بسم الله الرحمن الـرحيم
يشهد تاريخ الجماعات البشرية، وخصوصاً بعد تشكل الدولة، على عمليات اغتيال سياسي كثيرة، طالت عدداً كبيراً من البشر، زعماء وحكاماً وسياسيين معارضين ومفكرين وباحثين وعلماء، رجالاً ونساء. وتندرج الاغتيالات السياسية ضمن الصراع السياسي، ولعلها الوجه الآخر «لتعنيف» الصراع ونقله الى مرحلة التصفية الجسدية.فمن يقوم بالاغتيال السياسي لا يعرف الحوار، لأن هدفه إلغاء الآخر وطمسه والقضاء عليه، بصرف النظر عن تبعات الاغتيال ونتائجه.والاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير
فكري او سياسي او عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية او سياسية أو إقتصادية أو إنتقامية تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الاغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم .
يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط الى مؤسسات عملاقة وحكومات ولايوجد إجماع على إستعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيدا هو ان بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها و دوافعها إضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سببا عقائديا او سياسيا
ولعل بدايات الاغتيال السياسي ترجع الى زمن بعيد، حين بدأت أولى الدول أو أولى الحكومات في العالم بالتشكل، لكنها لم تنته في عصرنا الحديث، مع التطور والتقدم، بل اتسعت وتعددت وتنوعت طرقها ووسائلها،
لكن اغتيال الخصوم السياسيين والمعارضين في أي بلد كان، لا يحل مشكلة ولا يحقق لمن قاموا به تصفية المعارضة السياسية. بل إن مثل هذه الجريمة سوف تخلق المزيد من المشاكل للجهة القائمة والمدبرة له، وتدفع بالبلاد إلى حال من التوتر والفوضى، قد تصعب على الذين دبروها أن يضبطوا الأمور.
ويشهد التاريخ العربي القديم والمعاصر على أبشع الاغتيالات السياسية، التي لن يكون أشهرها محاولة والدة الخليفة المهدي في العصر العباسي اغتيال ابنها المهدي معاوية بن أبي سفيان حين كان والياً على الشام، والذي اشتهر قبل خلافته بتصفية خصومه بالاغتيالات السياسية، وبواسطة السم الذي كان وسيلته المفضلة. ويمكن الحديث عن سجل حافل بالضحايا، يضم اغتيال العديد من الملوك والحكام، والعلماء والفلاسفة والمتصوفة، والناشطين السياسيين، ومن الرجال والنساء.
وفي زمننا الحاضر تلك العمليات التي نفذتها إسرائيل، كعملية اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)، واغتيال زهير محسن والدكتور فتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،
واغتيال عدد من قادة حماس وكتائب القسام، ومن سوريا بعض حوادث أول انقلاب عسكري في سوريا الذي قاده حسني الزعيم، ثم انقلاب سامي الحناوي وانقلاب أديب الشيشكلي، وعملية اغتيال عدنان المالكي، ومن الأردن اغتيال الملك عبد الله الأول، وهزاع المجالي ووصفي التل، ومن العراق اغتيال الملك فيصل الثاني، ونوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف. ومن مصر عملية اغتيال أنور السادات.
ومن لبنان حوادث اغتيال أنطون سعادة، وكمال جنبلاط، ورئيس الوزراء رشيد كرامي، والرئيس رينيه معوض، وبشير جميل وإيلي حبيقة. ومن إسرائيل حوادث اغتيال إسحاق رابين وزحبعام رئيفي. ومن الجزائر عمليات اغتيال الرئيس محمد بوضياف، ومن المغرب اغتيال المهدي بن بركة، ومن اليمن اغتيال عبد الفتاح إسماعيل والرئيس إبراهيم الحمدي.
ومن أميركا عمليات اغتيال جون كينيدي والزعيم مارتن لوثر كينغ .
وهذه صور أبرز رؤساء دول العالم الذين اغتيلوا :