..
.....................................................................................
لست اعرف لماذا فز قلبي عندما سمعت بطلاقك لزوجتك يا معاذ.. لا أعرف لماذا تذكرت ذلك اليوم الذي باركت فيه لزوجتك بصوتي النازف.. وحضرت زواجك لأراها بعيني النازفه.. كنت سعيده من أعماق قلبي.. كنت اسمع عن عذابك.. عن المك.. وحبك المستحيل.. وتضحيتك.. 3 سنوات لم يبرأ جرحك.. كنت كالمجنون الذي لا يتحمل البعد عنها.. كنت اسمع عن مراقبتك لمنزلها.. كنت احرضها عليك عندما تتذكرك امامي.. كنت أؤمن بأنك نصيبي يا معاذ.. ولم أتخيل يوما.. ان اكون زوجة لأحد سواك..
......................
لم أكد اصدق أذني لما أخبرني والدي بخطبتك لي.. أخبرني وهو في قمة اليأس.. أخبرني وهو يتوقع ان أرفض الزواج من شخص عاشق.. ظن انني سأكون بتولاً.. قاطعته قبل أن يكمل الخبر.. وقلت "موافقة.. موافقة"
لم يبارك لي أي احد.. الكل ينظر إلي بشفقة..لانني انني سأتزوج من
مجنون.. لم اكترث.. لما قالوا.. أخبروني الوشاة أن أهله لم يتقدموا لخطبتي إلا لأنه رشح للبعثة.. ظنوا أنني سأتنحى عن رأيي.. ولم يعرفوا أنه سر حبي له .. أجل.. أدركت هذه الحقيقة من اليوم الذي عقدت القران.. طوال الشهر السابق ليوم الزواج لم يتصل.. ولم يزرني..
كنت متأكدة أنني أستطيع إمتلاك قلبك يوما ما.. لكن لم أعرف انني بمجرد حصولي على قلبك سأفقدك..
لم أخجل منك بيوم زواجي.. قلت اننا سنتجه إلى المطار فركضت قبلك إلى السيارة.. وكأنني تزوجت كندا.. كنت طوال الرحلة ملتصقة بزجاج الطائرة ولا سيما أنها المرة الأولى التي اركبها..
كنت أعد الساعات لأصل.. إلا أن سهر ليلة كاملة.. جعلني أغفو.. وأستيقظ انا وأنت على صوت الاعلام بالوصول إلى العاصمة الاقليمية "أتاوا" كنت أنتظر وصولنا .. ليس إلا لأناقشك بالدراسة معك في الجامعة.. وكأن زواجي ليس إلا صفقة تجارية..
....................................
شعرت بأصابعك بداخل شعري.. رفعت رأسي إليك.. وأنا أرتب أوراقي لأسجل بالجامعة.. ابتسمت وأنت تحمل إحدى لوحاتي بيدك وقلت لي:
- رووعة.. ترسمينني..
- إذا كنت تبغى.. رح ارسمك..
جلست بجانبي على السرير.. أطلت النظر إلي .. شعرت أنك تتأملني.. سألتني:" لماذا أغلب اللوحات نساء.. بجميع الأشكال والألوان" تذكرت ورده لما قالت" سوسو إنتي شاذة " أجل كنت كذلك يوما ما.. كنت أرسم الفتاة التي أعشقها ببراءة.. ابتسمت ولم أنطق..
........................................
كانت الأيام الأربع الأولى لزواجنا في غاية الملل.. كنت تقنعني بأن نلتقي بعائلة صديقك القصيمي وزوجته.. لم أوافق إلا من أجلك.. كنت أراك تموت معي.. وترغب بالخروج وتمضية الوقت لحين بدء الدراسة.. وافقت.. لبست عباءتي وأنت تنظر إلي وقلت: كبرتي بعيني.. زوجة بدر ما تتغطى
- بكيفها زوجة بدر.. المهم أنا..
.....................................
حزنت لأن زوجة بدر مريضة أن ذلك القاء المحدد لم يتم.. كنت تخجل أن
تقول لي أنك سئمت المكوث في المنزل.. مع أنني أسعد بوجودك.. لكنني أرعي مشاعرك..
رأيتك تحادث والدتك وتبكي بحرقة.. أثرت فيّ.. حاولت جعلك سعيدا دون جدوى..لست أشعر بالرغبة في الاقتراب منك.. ولا بالمتعة معك.. فقط أشعر بأنني مدينة لك بتحقيق أمنيتي..
ربما لأن زواجك قتل في كل أمل أو ربما ان قلبي لا يملأه إلا الفتيات.. لست أعرف..
قررت أن أقطع الملل الذي يملأ قلبك.. فكرت بأن أتصرف كزوجة.. إقتربت منك وأنت تذرف الدموع دون أن تنتبه لوجودي.. دائما أتعاطف مع أي شخص يبكي.. دائما أظهر مواساة رائعة.. وكأنني أمثل دور مكسيكي..
وقفت خلفك.. وأحطت عنقك بذراعي.. وأسندت رأسك إلى صدري.. كنت تبكي أكثر وأكثر.. قلت لك:" أنت تتعذب يا معاذ.." استدرت ووجلست على الأرض بينما كنت على الكنبة.. إتكأت على ركبتيك.. وضغطت على يديك.. كنت ابتسم لك.. أطلت النظر إلي.. لم أشعر بخجل أبدا.. كنت أمثل.. ماذا يتوقع أن تكون إثنين مجروحين من وطن قامع..حب مفقود.. او موجود لكن ذبلت وردة لذته.. بالتأكيد.. ستكون علاقة باردة كالتي تجمعني بك الآن يا معاذ.. نهضت بمجرد توقفك عن البكاء.. أمسكت بساعدي .. وقلت بحزن: " خلك كذا ع طول.. قلبي ينزف.. أحتاجك يا سوسو"
.......................................................................
الكل يناديني بمدينة " أتاوا" سالي.. لا أحد يعرف كيف ينطق سلوى.. أعجبني الاسم وراقني كثيرا.. لدرجة أنني طلبت من معاذ أن يدعوني به..
وفي تلك الليلة التي ستبدأ دراستك أنت باليوم الذي يليها.. كنت في قمة السعادة.. حزنت لأنك لست حزين ببعدك عني.. جئت وجلست بالصالة معك.. وإتكأت على كتفك.. ابتسمت لي .. تلمست كتفي.. قبلتهما لأول مرة.. وقبلت يدي.. وقلت لي : أنتي أحلى وحده شفتها بحياتي.. انتي حلوة كثير يا سالي.. .. .. .. .. لا أعرف ماذا جرى لك وقفزت إلي على غير عادتك.. وضممتني إليك.. وأنت تقول: أعشقك.. يا زينب.. أعشقك..
ابتسمت لك متظاهرة بعدم سماعك تناديني بإسم زوجتك السابقة بينما اتربكت أنت.. وابتعدت عني لما التقت عيني بعينك.. فقفزت انا إليك.. لأمثل عدم سماع
أي شي.. أمسكت بيدي وانت تقول: اش تعرفين عني يا سالي.. اش كانت فكرتك عني قبل تتزوجيني..
- ..
- ليش سكتتي؟؟
كان الارتباك واضح على وجهك.. تظن أنني سأقول ما كان يقال عنك.. جاوبتك بداخل قلبي" كنت أحبك .. حب مجانين.. لكن ألحين.. ما أعرف اش سبب البرود.. " همست بإذنك.. : مدري.. ابتسمت لي تقول : كيف ما تدرين..؟؟" قلت بقلبي أيضا: حبيتك حتى مليت من حبك.." مثلت أنني خجلانه منك.. ووقفت فأمسكت بساعدي وأجلستني بحضنك ثم قلت لي: " بتقضين اللية هنا"
.................................................................
مضى شهر منذ أن بدأت الدراسة.. .. كنت تعود كل يوم وانت متوتر.. عصبي.. متعكر المزاج.. أتذكر عندما حاولت ان افهم ما يحدث لك.. لم تكن تجيب أسألتي.. قسمت يومك إلى 4 أجزاء.. جزء خارج البيت.. وجزء لبدر.. وجزء على شاشة الحاسوب.. والجزء الآخر ترتمي على السرير.. لتتركني أصارع عذابات الوحدة..
....................
تلك الليلة عدت لي محمر الوجه.. وثيابك مقطعة.. والدماء تسيل.. دخلت إلي.. سألتك :" اش فيك.. اش صاير" التصقت بي تقول:" انا تعبان.. تعبان .." أجلستك على الكنبة وأحضرت لك المعقم وبدأت أطهر جروحك.. سأتلك وأنا أعرف أنك كعادتك لن تجيب" أش اللي سوا فيك كذا.. ترى الناس هنا مو مثل السعودية.. انتبه على نفسك" لم تجب بكلمة كما توقعت.. فجأة طلبت مني أن أعمل لك فنجان قهوة.. كنت أعرف في قرارة نفسي .. أنك تريد ان تتخلص من و تكلم بدر.. وستحكي له عن مشاكلك كالعادة.. هذه المرة لم أقم بعمل أي شي.. دفعني الفضول لأن أتجسس على مكالمتك.. سمعتك تتحدث معه وتقول:" حطني في راسه.. رح يأذيني... مستحيل انتازل عن حقي .. أقول.. بدر.. تعال ألحين مو قادر اتكلم بالتلفون براحة...."
دخلت عليك وأنت تنهي المكالمة على ان يأتي بزوجته لتبقى معي ولتذهب انت معه.. سألتني تقول: "سويتي القهوة" اجبتك بابتسامة زائفة" لا.. لأنك في كل مرة أسويها لك وما تشربها" أتيت إلي وأمسكت بيدي وقبلتها تقول: حبيبتي انتي
زعلانه مني.." تنهدت أمامك وأطلت النظر إليك وقلت لك" بيني وبينك حاجز غير مرئي.. معاذ انا ما احس اني زوجتك.. " بدأت تمازحني تقول:" اذا ما كنت زوجك.. اش باطلع يعني.." قلت لك:"مدري.. فعلا.. وضعنا يذكرني بالصداقات اللي بين الأجانب.. الرجال يشوف وحده تعجبه.. يصادقها.. ويعمل علاقة .. وبعدين كل شي ينتهي" وضعت يدك تحت ذقني وقلت:" كلامك قوي يا حبيبتي.. للدرجه هذي وضعنا صار صعب.." استدرت وانا اقول لك:" تحسبني مو ملاحظة.. انا فاهمة كل شي.." حضنتني إلى صدرك لمدة وهمست بإذني تقول:" تحسبيني أخونك.. صدقيني انا.... " سكتت ولم تكمل جملتك.. رفعت رأسي إليك.. كانت عينيك تمتلأ بالدموع.. شعرت حينها أنك تريد أن تقول: .... " طابت نفسي من الزواج يا سالي"..
..............................
كانت الصدمة أقوى.. لما دخلت يسرا.. صديقتي.. التي تهربت من صداقتها.. تفاجئت عندما عرفت انها هي زوجة بدر.. تجمدت لما دخلت البيت.. بينما ركضت إلي بدون مقدمات وعانقتني تقول:" مو معقول يا سالي.. مو مصدقة انك قدامي.. "
................
أحببت التزلج على نهر أوتاوا الجليدي معك يا يسرا.. كنت و بدر تتزلجان دائما.. عرضت علي تعليمي.. لكن رفضت خجلا من زوجك الذي لا يفارقك..ويرافقك إلى كل مكان.. لذا لم أجد من يعلمني.. فقط اكتفيت بمراقبتكما.. اذكر تلك المرة التي لاحظت فيها عيني بدر تتفحصني.. لما ازداد الجو برودة.. وأصبح لبس العباءة بالنسبة لي يشكل صعوبة.. تلك المرة.. غطيت رأسي بقبعة ريشية طفولية وشعري منسدل على كتفي.. مع جاكيت أنيق وبنطال.. كنت أمسك بالمظلة لأحتمي من قطع الثلج الرقيقة.. تفحصني بدر لدرجة انه لم يركز في طريقه.. ووقع على الأرض.. احمر وجهه خجلا.. ونهض عائدا.. إلى الجهة التي أقف فيها.. خفت في بادئ الأمر أن يكلمني.. ليس خوفا منه.. بل على مشاعر يسرا.. جلس على المرتفع الذي أطل من فوقه.. تفصلني عنه مسافة مترين.. دعته يسرا ليتزلج معها فرفض معتذرا بالارهاق..
كان يسترق النظر إلي في كل مرة.. أشرت ليسرا من بعيد لأخبرها أنني سأذهب.. فاستوقفني بدر.. وقال:"انتظري" تفاجئت وتفاجئت يسرا.. بينما ركض إليها .. سمعته يقول: " قولي لها تروح معنا.. زوجها موصيني عليها"
...........................................................................
لم أرك سعيدا بهذا القدر يا معاذ.. كنت تخبرني أن بدر سكن بالقرب منا.. بالشارع الذي يقابلنا.. كنت سعيدا للغاية.. تلك الليلة لم أعرف إلى متى سأعيش حياة مملة.. تحطمت لأنني لم أجد التخصص الذي أبحث عن بكندا.. يئست للغاية.. وقفت بغرفة خصصتها لأن تكون مرسما لي.. كنت أرسم وأنت تتكلم دون أن أعي أي حرف مما قلته.. فقط رنت ببالي كلمة واحدة.. :" مع الألم لذة.. وعندما يذهب الألم تذهب معه اللذة.. " لم أعرف من أين أتيت بهذه الفلسفة.. شعرت أن كلمتك فيها نوع من الصحة.. أتذكر عنما تعذبت لأنني أرغب بالزواج منك.. كانت الإثارة تملأني.. وعندما حصلت عليك.. فقدتها.. يبدو أنك تعني نفسك.. لأنك تتعذب من أجل زينب.. كنت مستمرا في حديثك.. استغربت لما قلت لي:" تخيلي أموت.. " تركت اللوحة.. وانا أنظر إليك.. أكملت تقول:" لا تخافين.. لو مت.. رح تبدأ الإثارة معك.." قلتها وأنت تضحك ملئ شدقيك.. كأنك تمزح.. للحظة شعرت ان ما تقوله حقيقة.. تذكرت أنني لمدة 7 سنوات وأنا أردد تلك العبارة.. " باتزوجك يا معاذ.. وبأسافر كندا..".. أذكر لما أخبرت صديقاتي بزواجي منك وعن سفري لكندا.. قالوا لي :" وش هالبنت اللي ما تقول كلمة إلا تصير.. إنتي اش قصتك.. وسيط روحي" قلت لك بحزن: "يعني رح تموت يا معاذ" قفزت إلي وأسقتطني أرضا وأنت تقول:" أحبك لما تفكرين كذا .."
..........................................................................
اشتهيت أن أقوم بعمل الـ"كبسة" .. تريد ان تعيش اجواء الجنوب هنا في كندا.. وطلبت أيضا " عريكة وعصيد" رفضت بشدة.. لأنني أريد أن أعيش حياتي بطولها وعرضها في كندا.. و لا أريد أن أرجع الذاكرة إلى الوراء.. رددت تلك العبارة" بأموت الليلة وأنا جايع.." رجوتك بأن تكف عن هذا الكلام.. كنت تستعطفني.. لأوافق.. دخلت للمطبخ.. بدأت أجهز الدجاجة التي اشتريتها.. والبهارات.. سمعتك ترفع صوتك " حبيبتي رح تسوي كبسة اليوم" رفعت صوتي وأنا أقول: " لا.. و ألف لا".. سمعت خشخشة عند النافذة.. دعوتك.. لترى ان كان قطا.. دعوتك.. فلم تجب.. فجأة كسرت نافذة المطبخ أمامي.. قفز أحدهم .. كان ملثما وبيده سلاح أبيض.. إقترب مني.. تراجعت إلى الوراء.. تجمدت.. لم أصرخ.. بل كنت أنتفض.. أمسك بي يقول باللهجة الانجليزية: "أين زوجك أيتها الجميلة" تسابقت أنفاسي بينما اقترب مني.. قال مرة اخرى" لنستمتع حتى يأتي زوجك.. صدقيني سيروقه ذلك كثيرا.." صرخت في وجهه
صرخة قوية.. شعرت انها هزت المنزل بأكمله.. أتى معاذ راكضا .. بينما كان يجرني إليه.. كنت تصرخ يا معاذ في وجهه .. ركلته بقوتك.. حتى أسقطت سكينه.. شجاع انت يا معاذ على الرغم من نحالة جسدك.. دخلت معه في عراك.. وانا أراك وأصرخ.. أسمعك وأنت تتوعده بأنك ستقتله لأنه لمسني.. ضرب برأسك بقوة على الحائط.. وأنت تصرخ وتأمرني بالهروب.. لم تطاوعني قدماي بالذهاب وتركك معه.. قال لك و أنت شبه فاقد للوعي.. " هذا مزحنا معك.. تنازل عن حقك.. لتحصل على حياتك.." تراجعت أدراجي إلى الوراء.. ركضت إلى منزل بدر.. طرقت الباب بقوة.. طرقته فلم يفتح لي أحد.. رأيت بدر قادم من بعيد بسيارته.. وقفت في وسط الشارع.. وأشرت له فتوقف.. لم ينزل من السيارة.. بل قال بالإنجليزية: "من أنتي.. ولماذا تطرقين الباب على زوجتي بقوة.."
....................................................................................
بالعناية المركزة بمستشفى "سيكيد".. ترقد والأجهزة على جسمك.. كنت أجلس أمام الغرفة على كرسي وبجانبي بدر.. تكلمت بصوت هادئ مع نفسي:" قلت للشرطة كل شي.. أحسهم مو مهتمين.. أكيد لأننا عرب.. أصلا هذا أول شي سألني عنه الضابط.. ولما قلت له عربية.. لطعني ساعة.." تأوهت .. واسندت رأسي للخلف.. أغمضت عيني وكأنني أغمضها على جمر.. فتحتها.. نظرت إلى نفسي.. الـ"بودي" الذي أرتديه مقطوع من جهة بطني.. والـ"شورت" قصير.. لم انتبه لقصره إلا عندما كلمني بدر ونظر للأسفل.. و مع ان الجو بارد جدا.. وكدت أتجمد من البرد.. الا انني شعرت بأن مياه ساخنة سكبت على جسمي.. لم أستطع الإلتفات جهته خجلا منه..
.....................
- لا تبكين يا سالي..
كنت أشهق بقوة.. أشعر بأن عاصفة قوية بداخل صدري.. دموعي تسيل.. أنوار الشارع تكسو ملامحي.. اقترب مني بدر أكثر هذه المرة.. شعرت أنه ينتهز الفرصة للإقتراب مني.. لا أعرف.. إن كنت أتوهم أو لا.. لا أعرف لما يراودني هذا الإحساس تجاهه.. أعاد عبارته يقول:" لا تبكين .. معاذ رح يصير بخير.." نزل بدر من السيارة .. وفتح لي باب ..كنا قد توقفنا عند مكان لا اعرفه .. أمسك بيدي يقول:" تعالي أساعدك تنزلين.." أحاطني بذراعيه وبجسده.. مع أنني أبديت له أنني لا أرغب بمساعدته ونزلت من السيارة إلا أنه أرغمني على ذلك.. شعور لازمني للحظة بأنه ينتهز الفرصة حقا.. نظرت إليه وأنا أفكر بذلك.. فقال لي:" اش فيك؟؟" أجبت بعد مدة..
- بدر فيه شي انا ماني فاهمته.. في أحد قاصد يأذي معاذ.. صح.. قولي مين؟؟ وانا رح ابلغ عنه..
اضطرب بدر قليلا.. وكأنه يخفي عني شيئا.. أطلت النظر إليه.. وضع كل يد من يديه على كتفي.. وقال: "خل ندخل البيت أول ورح أفهمك كل شي.. " أخذني بيده جهة بيت يجاور بيته فدفعته عني وقلت:
- فين بتاخذني..
يؤشر على البيت: - جوا
- وين جوا.. انت اش تحسب؟؟.. مارح ادخل انا وياك مكان واحد..
- لالا.. سالي لا تفهميني غلط.. هالبيت استاجره زوجك من يومين وقال انكم رح تنتقلون له..
- وليش ما قال لي؟؟
- ...
- قول لي اش فيه؟؟
- معاذ كان خايف عليك.. كان مهدد بالموت.. لقضية دخل فيها ظلم.. ما كان يبغى يزعجك.. الموضوع وما فيه.. معاذ حصل بالصدفة على أوراق تدين شركات عالمية ضد البلاد العربية.. الورق يثبت انه المصانع تحط تعمل منتجات غذائية مليئة بالأمراض والسموم..
- واحنا اش دخلنا.. اش دخل معاذ فيهم!! اش عليه..
- هو قال مثلك إش دخلني.. بس جاني يوم ينتفض.. يقول جاه هاتف بالمنام.. وأظهر له الأوراق.. وقال له.. الشهادة يا معاذ.. و...
- خلاص فهمت يا بدر..
لم أعد أشعر بنفسي.. إلا على السرير في مكان لا أعرفه.. وبجانبي بدر.. وامرأة عجوز لا أعرفها.. ضايقتني أصابع بدر في خصلات شعري..
.....................................................................
لست أعرف حتى الآن ماذا يحصل معي.. قدري هو قدري بأن أنزف حتى آخر لحظة.. فتحت عيني بوجه بدر.. قلت بنفسي:" هذا الرجل لا يفارقني ابدا.." قلت لي: هاتي يدك..
- لا أقدر أقوم بنفسي..
نهضت متعكرة المزاج من وجوده معي أكثر من وجوده مع زوجته.. غسلت وجهي وأنا أفكر.. " قد يكون يهتم بي بحسن نيه.. قد يكون معاذ وصاه علي كما يفعل في كل مرة.. سأحسن الظن.." ركزت قليلا في المرآه بعد أن
أحسست بأنفاسه من خلفي.. وجه بدر معي في المرآه أيضا.. حقا الوضع لا يحتمل.. قلت بذوق: بدر تعبتك معي.. ارجع .. تلاقي يسرا تنتظرك..
- تركتها نايمة.. لا تشغلين بالك..
- والله انا خجلانة منك..
- آ..
التفت إلى الخلف.. عينيه أبدت مكر.. قلت: تبغى تقول شي؟؟
- بتزورين معاذ؟؟ ..
- اكيد.. رح أزوره.. ليه فيه شي؟؟..
- لا.. بس معاذ موصيني عليك.. ما أقدر أخليك تطلعين بروحك..
شعرت بالخبث يسري في دمه.. فسكتت.. ثم عدت وقلت لنفسي:" قد يكون محقا.." قلت له:
- إذن!!
- في الوقت اللي تبغين تزورينه.. اتصلي علي.. اوكي..
- آها.. أوكي يا بدر..
قلت آخر جملة بنغمة ساخرة.. مما سبب في إحراجه.. غادر بسرعه.. بينما كان جوالي يرن.. فتحت الخط..
- آلو.. مرحبا يسرا..
- سالي.. مري علي البيت.. طفشانة لوحدي..
- وبدر وينه!!
- يقول عنده رحله تطبيقية ومن امس ما شفته..
- ... رحله تطبيقية؟؟ ..
انتبهت لوجود ملابس غير ملابس معاذ معي على السرير.. فأغلقت الخط الخط بسرعة.. ودعوت المرأة العجوز " إليزا " التي تسكن معي.. وسألتها عن الملابس فقالت:
- هذه ملابس صديقك الذي بات معك طوال الليل.. وخرج للتو من البيت..
..................................................................................... كنت تتأوه أمامي يا معاذ.. أشعر أنني سأفقدك.. لا أعرف لما أتمسك بك أكثر من قبل.. أثرت في قلبي غيرتك علي من ذلك الكندي.. أصبحت بطلاً بحق.. الذي لطالما كتبت عنه في رواياتي.. معاذ.. أنت حقا بطل.. تسعى لحماية بلدك.. واستجبت لدينك.. أنت رائع يا معاذ.. رائع جدا.. كم أهملتك.. وتجاهلت حبك.. لكن الآن.. أحبك.. أكثر من أي وقت مضى.. أحبك..
....................................
كنت خارجة من المشفى.. شعرت بدوار طفيف.. دائما أشعر به إذا رأيت الجروح والدماء.. خرجت وأنا أدعو لك بالشفاء.. التقيت بدر.. عرفت سيارته من قبل أن ينزل منها.. وعلى وجهه علامات تضجر.. عرفت لأنني ذهبت إلى المستشفى بدون علمه.. فتح لي باب السيارة.. ركبت دون أن ينطق إحدانا بكلمة.. تذكرت المعطف الذي أعطاني إياه ليلة الحادثة ليغطيني به لما كدت اتجمد من البرد.. احمر وجهي بمجرد تذكري لملابسي الداخلية التي كنت ارتديها.. اعطيته معطفه فوضعه جانبا.. دون ان يتكلم..شعرت انه سينفجر..
مررنا بجانب النهر المتجمد.. وشدني الثلج والمتزلجون.. قلت له أن يتوقف.. بالفعل توقفنا.. ونزلنا.. وأطللت كعادتي.. لأرى المتزلجون.. وبدر يراقبني واقفا خلفي.. نزل الى المجرى المتجمد وانا أراقبه من فوق.. وبيده حذاءي تزلج.. لبس احداهما.. وطلب مني أن ألبس الأخرى.. قلت: ما أعرف..
- حاولي..
- لا.. أخاف..
- تعلمي.. ورح تعرفين .. سوي مثلي..
بدأ يتزلج أمامي.. يقول:" حركي رجلينك.. وأوزني جسمك.. يله جربي ورح أساعدك.. " جلست أنظر إلى الحذاء .. فاقترب مني وخلع حذاءي بيده وألبسني إياها بسرعه وقال: بأقعد سنه و أنا أستناك..
كنت خجولة كثيرا.. خصوصا عندما أنزلني بنفسه من فوق.. ولم ينتظرني لأنزل من المكان المخصص للنزول.. كان يتعمل معي كطفلة لا أكثر..
وقفت يحيطني بذراعيه من الخلف.. علمني حتى مللت ولم يمل هو.. بل أبدى انسجاما واستمتاعا بكل خطوة.. وبعد أن تمكنت أخيرا من التزلج.. أرهقت كثيرا.. شعرت بنفسي.. كشخص يهوي من مكان عال.. شممت عطر رجالي.. رفعت رأسي .. وجدتني أغفو على صدر بدر..
....................................................................
سمعت رنين رسالة وصلت على جوالي.. كتب فيها:" آسف.. ما كنت أدري إنك حامل.. بس الحمد لله الدكتور طمنني انك تمام والجنين بخير.. أكرر أسفي.. بدر".. تمتت مع نفسي.. " متى أخذ رقمي هذا.. أووف" نهضت وأنا أتأفف.. دخلت الصالة.. وجدت إليزا المسنة.. وقفت تلك العجوز..
عرفتني على نفسها.. وقالت بالانجليزية: أنتي حامل بالشهر الثالث.. وستبدي بالرابع.. طلب صديقك مني الاهتمام بك..
لم أجبها.. لحقت بي تقول: هل تنويان الزواج.. خصوصا سيكون لديك طفل..
هذه الكلمة أزعجتني.. ماذا أشرح لها.. لزمت الصمت.. سألت مرة أخرى تقول: قد أزعجك بأسألتي.. لكن هذا آخر سؤال.. أنتي مسلمة!!
- نعم.. كيف عرفتي..؟؟
- انتم قليلو الكلام أيها المسلمون؟؟.. لا تتكلمون عن دينكم ولا عن عاداتكم..
فعلا نحن نهمل هذا الجانب.. أيقظت هذه العجوز إحساس الفخر بديني.. تحكي لي عن مريم العذراء.. وعيسى.. ولم أفكر يوما بأن أحكي لها عن الإسلام.. تكلمت لها عن بعض القصص النبوية.. أجبت بعض أسألتها.. لكن في كل مرة ينقطع حوارنا وأقول :" لست متمكنة .. لا أعرف"..
.......................................
كنت قد دخلت بالشهر السادس.. مللت المكوث في المنزل.. واعدت يسرا بأن نلتقي في الحديقة العامة.. كان الجو رائعا.. كنا قد خففنا ارتداء ملابسنا الثقيلة فالجو بارد لكنه رائع بالنسبة للشهور السابقة.. دار بيننا حوار خلال تمشيتنا تلك.. : سالي.. بترجعون ابها؟؟
- اذا خف معاذ يصير خير..
- هو صار يتكلم معك.. صح؟؟
- ايوه.. بس ما يقدر يتحرك.. حالته صعبه..
- أوه.. الله يشافيه..
- بس بيني ويبنك.. حبيت الحياة هنا.. ما أبغى ارجع السعودية.. يا ليت لو نستقر..
- بالعكس.. انتظر الساعة اللي نرجع فيها للسعودية.. اشتقت لأهلي.. وصاحباتي.. حتى مربيتي المغربية إشتقت لها.. تخيلي ربتني من صغري.. وإختي مربيتها جزائرية.. متعلقة فيها مرة.. انتي مربيتك اش جنسيتها..
- آه.. ضحكتيني بسؤالك يا يسرا.. خلني من المربية.. أنا صار لي فترة أهل معاذ يتصلون.. ويسألون عنه وأنا أصرف.. أخاف يجون هنا.. ويرجعونا غصب..
- أنا ما ادري ليه يا سالي ما تبين ترجعين؟؟
هطلت قطرات مطر هادئة.. شعرت بها على جسدي.. تذكرت قطرات المطر الممزوجة بالتربة والتي تقطر في أنحاء متفرقة من سقف المنزل.. تذكرت أمي التي تضع صحون وأحيانا قدور لمنع ذلك.. وبعد انتهاء المطر.. تبقى الآثار البنية تعطي علامتها على جدران كل غرفة..كانت بيئة متلوثة.. كانت آمالي على أن يصبح معاذ غنيا كي أعود فتاة شريفة.. وسيدة مثلك يا يسرا.. خصوصا أن معاذ.. قد يموت وقد يكمل حياته عاجزا.. في النهاية سأعود لذلك المنزل..
.....................................................................
كنت قد افتتحت مرسمي بالمنزل.. بدأت أرسم اللوحة.. رسمت تفاصيل شكل لوجه بدون ملامح.. شعرت بأحدهم خلفي.. التفتت وانا ادعو: "من.. ؟؟ليزا!! " التقت عيني بعيني بدر.. قلت وكأنني أتظاهر بالسعادة لأخفي ارتباكي..
- مرحبا.. بدر.. كيف حالك؟؟
مددت يدي لك لأصافحه.. ابتسم مستغربا حسن تعاملي معه.. رفع يدي وقبلها.. تظاهرت بأن ذلك عادي..
- بخير..
أنزلت الفرش والألوان.. فأمسك بيدي وقال: كملي.. أحب ان أراك وأنتي ترسمين
- شكرا لأنك تطمن علي.. بصراحة أنا..
اقترب مني بدر.. وأغلق زرار بجامتي المفتوح.. كنت تبتسم عنما تحسست نبضات قلبي الذي يكاد يقفز من صدري.. سقطت الفرشاة من يدي لما دعتني السيدة اليزا .. تركته وذهبت إليها.. انا مدينة لها .. أنقذتني من هذا الموقف المحرج.. كانت تعاتبني.. تقول: أخبرتني أن دينك يرفض ما تفعلينه مع بدر.. كيف تريدين أن تحترمك دولتك الإسلامية وتحقق لك ما تتمنينه و أنتي لا تحترمين دينك وعاداتك.. كيف تقولين أن الله ضمن لنا السعادة إذا أطعناه.. وسنصبح تعساء إن عصيناه.. يا للعار!! لن أسمح لك بمقابلته مرة أخرى..
خطبة دينية رائعة بلسانك يا اليزا.. تنهيني عن المنكر وأنتي نصرانية الديانة.. كلا.. إنها رسالة الاهية .. أنطقك الله بها..
..........................................................
انتفضت وأنا نائمة.. وجدت بدر بجواري.. يهدئني.. ويسكب لي كوبا من الماء.. شربته وبعيني استفهام عن وجوده في ساعة متأخرة من الليل.. وقفت وإتأكت على النافذة.. كنت تنظر تجاهي على الرغم إضاءة الشارع الخافتة.. كانت عينيك تلمع بزرقة نور الشارع.. كنت مضطرب لدرجة أنني خفت منك.. خفت أن يؤذيني.. مع أنني أثق أنك الوحيد الذي لن يؤذيني.. سألتك لأجس نبضك: بدر انت متضايق؟؟
- ايه متضايق؟؟ متضايق حيــــــل..
- في مشاكل بينك وبين يسرا؟؟
- سالي أنا أحس بكآبة..
- من؟؟
- سالي إنتي مو حاسة بشيء!!
رفعت جسمي بصعوبة.. وأنزلت قدمي.. قفز بدر يقول: ارتاحي انتي وأنا رح أجيك..
جلس بجواري.. أمسك بمعصمي.. ثم قال: ساعتك رائعة..
قالها مع أنه كان يتحسس جسدي.. لا ساعتي.. طال الصمت وهو يتنهد.. وأنا أحدق للأسفل.. أمسك بإحدى خصلات شعري فقلت:
- ليش داخل مع الشباك؟؟
- هالعجوز منعتني أدخل البيت..؟؟ تقول حرام.. هي أسلمت!!
ضحكت ثم قلت: طيب قول اللي بخاطرك!!
- أقول وما تزعلين!!
- .. ..
- رح أقول كل شي.. بس اسمعيني للنهاية.. إعتبريها مشكلة وساعديني أحلها..
- طيب..
- أحبك .. أحبك.. .. كنت أحب يسرا حب مجانين.. بس من شفتك.. ما أعرف إش صار لي.. أنا.. ..
ـ خفض رأسه للأسفل.. لم أعرف ماذا أفعل.. وضعت يدي فوق يده.. فشعرت بقطرات دموعه فوق يدي.. أكمل يقول:
- أنا أحتقر نفسي.. لأني أخون يسرا.. وأخون صديقي.. بس صدقيني غصب عني.. كل اللي يصير لي ما لي سيطرة عليه..
منظر مؤلم رؤية رجل يبكي من أجل امرأة.. يعشقها ويتمناها..ولا يستطيع أن يجعلها ملكا له..
................................................................................
وضعت يدك يا معاذ على بطني بعد أن طلبت مني ذلك.. شعرت بابنك يتحرك في أحشاءي.. تمنيت أن أسميه بإسم والدك ووافقتك.. كنت تتمنى أن تكلم والدتك لكنك كلما تذكرت خوفهم عليك.. تذرف دموعك.. وتصرف نظر عن هذه الفكرة التي تزلزل كياني.. لا أعرف هل هي تضحية براحتك من أجل راحة أهلك.. أم هي من أجل راحتي أنا.. لست أعرف حتى الآن إن كنت ملكت قلبك أو لا..
دوما أسألك إن كنت تحبني أم لا.. كنت تعدني دائما بأنك لن تخونني مع أي امرأة أخرى.. كنت أعرف أنك مجرد زوج وفي.. وهذا يكفيني..
............................
شكت لي يسرا من جفاف بدر معها.. أخبرتني بأنه يتغيب كثيرا عن المنزل..
- يا سالي بدر ما صار يحاكيني.. إذا عاتبته يبكي ويقول ارحميني.. يتهرب مني.. شكلي رح أرجع السعودية الوضع لا يطاق..
- هدي بالك.. لا تتسرعين.. بعدين إنتي شكيتي بس هالأسبوع.. إعذريه.. أكيد يمر بظروف.. ورح يرجع أحسن من أول ..
- أي أسبوع بدر من 3 شهور متغير..
قلت بنفسي:" قصدك من الوقت اللي شافني فيه.."
- اش رايك نتمشى شوي بالحي!!
- ايه.. بس بأروح البيت.. آخذ البالطو وبأجي نطلع سوا.. دقايق وانا عندك..
- أستانك يا يسرا..
ذهبت إلى غرفتي.. لأغير ملابسي.. خفت ومن وجود بدر على سريري.. ارتبكت وقلت: هلا بدر..
تلفتت وقلت لك: يسرا كانت عندي.. اطلع ما أبيها تدري إنك هنا..
- سالي انا مو قادر ارجع البيت.. أبغى أعيش هنا معك..
- إنت مجنون.. أرجوك بدر.. ..
- مستحيل أضرك.. بس قاعد أقولك اللي أتمناه..
- بدر.. يسرا وصلت الجرس يرن..
- رح أنفصل عن يسرا.. عشان أقابلك براحة..
- بدر.. أرجوك..
- أحبك يا سالي.. ارحميني..
سمعت أليزا تفتح الباب وتقول لنا بعد أن رأتنا معا.. "يسرا قادمة.."
سمعت خطواتها تقترب من الغرفة.. أرغمته على الوقوف.. ودفعته بينما جهة النافذة إلا أن يسرا دخلت الغرفة.. بينما دفعت بك خلف الباب وأجلستك على الأرض ورميت فوقك مجموعة ملابس.. تقدمت خطوتين للأمام.. بينما تعثرت قدمي واتكأت بيدي على الباب وبقدمي على ساقك.. لم تنتبه لك.. وقالت :جاهزة.. قلت: أجل .. اسبقيني إلى الخارج..
..............................................................
سأنهي الشهر السابع.. جنيني يكبر يوما بعد يوم.. كنت مسترخية على الكنبة.. كنت أرتدي ثوبا قصيرا.. ويدي مكشوفتان.. تأملني بدر وأنا أمسك بهاتفي..