عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 07-10-2010, 12:28 AM
 

الفصل الرابع عشر
خرجت منى من ((قاعة المطالعة)) ومضت إلى مطعم الكلية فطلبت فنجاناً من القهوة ثم اختارت ركناً هادئاً معزولاً وجلست تحتسي قهوتها في صمت وشرود... ورآها صفوان فتقدم منها وألقى التحية بلهجته المائعة المعروفة فرمقته منى بطرف عينيها وترددت برهة ثم قالت بنبرة جافّة تخلو من الترحيب :
- أهلاً...
- كيفك؟
- لست سعيدة ...
قال وهو يجلس قبالتها..
- لعلك تشعرين بالوحشة...لماذا لم أعد أراك؟
أجابت وهي تحدجه بنظرة ذات معنى :
- أنتظر دوري...
- دورك؟...دورك في ماذا ؟!
- صفوان ما رأيك ((برشا))؟
فاجأ السؤال صفوان فأجابها متجاهلاً وقد ساوره القلق:
- رشا ... رشا زميلتنا في الكلية؟
قالت منى في سخرية :
- نعم زميلتنا في الكلية ..أم أنك لا تعرفها ؟
- أعرفها .
- ماذا تعرف عنها ؟
- ماذا أعرف عنها ؟!... منى ..عمّ ًتتحدثين؟!!
سألته في حزم وتحدًًّ:
- وميادة؟..
ساءل صفوان وقد ارتاب في أسئلة منى وشعر بأن أوراقه بدأت تنكشف:
- ميادة ؟!!
- نعم ميادة ..ميادة التي ليست زميلتنا في الكلية:
تضاحك صفوان في فتور وقال متظاهراً بالمرح:
- منى.... ما بالك اليوم تتحدثين بالأحاجي والرموز؟!!
- هل تجد كلامي غامضاً إلي هذا الحدّ؟
- منى ... ماذا تقصدين بهذه الأسئلة الغريبة...ثم ...ثم
من هذه التي تدعى ((ميادة))..؟
قالت وهي ترميه بنظرة ثاقبة:
- صفوان... متى نتزوج؟
- نتزوج !... وهل هذا وقت زواج؟...
- وقت ماذا إذن ؟!
- وقت تعب وسهر ودراسة .. هل نسيت أننا على أبواب التخرج.. على فكرة ..لم تعودين تذاكرين عندي!
- لم تجب على سؤالي.
- زوريني اليوم وسأجيبك.
- لن أزورك حتى تحدد موقفك منى .
- موقفي؟.. أنت تشكين في موقفي منك يا منى ؟.
- أريد ضماناً لمستقبلي .
- ((وعد الحرًّ دَين)).
أثارت كلمات صفوان سخرية منى لكنًّها تابعت قائلة:
- صفوان ..يحب أن تفهمني .. مستقبلي بات في يديك وأنا أريد أن أطمئن عليه .. أريدك أن تخطبني من أهلي، أما الزواج فأجله ما شئت...
- كلامك يدل على أنك تشكين بي وبنواياي نحوك .. أنا أحبك يا منى ..والله أحبك ..صدًّقيني.
- قدم دليلاًّ واحداً..
قال صفوان في جدّ وامتعاض وقد بدأ يشعر أن منى بدأت تتمرد عليه:
- هذا المكان ليس مناسباً لبحث هذه لأمر..تعالي إلي شقتي اليوم وسنناقشه بروية وهدوء.
- لن أزور شقتك غير اليوم.
- لماذا؟
- لأني أرفض أن أكون لك مجرد عشيقة.
- قلت لك سنتزوج ...سنتزوج..صدًّقيني...
- أريد الدليل ..
قال صفوان في هدوء عاصف:
- تتكلمين بنبرة جديدة..
- هذا حقي ..
- هذه اللهجة لا تروقني.
- أنت حرّ.
- أبتسم صفوان في تحدٍّ وقال:
- منى ..أنا لا أرحم من يتحداني .
- تهددني؟
- بل أذكرك..أنت تعرفينني جيداً ولا أرغب في أن تسوء علاقتي بك.. تعالي اليوم وسنتحدث في هدوء..
وقفت منى غاضبة وقالت بلهجة حاسمة:
- لن أدخل شقتك بعد اليوم حتى تقدم الدليل على إخلاصك فتخطبني من أهلي خطبة شرعية تكون لي ضماناً في المستقبل فإن أردتني زوجة كنت لك أخلص زوجة، أما إذا أردتني مجرد عشيقة تتسلًّى بها فأنا أرفض ذالك ..هل سمعت ؟..إني أرفض ذلك...
ومضت منى وهي تشعر لأول مرة بأنها تضع قدمها على الطريق الصواب، لكنها ما كادت تمضي خطوات حتى خطر لها أنها تسرعت كثيراً في إعلان ثورتها !..
* * *
__________________
اذا كان لابد لك ان تموت ارجوك ان تسأل اذا كان بالامكان ان تأخذ معك صديق