07-11-2010, 01:36 PM
|
|
من عجائب التاريخ..... من عجائب التاريخ ! = = = كلما ضاقَ الخناقُ بهذه الأمةِ ، واشتدّ الطوقُ إحكاماً على عنقها ، وبدا للعالمِ أن الخرقَ قد اتسع على الراقع ، فلم يعد يجدي الترقيع فيه ..! وكلما بدا للعيون الكليلة أن هذه الأمةَ قد استمرأت الهوان ، وأصبحت تقتات على الذل ، ومن ثم فهي تهوي إلى الحضيض بقوة ، كأنها كرة الثلج تكبر كلما تدحرجت ! كلما اتسعت دوائر الانحراف ، وتعددت صوره ، وتنوعت أشكاله ، حتى أوشكت أن تكون هي الطابع العام ، مما يجعل كثيرين ممن يريدون الإصلاح أن ينفضوا أيديهم يأسا وإحباطاً .. !! .. كلما حدث هذا وذاك ونحوه ، قفزت إلى ذاكرتي قصة جزيرة ( أقريطش ) _ كريت _ وقد هاجمتها زحوف الروم من كل حدب وصوب ، وبأعداد مهولة مخيفة ، وأحكمت عليها الحصار ، حتى أوشك المسلمون أن يموتوا داخل الحصون المنيعة جوعا وخوفا وهلعا ..! ثم تحدث المفاجأة التي لا يكاد يصدقها عقل ,,!! فما هي القصة . وأين موضع العبرة فيها .؟ أدعك الآن بين يدي الشيخ الجليل علي الطنطاوي رحمه الله يقص عليك نبأ القوم ! .. ( … وافى الجزيرة جمع لم يحط بأقريطش مثله أبداً ، ففزعنا إلى غلق الحصن ، وخرج الروم من المراكب ، ونزلوا البر ، وغلبونا على ميرة البلد _ الطعام _ واشتد الحصار ، وارتفعت الأسعار ، ونفد المأكول ، وزادت المكاره ، حتى أكل الناس ما مات من البهائم ، وأكلوا كل شيء يؤكل ، حتى نفد الصبر ، فعزموا على ( التسليم ) !!! هناك قام شيخ صالح فيهم ، فقال : .. هل بقي لكم حول تنتصرون به ؟ أو صبر تلجأون إليه ؟ قالوا : لا . وقد أجمعنا على أن نفتح الباب لهم .. قال : فاقبلوا مني ما أشير به عليكم . اجمعوا الناس كلهم في رحبة الحصن . فلما اجتمعوا قال : افصلوا صبيانكم عن رجالكم ، ورجالكم عن نسائكم ، ففعلوا . فقال : .. أحضروا الآن قلوبكم وتوبوا إلى الله توبة من لا يجد ملجأ إلا إليه ، وأخلصوا النية له ، إخلاص من لا يرجو فرجا إلا من عنده ، واعزموا على أن لا تعودوا إلى ما كنتم فيه من معصية ، وإعراض عن الله تعالى .. ثم قال : عجّوا بنا إلى الله تعالى .. ! فعجوا عجةً واحدة ، حتى أحسوا أن أصواتهم خرقت حجاب السماء ! ثم صاح فيهم : عجوا مرة أخرى ..ولا تشغلوا قلوبكم إلا بالله ، ونزهوا خواطركم عما سواه ..واخلعوا من قلوبكم كل شيء ..! .. فلما نزهوا قلوبهم من غير الله ، ولم يلتفتوا إلى سواه ، رأوا الدنيا تصغر في عيونهم ، حتى تغدو كالعدم ، وتهون عليهم مسرات حياتهم ، وتهون عليهم قوى أعدائهم ، وأحسوا أن قلوبهم قد عاد إليها الأمل ، حين عاد إليها الإيمان العميق ، وأحسوا أنهم لا يحاربون بقوة سواعدهم ، بل بقوة إيمان قلوبهم ، ووراءهم مدد الملائكة يتتابع !! .. وكان الناس قد ضجوا البكاء والنحيب ، فرقت قلوبهم ، وشفت ضمائرهم ، ورفرفت أرواحهم ، عند ذاك صاح فيهم الشيخ بصوت مهيب جليل : الآن .. الآن أفتحوا الأبواب ، وشدوا عليهم شدة رجل واحد ، يطلب النصر أو الشهادة ..! .. وبسرعة خاطفة فتحت الأبواب ، وشد الناس جميعهم بقوة ، ووقف التاريخ مشدوهاً ، يرى كيف اقتلعت هذه الجماعة القليلة الجائعة ، بما تيسر في يدها ، كيف اقتلعت جيوش الروم المدججة الهائلة ، وكيف أنقذت الجزيرة ، وأعادت إليها الراية المظفرة التي عقد لواءها محمد صلى الله عليه وسلم . .. تلك هي القصة باختصار .. وفي بطون كتب التاريخ الكثير من أمثال هذه القصة العجيبة ، التي تقرر كيف يصنع الإيمان بأهله ، إذا هم تفانوا فيه ، فتخرج على أيديهم ما يشبه المعجزات ..! هذه القصة وأمثالها كثير ، تصب في خانة واحدة ، لتقرر قاعدة ضخمة هي : .. حين يعود الناس إلى رحاب الله بصدق ، وتكون الكثرة الكاثرة فيهم للصالحين منهم ، والكلمة كلمتهم ، وتجتمع القلوب على هذا الدين ، وحمل همه ، فما أسرع ما يكون النصر ، وما أسرع ما يأتي الفرج .. (..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) .. ( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) والآيات كثيرة .. .. وفي المقابل : حين يديرون ظهورهم لتعاليم ربهم ، ويؤثرون الانجراف مع شهوات الحياة ، ويسلمون أنفسهم إلى أيدي أعدائهم ، ويترسمون خطاهم ، ويسيرون في غبارهم .. عندها لا يلومون إلا أنفسهم .,. ( .. وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) والآيات أيضا كثيرة في تقرير هذه القضية ..
__________________ اصلا انا كدا طبعى عنادية... اسوى اللى يجى ببالى ولا يقدروا يمانعون طبعى.... سميني شيطانة,,شقية ,, ماتفرق معى... سمي!!!i!!! علياااااااااء اترك وجهى الجميل..جّميلا!! |