و فجأة فُتح الباب بعنف لتظهر فتاة ذات شعر رمادي و عينين بنيتين، و حالا انصرفت أعين الجميع تنظر نحوها.
مايا في سرها:" يا ويلي ".
بينما صرخ بها المعلم:" ما هذا يا مايا؟ ".
و لم يكن من مايا سوى أن تنكس برأسها و هي تقول بخجل:" أنا حقا آسفة ".
صمت المعلم قليلا ثم رد:" بما أنها أول مرة فساسمح لك، و لكن إذا كررتيها فستتحملين النتيجة ".
دخلت مايا و ذهبت لمقعدها، و ما لبثت أن جلست حتى انتشر الماء في مقعدها و تحته، و بسرعة نهضت لترى بالونا.. ففهمت حالا أنه كان مملوء بالماء.
بينما انفجر الطلاب بالضحك.
هيرو و هو ما يزال يضحك:" هذا عيب لك يا فتاة ".
و تدخل ليون:" معك حق، إنها فتاة كبيرة لتبلل ملابسها ".
شعرت مايا بخجل كبير، و صعب عليها البقاء و أعين الجميع تفترسها، فخرجت حالا و هي تتجاهل الجميع حتى المعلم الذي يطلب منها البقاء.
نظر المعلم للجميع نظرات تحمل غضبا جعلت كل منهم يصمت خوفا من الآتي.
المعلم و هو يصرخ:" من فعل هذا؟ ".
و تأمل وجوه الطلبة إلى أن وقع بصره على ليون، فأضاف:" إلى المدير يا ليون ".
ليون بسخرية و استفهام:" هل يمكن أن يعلم هذا المتهم ما جريمته؟ ".
و سخر المعلم بدوره:" ما رأيك بإثارة الفوضى؟ أم إضاعة الوقت؟ ".
و أردف في تحد:" أتريد المزيد؟ ".
ليون بتذمر:" لست من فعل ذلك ".
و أشار بيده لأحد الأشخاص:" إنه هيرو ".
صرخ هيرو بدوره:" و تُسمي نفسك صديقا ".
المعلم و هو ينظر لهيرو:" لقد خيبت آملي حقا ".
ليون في سره:" المظاهر خادعة ".
بينما هيور يكتم ضحكته و هو يتذكر موقف مايا.
المعلم لهيرو:" إلى المدير ".
هيرو و هو ينهض:" كما ترغب ".
و خرج.
.....
ذهبت مايا لحديقة المدرسة و جلست على إحدى الارجوحات.. قالت لنفسها:" من تحسب نفسك يا هذا؟ ".
ثم أردفت في حزن:" ستدفع الثمن ".
و بدأت تمرجح نفسها.
.....
اتصلت اياني بأحد الأشخاص و هي تقول:" إن PIRAT تحميها، و يبدو هذا أمرا أكيدا ".
ثم اطلت للنافذة و هي تلمح مايا، فزفرت بضيق ثم أضافت:" كما أخبرتكم، أحذروا ".
و أغلقت السماعة.
ثم ذهبت و فتحت الباب.
سألت بدهشة:" على حسب علمي فالدوام يمتد حتى الساعة الثالثة ".
إلا أن الأخيرة دخلت و هي لا تُعير اياني اهتماما، و من ثم قصدت غرفتها.
لحقت بها اياني لتسألها عدا أن مايا أغلقت الباب خلفها ثم استلقت على سريرها و سرحت بتفكيرها.
اياني في سرها:" ما الذي أصابها يا تُرى؟ ".
ثم عادت لغرفة الجلوس و شغلت التلفاز.
.....
صرخ هارو بالرئيس:" لقد دمرت SPC و سرقت البطارية، آن لتلك المشعوذة أن تُعاقب ".
الرئيس بهدوء و هو لا يُعير هارو اهتماما:" كل ما يهمني الآن هو سكاينت ".
ثم أردف في حزم:" و إذا علمتُ أنها أُصيبت فسألحقك براي، أفهمت؟ ".
اشتعل هارو غضبا ثم خرج من مكتب الرئيس و هو يقول في سره:" سيأتي يوم تحصد فيه ما زرعته أيها الرئيس ".
ثم ابتسم في مكر.
.....
قالت مايا في سرها:" أن تاريخ ميلادي هو 24\12، يا ترى ما قصد والدي؟ ".
أخذت بعدها تتفحص غرفتها إلى أن لمحت دمية على شكل سانتا كلوز (بابا نويل).
فنهضت صارخة:" كم أنا غبية ".
ثم سابقت الريح لتصل حيث تجلس اياني، فقالت لها بحماس:" سنذهب لهوكايدو.. استعدي ".
و حالا نهضت اياني و هي تسأل:" هل يمكن أن أعرف السبب؟ ".
مايا بثقة:" منزل أسرتي هناك.. و أعني المنزل الذي تجتمع فيه العائلة ".
ثم أردفت في سعادة:" هناك تكون وجهتنا ".
اياني ببرود و هي لم تقتنع بعد:" و لم ذلك المنزل بالتحديد؟ ".
مايا بهدوء:" تاريخ ميلادي قال ذلك ".
و حالا صرخت اياني:" ماذا!!!!! ".
فبدأت مايا تفسر:" يوم الرابع و العشرون من كانون الأول هو أول أيام الكريسماس (عيد الميلاد).. و هو نفس تاريخ مولدي، و في الأعياد كنا نجتمع في ذلك المنزل ".
اياني و هي تفكر:" فكرة معقولة ".
ثم صرخت بحماس:" هيا إذن ".
ذهبتا للمطار و حجزتا تذكرتين، ثم بقيتا تنتظران.
و أثناء ذلك غفت مايا فاستغلت اياني ذلك و اتصلت بأحدهم و قالت له:" وجهتنا التالية هوكايدو ".
رد الشخص (يبدو أنه رجل):" حسنا، سنتابعكما هناك ".
و بعد مدة ايقظت مايا لتنبها أنه موعد الرحلة، و بعدها اتجهتا لطائرتهما.
مرت كذا ساعات حتى حطت الطائرة، فنزلتا منها و من ثم قصدتا أحد الفنادق و أجرتا غرفة لشخصين.
و هناك (في الغرفة) صرخت اياني بمايا:" عم نبحث بالضبط؟ ".
مايا بيأس:" لا أدري ".
صمتت اياني لتفكر ثم ردت و كأنها تذكرت أمرا:" و ماذا عن الرسالة؟ ".
و حالا أخرجتها مايا و شرعت تقرأ:
(ستجدينا نُغني على ايقاع الزمن، و نرقص على الورد مع موسيقى الحياة، هناك سأنتظرك الدهر و سأضع على كاهلك عبئا ثقيلا، فكوني دوما كما عرفتك).
اياني مقاطعة:" ما هذا بالضبط؟ ".
ثم قالت في سرها:" ألغاز راي غريبة حقا ".
نهضت مايا و هي تُجيبها:" سنذهب غدا لمنزل العائلة، لا خيار أمامنا ".
اياني و هي تنظر للخارج من النافذة:" يبدو بأنه المفروض ".
و كان هناك شخص في الأسفل ينظر لها، و بعدها تابع طريقه و هو يقول في سره:" يبدو بأن اجتماعنا لن يطول أيتها المشعوذة الظل ".
.....
اتصل هارو باليانور و هو يسألها عن مايا فردت بلا مبالاة:" بحسب علمي إنها في هوكايدو ".
فصرخ هارو:" ماذا؟ و لم تذهب هناك؟ ".
اليانور ببرود يماثل الثلج:" سكاينت يستحق الكثير ".
.....
و صباحا توجهت كل من مايا و اياني للمنزل على سيارة أجرة، و في الطريق أخذت الذكريات تعود لمايا.. هنا على هذه الحديقة كانت أول رحلة، و تلك مدرستها القديمة.. و هنالك منزل العم ايتو.
و بعد كذا دقائق وصلوا، كان المنزل يبدو كالقصور الانجليزية القديمة بينما فُرشت أمامه حديقة واسعة.. بينما رُصت الأشجار بعناية لتمنحها بهاء من نوع آخر.. إلى جانب الأزهار التي توزعت هنا و هناك لتحكي عن سحر خاص و تمنح شعورا طيبا من نوع عجيب.
توقفت السيارة عن باب المنزل.. و قد كانت أمامه نافورة متوسطة الحجم.. جميلة المنظر.
نزلت اياني و هي تنظر للمنزل بانبهار ثم سألت مايا:" أنت لم تقولي لي أنك تعيشين هنا ".
مايا بلا مبالاة:" و هل كان هذا ضروريا؟ ".
اياني بفرح:" أتمزحين؟ إنه قصر ".
و بعدها دخلتا لقاعة الاستقبال حيث كان في وسطها سلما كبيرا بلون أبيض بينما الجدران ذهبية اللون، و في وسط الساحة سبع رسومات على البلاط.. منتظمة على شكل دائري.. كل رسمة تبدو كوردة، و جميع الرسومات ملونة بالتناوب كألوان قوس قزح.
نظرت اياني حولها بانبهار.. و هي تتفحص هذا القصر المثير، و فجأة انتبهت لتسأل مايا:" و لكن أين الخدم؟ ألا يعيش أحدا هنا ".
مايا بحزن:" كان يعيش جدي.. و لكن كما سمعت اضطر للذهاب لألمانيا، و منذ ذلك الحين أصبح فارغا ".
.....
و مساء استلقت يوكي على سريرها و هي تسأل نفسها:" ما سر مايا؟ ما الذي أصابها؟ ".
و وجدت نفسها داخل عاصفة من التساؤلات.. لتفكر:" ما الذي تخفيه مايا بالضبط؟ ".
بينما أخذ ليون يتدرب في ملعبه الذي في منزله، فسجل سلة ثلاثية و من ثم هتف بحماس، ثم تذكر يوكي و شجاراتها معه فابتسم.. سرح قليلا لكنه ما لبث أن عاد لتمرنه.
أما هيرو فقد فتح حاسوبه و أخذ يبحث عن معلومات عن المشعوذة الظل.. كان عازما على القبض عليها، و لفتت انتباهه أحد المواقع و قد كُتب فيه:
(مشعوذة لأن مهاراتها و قدراتها أقرب ما تكون خيالية.. ظل لأنه يصعب الامساك بها، إنها فتاة كالشبح.. تظهر بلا مقدمات و تختفي كذلك.
تلبس الظلام و ترتدي دائما خوذة.. لم ير أحد وجهها، و هي بحسب اعتراف بعض جريئة و لا تخش أحدا.. لا تأبه إلا لهدفها، و المثير أن Interpol (الشرطة الدولية) تحقق في أمرها ).
قرأه هيرو ثم زفر بضيق و هو يقول:" يبدو بأن الأمر أصعب مما تصورت ".
.....
و أثناء سير اياني في القاعة سمعت صوتا ثم اختفى الصوت.. و عندما تحركت مجددا سمعتها، نظرت للبلاط ففهمت.. كل من تلك الوردات عن السير عليها تصدر صوتا.. فوجهت سؤالها لمايا التي في المكتبة:" ما قصة هذه الرسومات؟ ".
مايا و هي تقلب صفحات أحد الكتب:" كل وردة تصدر صوتا موسيقيا: دو – ري – مي – فا – صول – لا – سي، و على حسب ترتيب الألوان في قوس قزح ".
اياني مقاطعة:" إذن يقابل الوردة الحمراء الصوت دو، و البرتقالية ري.. و هكذا ".
مايا بهدوء:" بالضبط ".
فكرت اياني و هي تنظر للوردات السبع، و سريعا ما هتفت بحماس:" قال (نغني على ايقاع الزمن) أي قصد المرح في الماضي.. و ذكر الغناء لأنه أقرب إلى النفس و محبب لدى الجميع، بينما قصد بالورد في رسالته هذه الوردات السبع ".
ثم أضافت و هي تنظر لمايا:" اعتقد أن هناك مدخلا سريا، و ربما تجدين أحد أغراض والدك ".
و حالا وقفت مايا على الوردة الحمراء ثم البرتقالية حتى آخر وردة، ثم بقيت هي و مايا تنتظران.
و بعد كذا دقائق ردت مايا بضيق:" لم يحدث شئ، ربما أخطأت يا اياني ".
اياني بغضب مصطنع:" إنه التفسير الوحيد ".
مايا بحزن:" و لكن... ".
و بترت عبارتها لدى تذكرها لأحد الأمور مما لفت انتباه الأخرى، و بعدها نظرت لاياني قائلة:" هيا لنعزف ".
اياني بدهشة:" ماذا؟ ".
مايا بهدوء:" كانت أمي تعزف على البيانو مقطوعة جميلة، و قد علمتني إياها ".
اياني بنفاذ صبر:" إذن ".
مايا بحماس:" اسمعي عزفي ".
و وقفت على الوردة الصفراء ثم تنقلت لأخرى.. بعدها وقفت فوق أخرى (لم ترتب الأمر كالسابق) و كأن الوردات مفاتيحا لتعزف عليها، فخرج الصوت هادئا عذبا.. و كانت الموسيقى تروي حزنا بعد أمل.. و اصرارا بعد فشل.
و لم يكن من اياني سوى الاستماع و النظر لمايا بسعادة و هي تقول في سرها:" حقا، وحدك ستجدين سكاينت.. الآن فهمت لما الحل في الذكريات ".
و ما لبثت أن انتهت مايا حتى ظهر ممر يقود للأعماق (سلم يقود للأسفل) فدخلتاه.
و ما إن وصلتا حتى أُغلق الممر ليضئ المكان فجأة، فرأتا أنهما داخل غرفة فارغة من شئ عدا مسجل كبير في المنتصف.
فاقتربتا منه، و ضغطت مايا على زر التشغيل.
فأتى صوت راي قائلا:
(مرحبا بابنتي مولي، كيف حالك؟...).
مايا في سرها و هي تبكي:" أنا بخير و أنت ".
-(أنا دوما في السماء.. ابتسم لرؤيتك، لا تدر كم أنا فخور بك...).
مايا و هي تمسح دموعها:" و أنا مشتاقة لك كثيرا، كم أفتقدك أنت و أمي ".
-(سنرافقك دوما.. فاطمئني، روحينا معك لتحرسك أينما ذهبت...).
فاستسلمت مايا للبكاء.
-(فكوني قوية و صبورة، أعلم أنك تستطيعين ذلك فاخترتك.. أنت و لا أحد غيرك...).
مايا و هي تبتسم:" يسعدني أن أكون مصدر فخرك ".
-(آن أوان التعب، إما أن تفعليها أو لا...).
مايا بهدوء:" سأجده.. وعد مني ".
-(و أنت يا اياني.. أضع بين يديك ابنتي مولي، فكوني لها القدوة...).
اياني في سرها:" لا تقلق يا سيدي ".
-(و لا تناديني سيدي.. أنت الآن ابنتي الثانية...).
و ما أن سمعت اياني هذه الكلمة حتى انهمرت دموعها سيلا..
-(و لا تبكي، و افخري بنفسك...).
فمسحت اياني دموعها.
-(و لا تنسيا أن تشتريا لي وردا، ضعاه في مكانه.. و لتعلما أنني لا أقبل إلا نرجسا، ثم قولي للبائع: هذا لوالدي، و لن يطالبك بالمال).
و هكذا انتهى الشريط بهذا اللغز الجديد.
.....
و صباحا عادت كل من مايا و اياني لطوكيو، و أثناء خروجهما من المطار توقفت سيارة أجرة قربهما.. ثم سألهما السائق:" هل من خدمة؟ ".
(و هو نفس الشخص الذي كان ينظر لاياني و هي في الفندق).
...
الاسم: تاكيدا جين.
العمر: 22 عاما.
الصفات: شاب غامض و هو قائد الـPIRAT.. قليل الكلام كثير التفكير، صارما و قاسيا عند الضرورة.
...
فركبتا معه و من ثم تحركت السيارة.
و ما هي إلا لحظات حتى وصلت للمنزل، فنزلت اياني سريعا بينما بقيت مايا لتدفع له.. و بعدها خرجت.
خرج هو الآخر بدوره و هو يقول لها:" ربما تحتاجين مساعدة ".
توقفت مايا و نظرت له و هي تجبر نفسها على الابتسام ثم ردت:" لا شكرا ".
و تابعت طريقها، إلا أنها توقفت مجددا لدى سماعها له يخبرها:" أعلم أنك المشعوذة الظل ".
ثم أردف و هو ينظر لها:" ما رأيك أن تعملي معنا نحن الـPIRAT ".
مايا و هي تضحك:" أفضل العمل لنفسي ".
قاطعها في نبرة تحدي:" يمكنني التبليغ عنك، و لكني أعرض لك فرصة، ما قولك؟ ".صمتت مايا قليلا ثم ردت في سخرية:" أنا أعمل لحساب نفسي و اتنكر و اختبئ ساعتما أشاء، و إذا اعتقدت أن شاب هاوي مثلك سيؤثر فيّ فأنت لا تعرفني، و صدقني أنت لا تريد ذلك ".
و أكملت و هي تفتح الباب:" أفعل ما تريد، و سيكون لكل شئ ثمنا باهظا ".
اشتعل جين غضبا إلا أنه تمالك نفسه و من ثم قاد سيارته.
بينما مايا قالت في سرها و هي تنظر له من النافذة:" أظن أنه حان الوقت لتدخل المشعوذة الظل ".
يُتبع...
الأسئلة:
1\ ما قولكم عن هيرو؟ و هل توافقونه على مقلبه؟
2\ كلمة واحدة لوصف اياني؟
3\ من هم الـPIRAT ؟
4\ هل تعرفون ماذا قصد راي بكلامه الآخير؟
5\ ماذا ستفعلون إذا كنتم مكان مايا؟
6\ أي شخصية أعجبتكم؟
7\ تعليقاتكم على البارت؟
8\ انتقاداتكم..