المحاضرة الثانية
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى إله وصحبه أجمعين
وبعد :
فقد مرَّ معنا في حصيلة المُستفاد من الدرس الماضي
عن أهمية تعلم التوحيد .. بشكله الصحيح ..
لكي يناسب القول الصحيح ..
فيكون ايمانا بالقلب .. تصدقه الجوارح
على الشكل الذي يرضاه ربنا سبحانه وتعالى ..
وقلنا أيضا ان الله قد بدأ هذه القضية الهامة بالعلم
فقال تعالى :" فاعلم أنه لا إله إلا الله "
فقبل أن نبدأ التفصيل في مكنون هذا العلم وما يحتويه من أسرار ..
لا بد لنا من التعريج على مقدمات ومبادئ ..
هي من باب العلم ..
اعتاد سلفنا الصالح على التقديم فيها قبل الشروع بأيِّ فنٍ من الفنون ..
وأول ما ينبغي معرفة حدِّه .. ( العلم )
وحدّه ( تعريفه ) : هو الجزم المطابق للواقع عن دليل .
فالذي يشك في أمر لا يطلق عليه عالم به ..
الا اذا تحول هذا الشك الى يقين أو الى غلبة الظن
وفيه مراتب أربعة :
الوهم والشك والظن واليقين
فالوهم هو ماكانت نسبته من 1 الى 49 % .
والشك ماكانت نسبته 50 % أي استوى جانب معرفته على جانب جهله .
والظن ماكانت نسبته من 51 إلى 99 %
وكلما ازدادت هذه النسبة .. كان الى اليقين أقرب ..
ويطلق عليه العلماء اسم غلبة الظن ...
وكل أبواب الفقه هي من باب الظن وغلبة الظن ..
أي ترجيح دليل على دليل لعلة ظاهرة فيه .
أما باب العقائد فلا بد فيه من الجزم واليقين
وقال صاحب الامام اللقاني صاحب جوهرة التوحيد :
واجزم بأن أولا مما يجب معرفةٌ وفيه خُلف منتصب
أي اجزم أيها المكلف بلا تردد أو تشكك ..
بأن أول الواجبات التي لابد من الجزم واليقين في معرفتها
هي معرفة الله عز وجل .. بقوله وفعله ووصفه
وهو المعتمد .. على خلاف بين العلماء لا نريد التفصيل فيه
..
فاليقين هو ما كانت درجة معرفته 100 % .
ويقابل العلم الجهل الذي يقسم إلى قسمين :
الجهل البسيط : وهو عدم إدراك الشيء
والجهل المركب: هو إدراك الشيء على خلاف الواقع .
سأذكر التفصيل فيه في المحاضرة المقبلة ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
~