟ ".
ترد جين و بثقة:" كنت خارجة من الحمام و قد سئمت الحصة، فأردت التجوال قليلا.. هكذا سمعت الصوت ".
قاطعتها مايا و قد كانت بثقة أكبر منها:" و ما أدراك بأنها اللوحات ".
انعقد لسان جين و لم تعرف ماذا تقول، فأكملت مايا:" دعيني أخبرك بالقصة، بداية ذهبت لخزانتك و أخرجت الخيوط ثم ذهبت للمعرض قبل الواحدة و النصف بكذا دقائق، دخلت المعرض و عقدت كل خيط بلوحة.. ثم عقدت الخيوط جميعها معا بخيط طويل آخر، أدخلته عبر الثريا في الأعلى.. و لن يصعب عليك الأمر لأنك لاعبة جمباز، ثم بعد ذلك أخرجت الخيوط عبر الفتحة السفلية للباب، ثم عقدته مع المقبض الخارجي، و لا ننسى الجزء الممتع من الخطة.. حيث جعلت الخيوط تحمل وزن اللوحات و بالتالي إذا فُتح الباب.... خمنوا ماذا سيحدث؟ سيعود الباب للخلف و بالتالي تتراخى الخيوط ثم... أظنكم تعرفون الباقي؟ ".
ضغطت جين على أسنانها بغضب ثم ردت:" كل هذا افتراض و لا دليل له ".
و أضافت و هي تنظر لمايا:" ثم أنني إذا أردت تنفيذ خطة كهذه لم أختار وقتا ضيقا؟ ".ث
ثم أكملت ساخرة:" حتى يأتي العامل و يكشفيني، هل هذا ما تلمحين له؟ ".
تفجر بعض الطلاب بالضحك، بينما أنصرف أعين آخرين تنظر لمايا و كأنها تسألها: ما قولك؟
مايا ببرود و كأنها لم تتأثر بكلام الأخرى:" ببساطة لأنك لا تريدين ترك شئ للظروف، و لا للمفاجآت الغير متوقعة ".
سأل المدير:" و ما هي هذه المفاجآت؟ "."
ردت مايا بهدوء:" كانت تستطيع تنفيذ خطتها في أي وقت.. و لكنها لم تملك الجرأة، فالمعرض فاتحا أبوابه و في كل لحظة قد يدخل أحد و يشاهدها.. أو يدخل بعدها أحد الطلاب فيجمع الطلبة و بالتالي لا يتوفر لها الوقت لأخذ الخيوط ".
ثم نظرت لجين و أكملت:" جين.. لقد أخترت وقتك بعناية (حيث كان الطلبة في فصولهم لمتابعة حصصهم)، و لأنك تعلمين أن العامل سيخبرك المدير أولا لذا حرصت أن يكون الوقت قبيل الواحدة و النصف فيكون لك من الوقت ما هو كاف لاتمام جريمتك(حيث يأتي العامل للتنظيف و تفقد الأمكنة) ".
جين بعناد:" كل هذا لا يُشير لي.. مطلقا ".
مايا مقاطعة:" لم أنه كلامي ".
ثم توجهت نحو الباب.. اشارت للمقبض قائلة:" هناك دليل، هذه الخيوط الحمراء التي على مقبض الباب، إنها خيوط بلوزتك.. كنت خائفة و مستعجلة فعلقت بلوزتك على المقبض.. و كنت مسرعة مما أدى لتمزقها ".
و تدخلت صديقة جين:" هذا ليس دليلا، ربما تكون مُزقت أثناء دخولها و بمدة ".
مايا بثقة:" أأنت واثقة؟ ".
ثم نظرت للمدير و أكملت:" كما ترى يا سيدي المعرض على الجانب الأيسر بالنسبة للفصول (ليس قربها و لكن هذا موقعه)، و الباب يُفتح في اتجاه اليسار، فإذا قلت أنها مُزقت أثناء دخولك فلم مُزق الجانب الأيسر منها؟ أتقولين أنك كنت ترتدينها بالمقلوب ثم خلعتها و لبستها بالطريقة الصحيحة؟ ".
جين باستسلام:" حسنا.. مُزقت أثناء خروجي، و كما قلت منذ الساعة التاسعة صباحا فأخفيتها بمعطفي ".
مايا بعناد:" لا تكذبي، قطعت الخيوط و بآلة حادة، و لاستعجالك مُزقت البلوزة، و استطيع اثبات أنها مُزقت الآن ".
يوكي مقاطعة و بشك:" حقا؟ ".
نظرت لها مايا ببرود افهمت الأخرى أن عليها التزام الصمت.
أكملت مايا:" إذا قلت أنها مُزقت منذ التاسعة لكنا لن نراها على المقبض.. لأن طلابا كُثر مسكوا المقبض، و الآن الخيوط عليه.. و هذا يعني أن أحدهم لم يمسك المقبض، ألا توافقيني الرأي؟ ".
المدير مستفهما:" إذا قلنا أن جين الفاعلة، فلماذا تصر على أخذ الخيوط؟ لماذا تعود بعد أن نجت بفعلتها؟ ".
فتحت مايا فمها لترد إلا أن جين تدخلت مُجيبة و بهدوء:" دمائي كانت عليها.. كانت هذه لتكون خطة متقنة و لكن الوقت.. لم استطع أخذ الخيوط فقطعتها ".
ثم هوت على الأرض باكية و هي تقول:" كان حلما.. حلما لم يبدأ حتى، خدعتني ايماساي بأكاذيبها و وضعت اسمها على لوحاتي، ثم طردتني من العمرض و قالت أنني لا أجيد الرسم ".
و نهضت مواصلة حديثها:" هذا ظلم.. وجود سارقة تخدع الطلاب، لم احتمل أن أرى تعبي و أحلامي تسافرا و تودعانني، لست نادمة.. و من حقي الدفاع عن حقي و أحلامي ".
ردت مايا موبخة إياها:" و ما ذنب الجميع تحطمين أحلامهم؟ أنت مثلها و إن اختلف هدفك، أما كان لك استتشارة القانون؟ لكن الحقد في قلبك أعماك عن الصواب و جعلك مجرمة، واحدة لا تحترم القانون لن يحترمها بدوره".
بعد ذلك حقق المتحريون مع ايماساي و اكتشفوا أنها تسرق أفكار الآخرين فتمت محاكمتها، أما جين فقد طُردت من المدرسة.

نظرت تلك الفتاة لمايا و هي تخرج من المدرسة ثم ابتسمت قائلة:" لقد أعجبتني حقا يا مايا ".

يُتبع

بعرف أن القصة مش خلص بس تعبت من الكتابة، و إن شاء الله بحط باقيه بكرة..
__________________

‎u must be a good RUNNER because u r always running in my mind, u must be a good THIEF because you have stolen my heart, & i'm always a bad SHOOTER because I MISS u Always