بسم الله الرحمن الرحيم
الذكرى مئة عام على رحيل عمه
(أحمد بن محمد سلامه العداربه)
إلى الجهاد في أرض الجنوب
الإستاذ الحاج
(إسماعيل بن عرابي العداربه)
يروي للتاريخ
!!!!!!!
قال الله تعالى
{
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
(13)
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
(14)
}
والدي (عرابي بن محمد سلامه العداربه) , واحداً من القوة العسكرية للإمبراطورية
الإسلامية العثمانية التاريخية , ويحمل أوسمة وترفيعات عسكرية , لشجاعته وخدماته
الممتازة والمميزة في ترويضه للخيول الشموص في وحدادته العسكرية , وهو إبن
القروي (محمد بن سلامه العداربه) , من (قرية الدوايمة) ذات الأراضي الزراعية
الواسعة من الأراضي المقدسة غرب نهر الأردن , في فلسطين التاريخ والجهاد .
الأب (محمد العداربه) يبرق إلى إبنه (عرابي) , والذي مقر خدمته العسكرية
مدينة دمشق , أن أخاه (أحمد / وإبن عمه جبرين بن جابر العداربه)
قد وقع عليهم الإختيار للجهاد والرباط على التراب اليمني ... وكم كانت
هذه الرسالة مقلقة للأخ الكبير والعسكري المخضرم (عرابي) وكم كان
يتمنى أن أخاه وإبن عمه يرافقانه في الخدمة في مدينة دمشق
مدينة التاريخ والحضارة .
عرف (عرابي) خطورة المهمة إلى اليمن , الذهاب إلى اليمن يعني ذهاب بلا عودة
كان علية الحضور الفوري لوداع أخيه وأبن عمه , الطريق إلى اليمن بعيد , وتحيط به
المخاطر , القوات الأنجلزية الاستعمارية تسيطر على كثير من الممرات المآئية في قناة
السويس وميناء عدن , وخطورة الطليان الذين يحاربون الأتراك في ليبيا ولهم
مستعمرات في جنوب البحر الأحمر , وتعقيدات الموقف السياسي في اليمن
بين(الإمامية) في وسط البلاد ,(والأدارسة) على الساحل من جهة البحر الأحمر
والعداء بينهما وبين (الأتراك والإنجليز والإيطالين) , وكذلك خطورة الأعمال العسكرية
على تضاريس اليمن الصعبة , وحيث أن (أحمد عداربه) وإبن عمه (جبرين) لا يملكون من
الخبرة العسكرية التي تؤهلهم كجنود مقاتلين في القوات العثمانية المرابطة على السحل اليمني
من جهة البحر الأحمر , ويطمع به كثير من المستعمرين , وخصوصاً ميناء (الحُديّدة) ,
حيث مقر خدمتهم ... لكنهم يحملون من المعنويات القتالية والجهادية الكثير , إنتمائهم
الديني والعقائدي يجعل من المستعمرين الغربيين أعداء من الدرجة الأولى , وحسهم
الوطني إتجاه الدفاع عن اليمن والعراق وليبيا ومصر وفلسطين , هو دفاع عن
الأرض والعرض وشرف الأمة الإسلامية العظيمة المترامية الأطراف في أصقاع
الأرض , هم كأبناء هذه الأمة الإسلامية العظيمة يقبضون على السيف والحرية
ويحملون في قلوبهم الخير والرحمة للناس أجمعين .
وتلك المرحلة التاريخية الصعبة في تاريخ هذه الامة والمؤامرة على الدولة العثمانية ليست في الحروب المستمرة والتحالفات المتكررة عليها فقط وأهمها الإنقلاب السياسي على السلطان (عبدالحميد) من قبل (العلمانيين) المتمثل في حزب (الإتحاد والترقي) , سنة 1908 – 1909 م وبدأ تحويل الإمبراطورية العثمانية المسلمة _ والتي فرضت سياساتها العالمية على الأرض لعدة قرون _ من إمبراطورية مسلمة تحمل هم الإسلام المسلمين وأراضيهم والدفاع عنها , إلى دولة قطرية لا يهم حكامها إلا الثبات على كراسي الحكم , والحدود القطرية لتركيا الحديثة , ففي عام 1910 – 1911م كانت السفينة التي تقل الجنود الجدد القادمين من أرض الشمال فلسطين والأردن وسوريا , إلى أرض الجنوب على ساحل البحر الأحمر , ومن بينهم , الجنديّ المجاهد (أحمد بن محمد سلامة العداربه , وإبن عمه جبرين بن جابر العداربه) , تمخر البحار من (البحر الأبيض المتوسط) لتقطع قناة السويس الخطرة , وتقطع طول البحر الأحمر بمحاذات سواحل الجزيرة العربية , وترسوا على قبالة ميناء (الحُديّدة) في أرض الجنوب من الأراضي العربية المسلمة , لينضموا إلى الحامية التركية هناك , حيث التحصينات العسكرية المحكمة والأبراج الدفاعية والإستحكامات المعدة مسبقا للدفاع العسكري ضد أطماع المستعمرين في ذلك الزمان في ميناء (الحُديّدة) اليمني . ونزل الجنود القادمين في (ميناء الحُديّدة) وأملهم حب الجهاد والإستشهاد في الدفاع عن حرمة الارض والعرض والشرف وكم كانت فرحة إخوانهم في الحامية هناك بقدوم تعزيزات عسكرية من شباب مسلمين لترتفع معنويات أهل الخير في هذه الأمة . في تلك الفترة , الدولة التركية تخوض معارك ضارية ضد الطليان في ليبيا وتحقق إنتصارات على الطليان , وتحدث الكارثة المفاجئة أن تتنازل تركيا عن ليبيا حسب معاهدة (لوشي لوزان الأولى) , وتنسحب من ليبيا دون مبرر عسكري , وتترك الليبيين يواجهون قدرهم أمام الإستعمار الطلياني الغاشم ******* معاهدة لوشي لوزان الأولى وقعت بين مملكة إيطاليا , والحكومة التركية (حزب الإتحاد والترقي) على أثر الحروب التركية والإيطالية سنة 1911 – 1912م عقدت في قلعة أوشي , من ضواحي لوزان بسويسرا في 22 شوال 1330هجرية , الموافق 3-8-1912م بموجبها انسحبت الدولة العثمانية , وسحب جميع الجنود والضّباط والموظفين من طرابلس وبرقة من ليبيا ، وتركت أهلها وحدهم وجهًا لوجه أمام الإيطاليين. ********* القرار الشجاع والتاريخي انسحب الجيش التركي من ليبيا بموجب معاهدة لوشي (لوزان الاولى) (وكان في الجيش التركي كثير من العرب والمسلمين من سوريا وفلسطين والأردن واليمن والسودان ), كما الليبيين والمسلمين والعرب قد صدموا من هذا الموقف المفاجئ والمزلزل للإنقلابيين على السلطان عبد الحميد وعلى الإمبراطورية الترلاكية المسلمة (1908 – 1909), وكان أول ثمرات الحصاد المر (معاهدة لوشي لوزان الأولى ثم الثانية فيما بعد) بذلك اصبحت ليبيا امام القدر الالاهي تواجه الطغيان الايطالي لوحدها , لتصبح هذه البقعة الصغيرة , مسرح لاهم احداث القرن العشرين , وربما تتعدى , لتصبح هي النموذج والقدوة في اعتذار ايطاليا لليبيا ودفع التعويضات , لاهم احداث القرن 21 والتغيير في منحنى التاريخ المعاصر . ******************************* المعارك الإيطالية اليمنية ففي اليمن قائد البلاد "الإمام يحيى حميدالدين" ينادي في البلاد لتطوع 100 ألف مقاتل لإرسالهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب إخوانهم هناك وكذلك"عبدالعزيز بن سعود" يضع إمكانياته للوقوف إلى جانب ليبيا ضد الغزو الإستعماري الإيطالي وكذلك مصر و اللجان الشعبية للدفاع وفعلا تجمع في داخل ليبيا 12 الف متطوع عربي ومسلم , وإلى جانب المجاهدين اللليبيين لتستمر المقاومة الليبية مما دفع إيطاليا لمهاجمة (اليمن) بسلاحها البحري على إمتداد ساحل البحر الأحمر ففي سنة 1911 – 1912م إيطاليا تهاجم التحصينات العسكرية العثمانية على التراب اليمني , وبمدافعهم تم تدمير كثير من التحصينات التركية , ويخوض جنود الحامية التركية المعارك ضد الطليان , وتقدم الشجعان من الجند في مواجهة الطليان المهاجمين ليصدوا عمليات الإنزال العسكري , وفعلا تم إفشال عمليات الإنزال , ويجرح المجاهد (أحمد عداربه) في تلك المعارك حيث كان في مقدمة المجاهدين على خط التماس مع الأعداء , ليوسم التراب اليمني بدمائه الزكية , ويقوم إبن عمه (جبرين جابر) يإخلائه إلى الخطوط الخلفية , ويضعه إلى جانب صخرة , ليعود إليه في اليوم التالي بالطعام والماء والدواء , ولكنه لم يجده هناك , وأجتهد في البحث عنه بين الجرحي والقتلى فلم يجده , ولم يرد اسمه في سجلات الأسرى , ويعتقد (آل عداربة) لهذه اللحظة أن إبنهم استمر وجوده في اليمن , أو أنه ذهب مع المتطوعيين اليمنين للجهاد إلى ليبيا , وإينما كان جهاده وحياته , إن (أحمد بن محمد سلامه العداربه) رفض الأنسحاب من أرض المعركة , وبقي إلى جانب أهل الخير في اليمن مقاتلا ومجاهدا مع إخوانه اليمنيين . **************
تلك المرحلة
من التاريخ الفاصل للأمة
وأخطر مراحل من التاريخ الطويل
كانت حياة المجاهد
يتبع على الصفحة التالية
^
^