عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 06-25-2010, 10:35 PM
 
اعتقالات الضفة توتير للأجواء وقطع للطرق المؤدية للمصالحة (تقرير)
[ 24/06/2010 - 07:12 م ]



شهدت الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة تصعيداً واضحاً ضد قيادات وكوادر وأنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث شنت مليشيا رئيس السلطة المنتهية ولايته محمودعباس حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 150 منهم خلال الأيام الأربعة الماضية. واستهجن مراقبون هذا التصعيد "غير المبرر" خاصة بعد الهدوء النسبي الذي شهدته العلاقة بين "فتح" و"حماس" بعد حادثة "اسطول الحرية"، والتصريحات الإعلامية في ذلك الوقت، والتي توجهت نحو ضرورة تحقيق المصالحة وتوفير الأجواء الحقيقية لإتمامها، مؤكديين على أن ما تفعله السلطة في الضفة على أرض الواقع هو إعادة توتير الأجواء مجدداً، وقطع الطرق المؤدية للمصالحة الوطنية.
وقد كشفت مصادر أمنية لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" وجود أوامر صادرة من أجهزة "المخابرات" و"الوقائي" و"الاستخبارات"؛ للقيام بحملة اعتقالات عشوائية واسعة في مختلف محافظات الضفة الغربية، وذلك لترسل لقيادة حركة "حماس" في غزة والخارج رسالة تذكرها وتنذرها بأن قيادتها وأبناءها وحتى مناصريها في الضفة تحت قبضتهم وتحكمهم في أي لحظة، على اعتبار أن ذلك بمثابة ورقة ضغط قوية تفرضها "فتح" على حركة "حماس".
وأضافت المصادر بأن السبب الآخر الذي يقف وراء هذه الحملة المسعورة هو حالة الاختناق والإفلاس السياسي التي تشهدها سلطة رام الله، وتخوفها من احتمالات حدوث اختراق حقيقي للحصار المفروض قطاع غزة، في ظل الانفتاح الدولي على حركة "حماس"، وإعادة تفعيل القضية الفلسطينية على الساحة العربية والإسلامية والدولية في اتجاه مغاير لخارطة الطريق التي تتبعها سلطة أوسلو، والتي يقودها عباس ببوصلة صهيو-أمريكية.
واستشهد المصدر على صحة كلامه بما قام به عباس مؤخراً، عندما أرسل وفداً يقوده دحلان لإسبانيا – التي ترأس الإتحاد الأوروبي- بهدف اسقاط المشروع الذي طرحه الإتحاد الأوروبي، والذي ينادي بايجاد ممر بحري لغزة، الأمر الذي رفضه عباس بقوة على اعتبار أنه يقوض سلطته ويعزز موقف حركة "حماس".
وفي السياق ذاته قال عضو ناشط في أحد أجهزة الأمنية إن هذه الحملة الأمنية نشاط روتيني تقوم به أجهزة السلطة في الضفة كل شهرين أو ثلاثة، بهدف التأكد من عدم وجود نشاطات جديدة لحركة "حماس" في الضفة الغربية. مشيراً بأن المعتقلين لا يوجد لديهم قضايا جديدة، ولكنها حملات اعتقال عشوائية لتوجيه رسائل للحركة في الضفة وضمان عدم حدوث أي أنشطة لها.
وكانت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية قد أكدت بأن عدداً من الذين تم استجوابهم في هذه الحملة تم إبلاغهم بأنه لا جديد يسألونهم عنه، وأنها أوامر من قيادة الأجهزة الأمنية في رام الله للضغط على الحركة في غزة. في حين أن قسماً منهم قد تم إعادة التحقيق معه حول قضايا سابقة حسمت منذ سنوات تحت مسمى " تجديد ملف"، وما هي إلا ذريعة واهية للاعتقال.
كما أشارت إلى أن غالبية المعتقلين في هذه الحملة هم من الأسرى السابقين لدى أجهزة السلطة وسلطات الاحتلال، منوهة إلى أن جزءا كبيراً منهم من نخبة المجتمع الفلسطيني؛ فهم خطباء مساجد وقضاة شرعيون ومهندسون ومعلمون وأساتذة جامعات وغيرهم من شرائح المجتمع.
وتذكرنا هذه الحملات العشوائية بتلك الحملات التي تشنها قوات الاحتلال بحق نشطاء المقاومة عقب كل عملية؛ حيث يتم تحويل غالبيتهم للاعتقال الإداري.
وفي ظل تشابه ممارسات الاحتلال مع أفعال سلطة رام الله بحق خيار أبناء الشعب الفلسطيني ومجاهدية ومناضليه، يبقى التساؤول مطروحاً حول ماهية السلطة التي يريدها الاحتلال، وإلى أي مدى يمكنها البقاء بعدما عرَّت نفسها كوسلية للاحتلال أو بديلاً عنه!!
__________________
رد مع اقتباس