عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-04-2010, 11:04 PM
 


فـرينك بوشكاش .. إسم مـن ذهب
- - - -

يقال




أن التاريخ ما هو إلا سيرة ذاتية للعظماء



وذلك في كل المجالات تقريباً






وعليه






فلن تكون كرة القدم أستثناءً !!













قليلون جداً هم أولائك الناس الذين تحب أن تنظر إليهم






وبوشكاش واحد من هؤلاء



لكنه للاسف قد رحل!!





بهذه العبارات وبغيرها



تتحشرج الأقلام المتابعة للرياضة كرة القدم من الحزن



وتطلق العنان للكلمات بإفراط للخيبة




فلا يملك كل متتبع للكرة الجميلة



إلا أن ينغمر حزناً لرحيل علم من أعلام كرة القدم في كل الأزمنة والأمكنة ..



والذي سطر في سنين سادت فبادت



أمجاداً قد تتطلب الكثير لخوض في تفاصيلها.. !






-----------------------------------








البداية !!






في الثاني من نوفمبر عام 1927م



وفي أحدى أحياء بودابست



أبصر الأسطورة بوشكاش النور لأول مرة في حياته ..



وتعهد والده المولع برياضة كرة القدم



أن يكون أبنه نجماً لامعاً في سماء الكرة



والده كان لاعب وسط في نادي (كيشبيشت) نادي أحد الأحياء الشعبية في العاصمة..



أما بوشكاش الأبن



فقد بدأ في تلمس طريق الإبداع مبكراً



وشرع في إكتشاف أسرار اللعبة واحداً تلو الآخر



كانت موهبته تنطلق بسرعة الضوء



ولم تكن ملاعب حارته الصغيرة تفي بغرض الكم الهائل من الروعة التي يدخرها















إنظم بوشكاش إلى نادي أشبال كوبانيا المتواضع



حيث كانت تلك المحطة التي تعرف من خلالها هذا اللاعب



على الثنائي الشهير



لازولا كوبالا ، وجوزيف بوشيك ..



لم يكن يدور في خلد أحد أن هؤلاء الثلاثة



نهم سيحرثون ملاعب المستديرة تباعاً



تاركين ورائهم منتخبات كروية عريقة أثراً بعد عين !






إنظم بوشكاش إلى نادي أبيه ( كيشبيشت )



وكان لوالده دور كبير في صقل موهبته



بوشكاش كان يطوي الليل بالنهار ويقضية وسط تدريبات شاقة



يقول بوشكاش



كنت أملك قدماً يسرى (رائعة) ورأى والدي أنه من غير اللائق



أن تكون قدمي اليمنى أقل جودة من اليسرى



وحثني على التدرب لتكون بنفس الجودة



قضيت تمارين شاقة بإشراف والدي الذي كان لا يرحمني أبداً



ويدخلني في حصص تدريبية مع من بفوقونني سناً وبكثير..



تحقق ما كنت أصبو إليه أصبحت قدمي اليمني و اليسرى



جاهزتان لتكونان في خدمتي متى أردت !












في سن السادسة عشر



لعب بوشكاش في نادي (كيشبيشت) للكبار



وفي أول مباراة له في النادي سجل هدف بعد دقائق معدودة من دخوله



حينها !



بدأت الجماهير تتوجس الكثير من هذه الموهبة



وأقسم بوشكاش على نفسه أن يكافئ كل الشعب المجري



بتحقيقه لشيء يفخرون به ويسعدون ...



كانت أحلام بوشكاش كبيرة للغاية



وكانت ترتقي إلى أن تعانق حلم الظفر بأفضل كأس على الإطلاق وهو كأس العالم !



عمل جاهداً في سبيل الوصول إلى ذلك..



ولكن !






.......






بعد أن أجتاح الشيوعيون المجر



أصبح بوشكاش أحد أفراد الجيش المجري



ولكنه في نفس الوقت



خرج للعالم بمنتخب من تحت الرماد يقوده هو شخصياً



برفقة زملائة بوشيك وزولاتان توشيبور وساندرو كوتشتش الملقب بالرأس الذهبية



كان بوشكاش في تلك الحقبة لاعباً نادراً بحق



وقائداً محنكاً ألغى نجومية الجميع



وعلى الرغم من بنيته المتواضعه



إلا أنه لم يكن بحاجة إلى نفخ صدره وفتل عضلاته ليبهر العالم ويدهشه ..






بوشكاش كان يراوغ ببراعة عالية ويسجل الأهداف بمختلف الماركات ومن كل الزوايا



حمل بوشكاش على عاتقة أحلام وردية لملايين الأعين البشرية في المجر



وكان قائداً للمنتخب مجري لا يقهر ..












ظل المنتخب المجري يهوي بالمنتخبات العريقة تباعاً



وكان قاذفة اللهب المجرية بوشكاش



قائد الاوركسترا الذي لا يتورع بالرقص على أنقاض الكبار



في الفترة بين عامي 50 و 54 ظل منتخب المجر عصياً على أن يمنى ولو بهزيمة واحدة



وذلك بعد أن تعددت ضحاياهم بمختلف المراتب وبكل الفئات



توجتهم مجهوداتهم بذهبية الألعاب الاولمبية عام 52






وفي تلك الحقبة !



لعبت المجر 38 مباراة دون أي هزيمة مقابل أربع تعادلات وثلاثين أنتصاراً



وسجلوا 145 وأهزت شباكهم في 36 مناسبة فقط



وهو إنجاز بطعم الإعجاز



لم يسبقه إليهم أحد على الإطلاق..













،،،



يقول التاريخ



أن إنجلترا لم تتعرض لأي هزيمة من أي كان على ملعب الويمبلي الشهير



إلا أن بوشكاش كان له رأي آخر



حين رفض هذه القاعدة بعد أن تقابل المنتخبان (المجر و أنجلتر) على ملعب الويملي



الذي لطالما حقق الانجليز فيه الانتصارات المدوية !!



ظن الجميع حينها



أن المجر لن تقوي على الصمود أمام الأنجليز



لأن تقاليد المويملي تقول أن أنجلترا لا تقهر !



بوشكاش رفض ذلك الواقع تماماً



وجعل الأنجليز بكل كبريائهم وغرورهم

يشاهدون شباكهم تهتز في ست مناسبات كامله ( كان نصيب بوشكاش منها هدفين )!!



وفي كل مرة من أهتزاز الشباك كان الجمهور لا يصدق ما يحدث!!













ولم يقدر الانجليز على اللحاق بالنتيجة وأكتفوا بالرد بثلاثة أهدف فقط



مجبرين على الإذعان و تجرع مرارة الهزيمة الأقسى والأذل !!






تسائل الكثيرين حينها ..



من أين أتى هذا اللاعب بهذا السحر .. ! ومن أين هذا المنتخب بهذه الروح !.



نزلت هذه النتيجة على المنتخب الانجلزي كالصاعقة



لم يستوعبوا الحدث الذي هز كبريائهم



وذهبوا ينظمون موعداً آخر ليعلنوا فيه الانتقام



وفعلاً



فقد أقيمت مباراة ثأرية على شرف الهزيمة الأولى في العاصمة المجرية بودابست



وعن ذلك اللقاء لم يكن يعلم الأنجليز ابداً



أن بوشكاش يحضر لهم هذه المرة ملحمة من نوع آخر



ولم يفيقوا من صدمة سداسية ويمبلي



حتى مزقت شباكهم سبعة أهداف كامله في ملعب العاصمة المجرية بودابست مقابل هدف يتيم !



جعلت هذه النتيجة الأنجليز يعودون وهم يجرون أذيال الخيبة مجدداً !!






وبهذه النتائج المذهلة



علم العالم أجمع البيان الذي لا ينفك منتخب المجر يردده



وهو أن منتخبهم سيكون المرشح الأقوى في مونديال سويسرا الموالي عام 54






مونديال سويسرا!



عن ذلك المونديال حديث ولا حرج !



فقد كشف رفاق بوشكاش عن نواياهم مبكراً



عندما سحقوا الكورين بــ (9 / 1 )



ثم ذهبو لأسقاط منتخب المانيا العريقه بثمانية أهداف مقابل ثلاثة



وذلك في واقعة هزت البيت الألماني حتى يومنا هذا



في ذلك اللقاء لم يجد مدافع الألمان (لييبريخ)



لم يجد حلاً لإيقاف بوشكاش إلا التدخل معه بطريقة خشنة جداً









أصيب جرائها نجم الفريق بوشكاش واضطر للمغادرة !



وبالرغم من غياب بوشكاش في تالي الأدوار



فإن المنتخب المجري واصل المشوار



وأجبروا ممثلي القارة اللاتينية الأبرز على حزم حقائب العودة الطويلة إلى الديار ..






البرازيل التي خاضت نهائي المسابقة قبل أربعة أعوام في ملاعبها !





أكرمت المجر وفادتها بأربعة أهداف كامله











ثم بعد ذلك حان دور الأرجواي (حاملة اللقب)



التي رضخت للهزيمة برباعية أخرى



ليصل المجريون إلى النهائي والإطراءات تحاصرهم ..














نهائي المونديال

ومعجزة مدينة بيرن!





كان الخصم هو المنتخب الألماني



الذي لم يزل يكتوي بنار الهزيمة بثمانية أهداف من خصمه المجري في الدور الأول !



لم يكن أحد يعتقد أن بمقدور المانيا رفع شعار الثأر من الهزيمة المذلة في الدور الأول



ولم يكن أكثر المتفائلين بها في ذلك الوقت



لم يكن يراهن إلا على تقديم وجه مشرف وكرة قدم فيها ندية



حتى كل المراقبين الذين شاهدوا البطولة



لم يكونوا يحتاجون أن يلتفتوا إلى بعضهم ليقولو أن المجر من ستحرز اللقب !



إلا أن الكرة ومن قبلها الحظ العاثر كان له رأي آخر ..






بدأ اللقاء













وعلى غير المتوقع فإن بوشكاش فضل اللعب والتحامل على إصابته التي لم تكن قد تعافت بعد



بدا ان كل الأمور تسير في مصلحة الألمان في ذلك النهاردة



إصابة بوشكاش



والحمى التي أصابت أبرز نجوم الفريق الذين أضطروا إلى عدم المشاركة



إلا أن ذلك الواقع لم يكن يبدو أنه قد ترك أثراً سلبياً لدى لاعبي منتخب المجر الرهيب



حيث سجل بوشكاش –المصاب- هدف التقدم للمجر منذ الدقيقة السادسة



وأتبعه شيبو بهدف آخر في نفس الشوط,,



سلم الجميع حينها بأن المجر قادمة إلى مهرجان أهداف آخر من مهرجاناتها المعروفة



وأذعن الجميع بما فيهم عشاق المانشافت



أن البطولة معلقة في صدر لاعبي المجر



وذلك لأن كرتهم عرّفت عن نفسها اكثر من الجميع








بعد ذلك



خانت الكرة مروضيها بغرابة



وأبت إلا أن تكافئ بوشكاش بفصلٍ (هتش****) من فصول النهايات المريرة



لأن الألمان في ذلك النهاردة



قلبوا كل شيء إلى مصلحتهم بتسجيلهم ثلاثة أهداف كاملة



وسط ذهول مهول من الجميع ..



وقف بوشكاش غير مصدق ما يحدث











الدموع تملىء عينية والخيبة تغمره



إذ لا يحق للكرة أن تكافئة بهذه النهاية الحزينة !



أصبحت تلك البطولة في تاريخ العجائب



وصار ذلك النهائي في سجلات الغرائب



وظلت معجزة مدينة برن السويسرية



عصية على الدهم أو التفسير او الفهم ..!



وواحدة من النهائيات التي لم تكافئ من بذل عرقاً أوفر في البطولة !!


























بوشكاش




قرر أن ينفض غبار خيبته هذه



وظل بعدها طيلة 19 مباراة بمعية المنتخب دون أي هزيمة



لتسطر المجر في تلك الحقبة ملاحم لا تنسى !!



واصلاً إلى تسجيل 87 هدفاً في 84 مباراة ضد أعتى فرق أوربا والعالم



وضع هذا الرقم المذهل



وضع بوشكاش على رأس أفضل هدافي العالم على الإطلاق



سواء من ناحية نسبة الأهداف أو كمها



وذلك مع كل الأحترام والتقدير لموهبة (دائي الإيراني) الذي فاقت أهدافه الـ100



فليس من يمزق شباك الانجليز والبرازيل والمانيا



كمن يسجل في الصين والمالديف وأندنوسيا ..







--------------------



-----------



---









الضربة التي لا تقصم الظهر تزيد من القوة !!






بعد ذلك



عمت الفوضى أرجاء المجر



عندما شن الشعب تمرداً كبيراً على الشيوعين



أشيع أن بوشكاش قُتل في تلك الموجهات الدامية



إلا أنه لم يكن كذلك !



هرب بوشكاش إلى فينّا عاصمة النمسا ولم يكن بمقدوره الاحتراف أو اللعب



لأن المجريين كانو يعدون مجرمين في تلك الفترة ..


في ذلك الوقت



لم يكن لدى بوشكاش نفس البريق السابق



حيث نسيه الجميع تماماً وظنوا أنه قد أنتهى !



فيما بقي مدربه السابق (اميل اوستريشر)



يلح على رئيس النادي الملكي (سنتياغو برنابيو)



بضرورة جلب هذا اللاعب إلى صفوف النادي



وافق برنابيو على ضم بوشكاش



لكنه واجه سيلاً هادراً من الانتقادات



تسائل الجميع حينها وبشده !



ما هي القيمة من جلب لاعب يبلغ من العمر واحد وثلاثين عاماً !!



وماذا يمكنه أن يقدم للنادي ؟؟






غير أن بوشكاش الصامت



كان يتقبل كل ذلك بمرارة وينصت !



كان يعرف جيداً وفي قرارة نفسه أنه لا يزال يملك الكثير ليقدمه



وكان على ثقة من أنه سيبدأ مشواراً جديداً مع الريال لا يقل بهائاًَ عن سابقه ..



ولكم أن تتخليلو!!



أن لاعباً تخطى الواحد والثلاثين عاماً



حقق أربع القاب للدوري مع النادي



وأختير خمس مرات كأفضل هداف في الدوري الأسباني



واصلاً إلى رصيد يزيد عن 520 هدف مع النادي



وساهم بقوة في نيل لقب البطولة الاوربية امام نادي ( أنترخت فرانكفورت)



عندما ثأر من الألمان وعلى طريقته الخاصة



بعد ان سجل في ذلك النهائي أربعة أهداف كاملة



من مجموع السبعة التي أودعها الريال في شباك النادي الألماني !






بوشكاش الذي لم يرغب به أنصار الريال عند قدومه ..



أصبح الملهم الأول وأبن النادي المدلل






















وذلك عندما جعل من النادي الملكي أسطورة تلهج ببهائها الألسن دونما ملل أو أنقطاع










النهاية !!



في 26 مايو عام 1969م



كانت آخر موعد رسمي لبوشكاش مع الكرة



وذلك أمام نادي (رابيد فينا النمساوي)









في ذلك القاء



علق بوشكاش حذائه في الملعب ووضعه بين يديه



لأنه سيركل الكرة للمرة الأخيرة في حياته كلاعب



ودعت جماهير مدريد الأسطورة بدموع حاره



اسطفوا في ملعب النادي



وضعو أكفهم على قلوبهم



ليعتذروا لأنهم شكوا في يوم من الأيام بقدرته










وكذلك



ليعلنو الحداد لأن شمس هدافهم التاريخي ستغيب



،،،










نهاية من نوع آخر !!




مؤخراً



ظل بوشكاش رهين لمرض (الزهايمر) لسنين عديدة



خاص صراعاً مريراً مع المرض



صراع فاقت أهميته كل النزالات في أرض الملاعب



إنه صراع باهض الكلفة



صراع بحياه



أدخل إلى مستشفى عاصمة المجر



وظل قابعاً فيه منذ ستة أشهر كامله



الأخبار منقطعة



والناس على أعصابهم



أيادي الأطباء تقاذفته طويلاً



وفجأة



أدى أرتفاع مفاجئ في الحراة إلى أن تُغلق أعين الأسطورة للمرة الأخيرة



قابلت الجماهير رحيله بالبكاء الطويل



أسطفت الجماهير أمام بوابة المسشفى غير مصدقة ما يحدث!!






بوشكاش يغادر !!



ذرفت الدموع سيولاً



وبكى المجريون طويلاً



لرحيل أسطورة لطالما الهبت ملايين الأيدي بالتصفيق الحار



مر الكثير على جثته الهامدة



لسان حالهم يقول /



إنه الرحيل الفاجعة لأنسان صاحب سيرة عذبة فياضة بالمجد والتحدي



ومسيرة عصامية يتشرف الجميع متأملاً لتفاصيلها



سيتسائل أنصار الريال والمجريون كثيراً



هل سنكون أوفياء إن بكيناه بملىء مدامعنا !؟



وهو الذي علم الجميع كم بوسع الأسنان أن يكون عظيماً !



فيا أيها التاريخ سجل ,,



أن هذا الرجل علمٌ من أعلام المستديرة في كل زمان ومكان..



سجله لأنه أسطوره



بل لأنه بوشكاش



لأنه فعل كل ما يمكن أن يوصف بمدهش



ولأنه قد رحل

















همسة أخيرة !!



بوشكاش ليس أنجليزياً ولا برازيلياً أو المانيا أو حتى أيطالياً أو أرجنتينياً،،



ولو كان كذلك لقامت الدينا حتى تكاد لا تقعد لو قيل أن غيره الأفضل على الإطلاق !!






إنتهى !
__________________

✨••🤲••✨

المدونه 🏃‍♂️🏃‍♀️ :👈 https://3rbseyes.com/t356070.html👉
🌟
🎧استمع للقرآن الكريم 🏅
👇👇👇
🌸°🌸•🌸



رد مع اقتباس