هنا ، مفاتيح الأمل ... بسم الله الرحمن الرحيم
هناك آيات كثيرة يشعر المسلم حين يقرؤها بالسعادة والغبطة ، ويسكن قلبه ، وتهدأ نفسه ، ويرتاح فؤاده ، ويجده مندفعًا من تلقاء نفسه نحو التوبة والإنابة ، ومحاسبة النفس ، والبعد عن السيئات والمخالفات . لم ذاك ؟ لأن فيها نداء من رب الأرباب ، وبشارة من العزيز الوهاب ، ودعوة لا مرية فيها إلى محو الذنوب مهما عظمت ، ورفع الدرجات ، ومضاعفة الحسنات . إن السكينة لتستقر في القلب ، والاطمئنان يسيطر على النفس حين يقرأ المسلم هذه الآية : (( ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا )) [النساء: 110] بل إن النشوة تستثيره ، وتدفعه مشاعره وأحاسيسه ، وتنقاد نفسه ، ويتغلب على هواه ، ويسرع فرحًا مستبشرًا نحو ربه حين يقرأ أو يسمع هذه الآية : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم )) [الزمر: 53] كيف لا ، وهي تزيل حواجز اليأس ، وتهدم جميع أطواق القنوط ، وتجتث مكايد الشيطان وحبائله وأباطيله ، وتهدم السدود التي يبنيها كي يتغلغل اليأس في النفوس ، ويقنطوا من رحمته الرحيم الغفور. ثم هل يستطيع أحد كائنًا من كان أن يتردد ، أو حتى يسوف بالتوبة والإقلاع عن الذنب ، وفتح صفحة جديدة ، وانتهاج مسلك رشيد وهو يرى هذه البشارة : (( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا )) [الفرقان: 70] فهل يُعقل أن يجد المرء دافعًا نحو المعصية والمداومة عليها وقد مر على سمعه مثل تلك البشارات ، واطلع على تلك الندءات ، أو تلى تلك الآيات البينات ، فكرم المولى ـ جل شأنه ـ لا يقف عند مغفرة الذنب فحسب ، بل يتعداه إلى إبدال سيئات من تاب إلى حسنات ، فالله أكبر كم هو رحيم بالعباد . وفقنا الله للتوبة ، ومن علينا بالإنابة ، وغفر لنا الزلات ، وأقال لنا العثرات ، ومن علينا بالستر والعافية ، في الدنيا والآخرة ، إنه جواد كريم. |