المحاضرة الثالثة
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
فقد مر معنا في المحاضرة السابقة التفصيل في العلم ومراتبه
وقلنا أن الجهل يقابل العلم من حيث التعريف والمعنى
جهل بسيط : وهو عدم إدراك الشيء .
والجهل المركب : الذي هو إدراك الأمر على خلاف ماهو عليه ..
وهذا النوع الذي نعاني منه اليوم ....
رؤوس تتكلم .. من غير أن تعي ما تقول ..
هي مجرد ببغاوات تردد ما تسمع ..
كما يفعل المسيحي عندما يذهب الى كنيسته
ويترك عقله خارج الكنيسة ..
أو كما يفعل المسلم عندما يترك حذاءه خارج المسجد ..
والعقل حذاء تسير به من الظلمات الى النور بهدى من الله ورحمة ..
والى المقدمات التي ألزمت نفسي بها قبل الشروع
في هذا العلم العظيم الذي هو علم التوحيد ..
تطبيقا لقوله تعالى :" فاعلم أنه لا إله إلا الله "
.. فالعلم هو المدخل وعليه نسير ان شاء الله تعالى ..
و علم التوحيد كما عرفه أصحاب هذا الفن :
( هو علمٌ يُقتدر معه على إثبات العقائد الدينية
فلا بد من الأدلة اليقينة في العقائد ..
والذي مستفاده من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ..
وهذا العلم واجب عيني في العيني ..
والواجب العيني هو ما يجب على كل مسلم معرفته ..
ويأثم اذا لم يتعلمه .. أو يطبقه ..
أما الواجب الكفائي اذا قام به بعض المسلمين سقط الاثم عن الآخرين ..
ففيه( أي هذا العلم ) بعض الأمور التي يجب على كل مسلم ان يعلمها ..
كــ أن الله واحد .. ليس له زوجة أو شريك تعالى الله عن ذلك
ومعرفة اسمائه وصفاته على سبيل الاجمال..
فهو سبحانه وتعالى متصف بجميع صفات الكمال
اما على سبيل التفصيل فهو متصف بعشرون صفة
فهذه كلها من الفروض العينية على كل مسلم ..
أما الفروض الكفائية في هذا العلم ..
كـ أن يعلم تفاصيل هذه الصفات .. وهذا العلم ..
ومايدخله من مناقشات وأخذ و رد ..
فهذا يعلمه اهل الاختصاص ..
ويسقط بوجودهم الاثم عن الجميع باذن الله تعالى