صح ابو هايل ونقطتين لك
اسمه جواتاما
بوذا ( 563ق.م. - 483 ق.م. ) و اسمه الأصلي الأمير سيدهارتا مؤسس
الديانة البوذية إحدى الديانات الكبرى . أبوه كان حاكماً لإحدى المدن في شمال
الهند على حدود
مملكة نيبال . تزوج في السادسة عشرة من عمره إحدى قريباته و في مثل سنه . و قد ولد في الأبهة و الفخامة ، و لكنه كان في غاية التعاسة . فقد لاحظ أن أكثر الناس فقراء ، و أن الأغنياء أشقياء أيضاً ، و أن الناس جميعاً ضحايا المرض و الموت بعد ذلك . و قد فكر بوذا كثيراً ، و اهتدى إلى أنه لابد أن يكون في هذه الحياة العابرة شيء أبقى و أنقى من كل ذلك .
بوذا
و عندما بلغ الحادية و العشرين من عمره و بعد ميلاد ابنه ، قرر أن يهجر هذه الحياة و يتفرغ تماماً للتأمل في أمر الدنيا و البحث عن الحقيقة . ترك كل شيء و تحول إلى متسول مفلس ، و درس على أيدي عدد من رجال الدين ، و بعد أن أمضى بعض الوقت اكتشف أن الحلول التي يقدمونها لمشاكل الحياة ليست كافية . و كان من المعتقد في ذلك الوقت أن الحل الوحيد لمتاعب الدنيا هو الزهد فزهد في كل شيء . و امضى سنوات لا يأكل و لا يشرب إلا القليل . و لكنه عاد فاكتشف أن تعذيب الجسد يملأ العقل ضباباً و يحجب عن النفس رؤية الحقيقة فعدل عن الزهد إلى حياته العادية يأكل و يشرب و يجلس إلى الناس . و في العزلة أخذ يتأمل مشاكل الناس . و يذكر عنه تابعوه أنه في إحدى الليالي بينما كان يجلس تحت شجرة تين ، تساقطت عند قدميه هموم الدنيا كلها و عرفها و اهتدى إلى حلها ، و أمضى الليل كاملاً يتأمل فلما طلع النهار أيقن تماماً أنه عرف الحقيقة ، و أنه أصبح بوذياً أي إنساناً مستنيراً . و بعد وفاة
بوذا انتشرت
الديانة البوذية على مهل . ففي القرن الثالث قبل
الميلاد تحول
الإمبراطور الهندي أشوكا إلى
الديانة البوذية مما أدى إلى انتشارها في
الدول المجاورة . كما أنها دخلت
الصين و أصبح لها أتباع كثيرون . و من
الصين انتقلت إلى
كوريا و
اليابان . و لم تسجل
تعاليم بوذا إلا بعد وفاته بوقت طويل . كما أن ديانته هذه قد انشقت بعضها على بعض .
مبادئ
السلام وترك
العنف قد كان لهما أعمق الأثر في الحياة
السياسية لكل
الدول التي آمنت
بالبوذية.
" لو عاد
بوذا إلى الحياة لوجد أن أشياء كثيرة قيلت على لسانه ، و أن أساليب في الحياة قد اتخذها أتباعه ، لم يكن ليستريح هو لها .