الخيانة وسر لوحة الكونتيسا
البارت رقم (1)
. رسالة دعوة " طق , طق , طووووق " احدهم كان يطرق الباب باكرا , كانت الساعة حوالي السادسة وثلاثة عشر دقيقة ( ميشيل ) ابن الخامسة والعشرين من العمر نهض من سريره لفتح الباب قائلا : " من هذا الذي يطرق الباب باكرا ." فنهض من سريره مستخدما السلالم للنزول الى الطابق الاول لفتح الباب واذ بأحدهم كان قد وصل قبله قد استلم الرسالة وبدأ بقراءتها وهو يسير عائدا الى حجرته . انه السيد ( كارمايكل ارجون ) كاتب قصص شهير ومتحر ذاع صيته في جميع انحاء لندن , ولكنه توقف عن عمل التحر لسبب مجهول لا احد يعرفه وهو منذ زمن بعيد منذ ان كان طفلا قليل الكلام لا احد يعرف السبب ايضا . سأل ( ميشيل ) السيد ( كارمايكل ) وهو يسير الى غرفته :- " سيدي ما هذا المكتوب الذي في ... " . ولم يكد ( ميشيل) يكمل كلامه حتى دخل ( كارمايكل ) حجرته مغلقا الباب خلفه , لم يتعجب ( ميشيل ) من تصرف السيد ( كارمايكل ) فهذه هي تصرفاته منذ أمد بعيد . عاد ( ميشيل ) الى حجرته في الطابق العلوي ليكمل نومه فهو لم ينم الليل كله لاقتراب امتحان الطب للتخرج . " انهض , انهض يا ( ميشيل ) انك فتى كسول لقد تأخرت في النوم الساعة الان الثامنة ونصف لم يبقى الا نصف ساعة على بدأ الدروس في الجامعة هيا " نهض ميشيل من نومه كي لا يتأخر فخالته ( هاندرا ) في كل صباح توبخه كثيرا . ارتدى ( ميشيل ) ملابسه وبينما هو يرتدي ملابسه واذ احدهم يطرق على الباب " تفضل " . ففتح الباب واذ بالسيدة هاندرا تدخل الى الحجرة وبيدها طبق طعام مليء بمأكولات الفطور فوضعته على الطاولة وقالت له :- " اسمع ( ميشيل ) أكمل ارتداء ملابسك وتناول فطورك على عجل وانزل الى غرفة الجلوس فالسيد ( كارمايكل ) ينتظرك هناك " " السيد يريدني " قال ( ميشيل ) بصوت غير مسموع بينما خالته ( هاندرا ) تغلق الباب . فالسيدة ( هاندرا ) طيبة القلب ولكنها صارمة في بعض الاحيان . أكل ( ميشيل ) على عجل وارتدى حذائه ونزل الى الطابق الاول ودخل الى المطبخ مقبلا خالته التي كانت تغسل بعض الاطباق وذهب الى غرفة الجلوس وعند وصوله الى الباب طرقه ولكن لم يجب احد ففتح الباب ودخل واغلق الباب ورائه . كان ( كارمايكل ) يجلس خلف مكتبه المصنوع من الخشب غالي الثمن . " سيدي قالت لي خالتي انك طلبتني " قال (ميشيل) بينما هو مطأطئ الرأس . فأشار له السيد ( كارمايكل ) بالجلوس وقال :- " نادني (كارمايكل ) وارفع راسك " فجلس ( ميشيل ) على الكرسي ونظر الى ( كارمايكل ) مد ( كارمايكل ) يده الى ( ميشيل ) وفيها مكتوب فتناولها ( ميشيل ) وباشر في القراءة : الى السيد ( كارمايكل ارجون ) :- افتتحت في باريس معرضا لعرض اغلى واشهر اللوحات في باريس وقد دام بناء هذا المعرض مدة سنة وشهر وسيأتي أناس مهمين من بعض الدول وكما تعرف انت من اعز اصدقائي فارسلت لك دعوة وهي عن طريق رسالة . الافتتاح سيكون في 23 يناير . ارجو حضورك فهو مهم جدا الاهارات ميديام :- مدير المعرض
فنظر ( ميشيل ) الى السيد وقال :- " اذا سوف تسافر بعد عدة ايام كالعادة . ولكن لماذا تضع دائرة حول : حضورك هام جدا " قال ( كارمايكل ) :- " الساعة الان التاسعة وخمسة وخمسون دقيقة" فنظر ( ميشيل ) الى الساعة فنهض بسرعة وبعدها تذكر ان القطار يغادر في التاسعة وخمسون دقيقة . فجلس واخذ يلوم بنفسه :- " اليوم يوجد علي درس هام للامتحان وقد تأخرت ماذا سأفعل ؟ " " لا عليك يا عزيزي ( ميشيل ) لقد تكلمت مع الجامعة على أنك سوف تتأخر قليلا " فقال ( ميشيل ) مقاطعا السيد :- " ولكن ... " فقال السيد قبل ان يكمل ( ميشيل ) كلامه :- " ان العربة في الخارج تنتظرك ولكن عند عودتك تذكر ان تأتي الى هنا في الساعة السادسة وربع لنكمل حديثنا " " حاضر " قالها ( ميشيل ) وهو يركض خارجا من غرفة الجلوس متجها الى عربة السيد وخرج خارج المنزل وركب العربة واتجه الى الجامعة . السيد يضع الغليون في فمه ويكتب في دفتر صغير ولكن صفحاته تتجاوز المئة والسؤال الذي كان يحير السيدة ( هاندرا ) : " ما الذي يكتبه السيد فرغم كثرته لقراءة الكتب الا انه يمضي اغلب وقته في الكتابة وهذا الغليون امره غريب . "