عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-28-2010, 06:07 PM
 
"اشمئزاز" ساركوزي من معاملة شاليط .. يا للإنسانية!!
[ 27/06/2010 - 09:06 ص ]
ياسر الزعاترة


في رسالة وجهها لعائلة الجندي الأسير شاليط بمناسبة مرور أربع سنوات على أسره، أعرب الرئيس الفرنسي ساركوزي عن "اشمئزازه" من طريقة تعامل حماس معه. وقال في الرسالة التي نقلها لوالد الجندي سفير فرنسا في "تل أبيب": "إن الخاطفين يتجاهلون تماما المبادئ الدولية الخاصة بالتعامل مع السجناء، وفي مقدمتها السماح بزيارات ممثلي منظمة الصليب الأحمر ".
لم يتوقف الأمر عند الرئيس الأكثر صهيونية في تاريخ فرنسا، فقد حضر برلمانيو مجلس أوروبا في الزفة أيضا، إذ طالبوا بالسماح لمنظمة الصليب الأحمر بزيارة شاليط، وكذلك أهله، كما شاركت فيها منظمة هيومن رايتس ووتش. حدث ذلك بينما أحيت الدولة العبرية في احتفالات لافتة ذكرى مرور أربع سنوات على أسر شاليط .
بالطبع كان توني بلير هو الأسوأ على الإطلاق، وبلير هذا من ألد أعداء أمتنا، وهو الذي تولى كبر التحالف مع بوش في احتلاله للعراق وأفغانستان، وهو الذي يدير اليوم لعبة "السلام الاقتصادي" في الضفة الغربية، وعندما فتح فمه فيما خص شاليط، طالب بالإفراج عنه حالا وبدون شروط .
نتذكر هنا أن شاليط صار أشهر من أشهر نجوم كرة القدم في العالم، فضلا عن أشهر المطربين والفنانين، وصار وجهه "الباسم البريء" ضيفا على كل بيوت العالم، لكأنه كان طبيبا يمارس رياضة المشي عندما أسره رجال المقاومة، ولم يكن جنديا تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين مرة إثر أخرى .
الأكيد أن لعبة النفاق التي نتحدث عنها لم تكن نتاج الشعوب، بقدر ما هي نتاج الأنظمة الغربية التي تصر على تذكيرنا بمدى انحيازها للدولة العبرية، وكذلك بمدى استخفافها بنا وبعذابات أبنائنا، ذلك أن ثمانية آلاف أسير في سجون الاحتلال، ثمة آلاف منهم لم يحملوا مسدسا ولم يطلقوا رصاصة قط، لم يحظوا بعُشر معشار ما حظي به السيد شاليط من اهتمام، هو الذي لم يزر زعيم غربي تل أبيب إلا واستقبل عائلته وذكر بقضيته .
هذا العالم الظالم بأنظمته الإمبريالية في أكثرها يعلم تمام العلم أن حماس لا تسيء معاملة شاليط، كما أنها تنتظر لحظة التخلص منه بطريقة شريفة، أقله تبعا لما يكلفه ذلك من عنت لها، هي التي يطاردها الاحتلال من كل جانب، وتعلم كما يعلم الجميع أن الاحتفاظ بأسير صهيوني لأربع سنوات يشكل معجزة حقيقية في ظل الوضع الأمني الذي يعيشه قطاع غزة .
إنها تمنع عنه الزيارة لأنها تعلم أن فتح باب كهذا يعني وصول الصهاينة إليه بكل سهولة، فيما هي تسعى إلى تحقيق إنجاز يمنح الأمل لأسرى شعبها الذين حكم القتلة على بعضهم بعشرات المؤبدات، ومن بينهم نساء .
في المقابل يتورط القتلة بمنع الزيارة عن عدد كبير من الأسرى، وأخذوا مؤخرا يمارسون الاضطهاد بحق أسرى حماس من أجل الضغط عليها كي تفرج حركتهم عن شاليط، في ممارسة بالغة الوقاحة والسقوط .
عن أية قيم يتحدث هذا الغرب الظالم، وكيف يمكن لأي إنسان أن يستقبل هذا الحنان المفرط على جندي أسير، مقابل تجاهل ما يفعله المحتلون بشعب كامل، إذ يعتقلون أكثر من مليون ونصف المليون في قطاع غزة، فضلا عن أسرى السجون، فيما يعلم الجميع ما تعانيه الضفة الغربية رغم من اعتقالات واجتياحات، ومن استيطان وتهويد؟ .
ثمة جانب مهم لا يلتفت إليه هذا الغرب الظالم، ممثلا في هذه الكراهية التي تعتمل في نفوس المسلمين من كثرة ما يعانون من غطرسته، وهي كراهية لن تلبث أن تتراكم يوما فيوم حتى تجتث هذا الكيان الغاصب ويكون لها موقفها ممن يدعمونه بالباطل
__________________
رد مع اقتباس