| .........البارت الثاني والعشرون.....
....فدخل هيو المنزل ثم تبعته إليانو فجلس هيو
بجانب ليونيدو وقال:هاهم ماهو الموضوع الذي
تريدني به..؟؟
ليونيدو:أنت تعلم أن رودريك مسافر حالياً
ونحن وجدنا تيدورا فما رأيك أن نحاول أن
نصلح بينهم الأن...؟
هيو:لكن كيف....طالما أن رودريك مسافر..!!
فقالت إليانو:نذهب إلى تيدورا ونعرف منها
سبب إنفصالها عن رودريك ونحاول أن نحل
المشكلة....!!
هيو:فكرة رائعة..ومتى سوف يكون التنفيذ؟؟
إليانو:في صباح الغد ...فسوف نذهب إليها سوياً
هيو:حسناً أتفقنا...
إنها الساعة الثالثة فجراً السماء صافية والقمر
مكتملاً وهناك شخص ينظر إلى القمر من
النافذة ...إنه جيمس فبعد أن رأى ليليا أصبحت
هي المسيطرة على عقلة وتفكيره فهو يحمل
تجاهها مشاعر كثيرة اجتمعت تحت ستار الحب..
وهو على هذه الحالة من الهدوء والتفكير العميق
فإذا بصديقه ديفيد يطرق باب غرفته...
فنظر جيمس إلى الباب وقال:أدخل يا ديفيد..!
فدخل ديفيد وقال بهمجيته المعتادة:أينك يا رجل
لقد أفتقدك الجميع في السهرة الليلة خصوصاً
الفتيات...!!
لكن جيمس لم يكترث لكلامه بل عاد مجدداً
لمشاهدة القمر وكأن ديفيد ليس موجوداً..
فتعجب ديفيد من ذلك وقال:جيمس ماذا
بك لك يومين وأنت لست على مايرام هل
حدث شيئاً أنا لا أعرفه؟؟
جيمس:لم يحدث شيء أطمئن..
ديفيد:إذاً ما بالك هكذا؟..بصراحة بددت
أشك أنك ديفيد الذي أعرفه..!!
عندها أغلق جيمس النافذة وجلس على السرير
ثم شبك أصابعه ببعضها ووضع ذقنه عليها
وقال ببرود يعلوه رهبة:ليليا لم تمت..
فنزل الخبر كالصاعقة على قلب ديفيد
فركض مسرعاً تجاه جيمس وجلس بجانبه وقال
بذهول:أنت متأكد من هذا..؟؟
جيمس بنفس لكنته السابقة:نعم لقد رأيتها بأم عيني..
فتوقف ديفيد قليلاً ثم قال:ولما القلق فأبيك وزير
قانون أي أنا لن نعاقب على الذي فعلناه بليليا..!!
جيمس:أتعتقد أن هذا هو الشيء المهم لدي..!
ديفيد بتعجب:إذاً ماهو الشيء المهم؟؟!!
فوقف جيمس وقال بغضب:المهم هو أن ليليا تنكر
أن أسمها هكذا بل تدعي أن أسمها كلارا..!
ديفيد:ولما الغضب أليس هذا من صالحنا؟؟
ثم أردف ديفيد قائلاً:لكن المهم أن لا يعلم أخيها
المجنون رودريك بوجودها عندها سوف يتأكد
أننا نحن الذين حاولنا قتل شقيقته عندئذ سوف
نصبح حدثاً كان الماضي..!!
ثم أعطى جيمس ظهره لي ديفيد وكأنه لم
يعجبه كلام ديفيد ثم قال:أتمنى أن تسامحني
ليليا على الذي فعلته بها ولكني أعرفها
عنيدة وقاسية....
فابتسم ديفيد وقال:لكنه إذا شكا لك شاب من
قسوة أمرأة فاعلم أن قلبه بين يديها...
فنظر جيمس إلى ديفيد وقال:ماذا تقصد..؟؟
ديفيد:مازلت تحب ليليا أليس كذلك...؟؟
فنظر جيمس إلى ديفيد بنظرات قلقة وحائرة
وكأنها تبحث عن إجابة ما ...لكن جيمس
تجاهل سؤال ديفيد وذهب من أمامه ولم يأبه
بديفيد الذي كان يناديه فقد سيطر سؤال
ديفيد على تفكيره.....
وفي صباح اليوم التالي أشرقت الشمس وأخذت
تمد الأرض بخيوطها الذهبية التي أيقظت تيدورا
بضوئها الساطع فأدارت تيدورا جسدها عن السرير
ثم نزلت منه بخمول وكسل ...
ثم فتحت جميع نوافذ الغرفة وأخذت تنظر إلى
السماء ثم قالت:الشمس ساطعة هذا الصباح
إنه أول يوم في الربيع هذا رائع جداً...
ثم ذهبت تيدورا وأخذت حماماً منعشاً كعادتها
ثم صففت تيدورا شعرها بطريقة جميلة وارتدت
تنوره بيضاء تصل إلى ركبتيها وارتدت عليها
قميصاً وردياً مزين بشرائط جميلة أضافت
لوجهها الطفولي بريقاً خاص....
بعد ذلك جلست تيدورا على الأريكة البيضاء
القريبة من النافذة فهي المكان المفضل لديها...
ثم تناولت إحدى الروايات وأخذت تقرأها
بانهماك حتى سمعت طرقات الباب فأغلقت
تيدورا الرواية على الفور وقالت:أدخل...
فإذا بها تسمع صوتاً مألوفاً عليها يقول:
صباح الخير....!
فوقفت تيدورا كالمذهولة وقالت:إليانو...!!
فدخلا ليونيدو وهيو وقالا:مفاجأة سعيدة
أليس كذلك..!!
فشعرت تيدورا برغبة عارمة بالبكاء عندما
رأتهم لكنها تماسكت...
فقالت إليانو:ماذا بكي وقفتي هكذا..ألا تريديننا
أن ندخل..؟؟؟
تيدورا برهبة:تفضلا...
فجلست إليانو بجانب تيدورا بينما جلس ليونيدو
وهيو بجانب بعضهم على أريكة مقابلة لهم...
ثم قال ليونيدو:كيف حالك يا تيدورا لقد
افتقدناك جميعاً...
تيدورا بصوت خفيف:بخير...
إليانو:هل تعلمين أني غاضبة جداً منكِ يا تيدورا..!
فأخفضت تيدورا رأسها وكأنها علمت إليانو
غاضبة منها...
فواصلت إليانو حديثها وقالت:لا أعلم لماذا تركتينا
فجأة وبدون سابق إنذار وكيف طاوعك قلبك
بأن تتركي رودريك الذي أحبك كثيراً و.....
فقاطعتها تيدورا قائلة ودموعها تكاد أن تنهمر:
لو كان يحبني فعلاً لما خدعني طوال هذه المدة..!
هيو بتعجب:رودريك لا يخدع أبداً فهذه ليست من
سجاياه لا أعلم من الذي أدخل هذه الأفكار
في رأسك....!!
تيدورا:لقد ألتقيت بأحدى الفتيات اللواتي تعرف
عليهن سابقاً وأخبرتني عن خداعه لهن...!!
ليونيدو بذهول:أي فتيات اللواتي تتكلمين عنهن..!
رودريك لم يتعرف على أي فتاة كما أنه لا يفضل
الجنس الناعم قبل أن يتعرف عليك....!
إليانو:كلام ليونيدو صحيح وأوكد لكي هذا ولكن
رودريك لجاذبيته كان محط أنظار الفتيات منذ أن
كان مراهقاً لذلك ربما قامت إحداهن بالكذب عليكِ
لكي تبعدك عن رودريك..
تيدورا ودموعها تجري على خديها:ماذا....يعني
أني ظلمت رودريك....يا لا سوء موقفي الأن..
ثم انهارت تيدورا باكية وهي تقول:
رودريك لا يستحقني فأنا غبية وساذجة وأصدق
كل شيء...
فهدئتها إليانو وقالت:لا بل تستحقينه...فأنتي لستِ
ساذجة ولا غبية بل طيبة القلب...وأنا واثقة بأن
رودريك سوف يسامحك...!
فقالت تيدورا وهي تخنقها العبرات:
حقاً أتعتقدين أن رودريك سوف يصفح عني...!
إليانو:نعم فرودريك يحبك كثيراً...
ثم مسحت تيدورا دموعها وقالت:
وأين رودريك الآن..؟؟
هيو:إنه مسافر حالياً..
فشعرت تيدورا بخيبة أمل وقالت:ماذا...مسافر...
إليانو:لكنه سوف يعود قريباً وسوف تعودان لبعضكما...
تيدورا:أتمنى ذلك فقد اشتقت إلى رودي كثيراً...
فتظر ليونيدو وهيو إلى بعضهم بتعجب وقالا سوياً:
ومن هو رودي..؟؟!!
تيدورا:ماذا بكم إنه رودريك...!
فضحكا سوياً فقالت تيدورا بتعجب:
مالمضحك في لأمر..؟؟!!
إليانو:دعكي منهما ..وهيا لنذهب الأن...
تيدورا:إلى أين؟؟
إليانو:إلى منزلي فسوف تسكنين معي إلى أن
يعود رودريك...!
تيدورا:لا أرجوكِ أريد أن أبقى هنا إلى أن يعود
رودريك...
إليانو:لكن...
تيدورا:أرجوكِ إليانو...!
إليانو:حسناً كما تشائين..
فخرج الجميع من غرفة تيدورا فشاهدت كلارا هيو
وهو يذهب إلى الخارج برفقة إليانو ليونيدو
فكاد قلبها أن يقف عندما رأته فشعرت برغبة
عارمة بأن تجري إليه وتحتضنه من شدة شوقها
إليه لكن خوفها من المستقبل كان يمنعها..
فظلت كلارا ترقبه إلى أن رحل بعدها انطلقت
دموعها رغماً عنها فهي شعرت بأن قلبها
ذهب معه....
ثم مسحت كلارا دموعها وقالت في نفسها:
يا ترى لماذا أتى هيو إلى هنا؟؟
أما تيدورا فلقد أثلج صدرها كلام إليانو فاسترخت
على السرير وقالت بسعادة:متى ستأتي يا رودريك؟
....لقد اشتقت إليك كثيراً....ثم اخرجت الخاتم الذي
وضعته داخل المزهرية وأرتدته وقالت:
أحبك يا رودريك ......متى سوف تأتي..؟؟
ومن أشواق تيدورا نذهب إلى أحزان تولين
فحالتها ازدادت سواءً أكثر من السابق فكانت تبكي
طوال الوقت في غرفتها...
فذهبن إليها شقيقتها بولين وطرقت عليها الباب
فمسحت تولين دموعها ثم أمرت أختها بالدخول..
فدخلت بولين وجلست بجانب تولين وقالت:تولين
أنتي تحبيني أليس كذلك..؟!!
تولين:با لتأكيد...!
بولين:إذاً أخبريني مالذي دهاكِ..لقد تغيرتي كثيراً؟!
فقامت تولين وقالت محاولة تغيير الموضوع:
يجب أن أذهب اليوم إلى السوق فأنا أحتاج
لبعض الملابس ...!!
فأمسكت تولين بيدها وقالت:لن تذهبي قبل
أن تخبريني مالذي جرى لكي..؟!!
تولين وهي تكاد أن تبكي:أرجوكِ دعيني أذهب..!
بولين بصوت مرتفع قليلاً:بعد أن تخبريني أذهبي
كما تشائين...!
فجلست تولين وقالت وهي تبكي:مالذي
تودين معرفته..؟؟
بولين:الشيء الذي غير حياتك وجعلك حزينة هكذا.
فمسحت تولين دموعها وقالت:لقد لعبت
مع كريستينا لعبة حقيرة كانت ضحيتها تيدورا..
بولين بتعجب:تيدورا...من هي تيدورا؟؟
تولين:إنها خطيبة رودريك..
بولين:أها...هيا أخبريني مالذي فعلتماه لها..؟؟
فأخبرت تولين بولين بكل شيء...
فقالت بولين بغضب:كيف فعلتي ذلك...أين قلبك..؟؟
تولين وهي تبكي:أرجوكِ أصمتي فلقد نلت من
تأنيب الضمير بما فيه الكفاية...
فوقفت بولين وقالت بحزم:هيا قومي..!
تولين بتعجب:إلى أين؟!!
بولين:إلى رودريك فسوف تعترفين له بكل شيء..
تولين:لكن.....
بولين بغضب:أذهبي حالاً وإلا فلن أكلمك طوال
حياتي...
ثم ذهبت بولين من أمام تولين فقال تولين وهي
تبكي:يا إلهي..مالذي سوف أفعله..هل أخبر
رودريك ...لا..لآ مستحيل فما الذي سوف يقوله
عني عند إذاً...لكني سوف أخسر أختي ...!
فأخذت تولين وقتاً طويلاً وهي تفكر على هذا
النحو لكنها في النهاية تشجعت وقررت أن
تذهب إلى رودريك...فتولين ليس لديه إستعداد
أن تخسر شقيقتها ولو على حساب حبها...
فاستقلت تولين سيارتها ذاهبة إلى منزل رودريك
وكانت طوال الطريق تفكر في ماذا سوف
تكون ردة فعل رودريك...
فوصلت تولين إلى منزل رودريك الرئيسي
وليس الخاص ثم نزلت من السيارة وأخذت تحدق
في فخامة وأرتفاع هذا المنزل الشاهق...
ثم اغمضت عينيها وقالت:أتمنى أن تسير الأمور
على مايرام...
فذهبت تولين بإتجاه بوابة المنزل بخطوات
متثاقلة حتى وصلت إليها ثم رنت جرس الباب
بعد تردد منها عندها فتح لها أحد الخدم الباب وقال:
أهلا بكي...ماذا تريدين..؟؟
تولين بتوتر:السيد رودريك هنا..؟؟
الخادم:لا..إنه ليس موجوداً..
تولين :وهل تعرف إلى أين ذهب؟؟
الخادم:إنه مسافر حالياً إلى هولندا..
تولين:حسناً شكرا لك...
فأقفل الخادم الباب ثم وضعت تولين يدها
على قلبها وقالت:الحمد لله إنه مسافر...!
لكنها تفاجأت بصوت خلفها يقول:
مالذي تريدينه مني..؟؟
فنظرت تولين إلى الخلف وقالت بخوف:
رودريك....!!!
................................. |