عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 06-30-2010, 07:35 PM
 
50 مدرعة لحماس بشروط!!


الضفة المحتلة-فلسطين الآن- خاص-

بعد أيام من موافقة الأجهزة الأمنية الصهيونية على السماح بوصول سيارة مرسيدس مصفحة، من طراز "أس 600 "، موديل 2010، مضادة للرصاص، إلى زعيم فتح محمود عباس، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "السلطة الفلسطينيّة ستتسلم قريباً 50 ناقلة جند مدرعة كانت موسكو قدمتها قبل بضع سنوات، لكن (إسرائيل) عارضت تسليمها".


لافروف الذي كان يتحدث في رام الله مع عباس قال: "لقد أرسلنا للفلسطينيين خمسين آلية مدرعة، ووصلت إلى الأردن ونأمل أن تصل إلى هنا في الأيام المقبلة



يأتي ذلك في وقت لا زالت غزة محاصرة ، بحرا وجوا وبرا ، للحيلولة دون وصول السلاح إلى المقاومة بغزة ، وهو الحق الذي كفلته المواثيق الدولية لأي شعب تحت الاحتلال ، بل جيًّش كيان الاحتلال العالم المتآمر بأسره للمساعدة في وقف تدفق السلاح لغزة .. فكان الاتفاق الأمريكي الصهيوني المصري... مراقبة السفن الحربية لعرض البحر لترصد السلاح.. وبناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع القطاع ، هذا فضلا عن مراقبة الأقمار الصناعية التجسسية.

كل هذا يجري في غزة التي تحكمها حماس منذ إنهاء تمرد فتح الأمني بغزة عام 2007 ، بيد أن ذلك لم يردع فتح وماكينتها الإعلامية من الترويج من أن حماس بغزة تنتهج نهجها وتسير على خطاها في محاربة المقاومة والاعتراف بكيان الاحتلال وأنه لا فرق بين ما يجري في الضفة وغزة.


"إن كان ما سبق من مقاربة بين قيادة الضفة الغربية وقيادة غزة صحيحة، كما يدعي البعض، فلماذا يحاصر قطاع غزة، وتفتح الطرق المغلقة لقيادات الضفة الغربية؟ لماذا تمنع (إسرائيل) السيارات، وقطع الغيار، والتجهيزات، والمعدات الصناعية من الدخول إلى غزة، وفي الوقت نفسه تسمح بدخول كل أنواع السيارات، والرفاهية، ولاسيما سيارات مصفحة لعباس؟ لماذا يمنع سفر سكان قطاع غزة، وتسافر قيادات الضفة الغربية إلى حيث شاءت، ويسمح لبعضهم بالسفر حتى تل أبيب، ليرضع حليب ثديها، ويسهر لياليه في نواديها ؟، لماذا يسمح لهذا ويمنع عن هذا؟ لماذا تحاصر غزة بحرياً بحجة منع تهريب السلاح، وفي الوقت نفسه تسلم (إسرائيل) شحنات أسلحة للسلطة الفلسطينية في رام الله ؟ يتساءل الدكتور فايز أبو شمالة في مقال له.

وبالتضاد يتضح المعنى ، لو تخلت حماس عن نهجها وفكرها المقاوم ، ولو باعت حماس كما باع السابقون "أول الطلقة وأول الحجر" الحقوق والثوابت بثمن بخس دراهم معدودة ، ولو اعترفت حماس بكيان الاحتلال ، لما كان شيء اسمه حصار ، ولما اغتيل قادتها ، ولما شنت حرب شعواء عليها ولما بني الجدار الفولاذي المصري الخانق لغزة ، ولرأينا السلاح والمدرعات تتدفق على غزة ما دام في الأمر خدمة لأمن الاحتلال.


فالحق يقال ، أن السيارات المصفحة والمدرعات العسكرية لم تأت لحفظ أمن المواطن الذي طمس تحت بساطير أزلام دايتون التي لم تترك صغيرا ولا كبيرا ولا شيخا ولا امرأة ولا أسيرا محررا إلا وأذاقته مرارة الاعتقال والعذاب لا شي إلا لأنه يتمسك بثقافة الحجر والرصاص لا المفاوضات والاستسلام.

ولو كان لدى أجهزة مخابرات الاحتلال أدنى شك من أن تلك الوسائل العسكرية قد تستخدم ضد جنود الاحتلال لما نظر في أمر الموافقة على تسلمها لسلطة فتح ، لكنه أيقن أن من يتسلمها هو الفلسطيني الجديد الذي أوجده بالضفة بمساعدة الجنرال الأمريكي دايتون ، لمحاربة المقاومة وحفظ أمن المغتصبين وإعادتهم لأهلهم في حال دخلوا مدن الضفة المحتلة بالخطأ ، دون أن يفكر أحد مجرد تفكير أن يحتجزهم كـ"أصدقاء لشاليط ".

غزة إذن في أيد أمينة ، رغم مرارة الحصار وكثرة الآلام والعذابات ، تبقى عنوان للعزة والكرامة وتعبير صريح عن الشارع الفلسطيني الذي يتمسك بالمقاومة لاستعادة الحقوق وحفظ الثوابت التي ضيعتها المفاوضات العبثية العقيمة التي لم تجلب لنا إلا مزيدا من العذابات والاستيطان وسلب الأراضي.

وأخيرا ، لو جاءت المدرعات الخمسين لحماس في غزة ، ووصلت السيارة المصفحة لهنية في غزة لقامت الدنيا وما قعدت قبل أن ترجم حركة حماس بأقذع الأوصاف ،

ويطرح ألف سؤال بلا جواب؟!



ويبقى الشارع الفلسطيني يتسائل لمَ هذا الكرم الصهيوني
على سلطة رام الله بالسلاح والعتاد والمدرعات !!!
__________________
رد مع اقتباس