وفي غرفة ساند كان الأخير جالساً مع نادي وقال:
-هكذا إذن
فقال نادي: أجل
فتنهد ساند وقال: إن ألفريد مجنون حقاً
-معك حق في هذا
-وماذا ستفعل بشان تينا؟
-لست أدري أتمنى حقاً أن تكون بخير
فنهض ساند وقال:
-حسنا هيا تعال لنقابل والدي لا بد أنه بانتظارك
-حسناً.
وعلى الشاطئ كان ألفريد يلعب مع سارة بالماء فيما كان داني وسار يباريان لين ورومي بكرة السلة والوحيد الذي كان الهدوء يسيطر عليه هو أيان الذي كان مستلقٍ على المقعد أسفل أشعة الشمس.
انطلق ساند على ظهر تنينه وهو يسابق نادي الذي كان يستقل تنيناً آخر وهو خلفه فنظر ساند إليه وقال:
-ستخسر الآن يا نادي
-آه حقا سنرى هذا
وربت على رأس التنين وقال: هيا لنسرع يا روي
فانطلق التنين بقوة نحو ساند الذي قال:
-لن تهزمني
وهم بأن يزيد من سرعته لولا أنه فوجئ بمصاصي الدماء أمامه فبدت الدهشة عليه وقال:
-ما هذا؟
وأمسك لجام التنين بقوة ليوقفه فتوقفت نادي بجانبه وقال:
-ما بك؟
ونظر لمصاصي الدماء الذين تقدمهم بيكار وكون فقال نادي:
-بيكار
فيما قال ساند: كون
فتقدما نحوهما وقال كون: من الجيد أنك تذكرني
فقال ينادي: ما الذي تفعلان هنا؟
فقال بيكار: ما نريده سهل جدا
وأضاف بمكر وهو ينظر لساند: أنت
فبدت الدهشة على ساند وقال: ماذا؟
فقال كون: هجوم
فانقض مصاصي الدماء نحوهم ليمسك ساند سيفه وقال: تعالوا
وانقض نحوهم فيما كان نادي يوجه لهم ضربات الماء وهو على ظهر تنينه أما كون فأمسك رمحه وقال:
-سأنهي هذا الأمر بسرعة
وبدت الطاقة تتكون على الرمح ووجهه نحو ساند وقال:
-أحلاما سعيدة
وأطلقها نحوه فيما وجه ساند ضربة من سيفه لأحد المهاجمين وهم بأن يوجه ضربة لآخر لولا أن ضربة كون أصابته مباشرة لتتسلل في كل جزء من جسده فبدا الخدر يسري داخله وأفلت سيفه الذي هوى للأسفل فنظر نادي إليه وقال:
-ساند
وهم بأن يتحرك ولكن الرجال أحاطوا به فقال:
-تبا
أما ساند فتهاوى فجأة ليسقط بين يدي بيكار الذي قال:
-جيد والآن
ونظر لنادي وقال: أحضره أيضا لا نريد أن يعلم أهد بهذا حالياً
فقال كون: في الحال
ووجه رمحه نحو نادي الذي أطاحت المياه بأحد الرجال أمامه ولكن ضربة كون أصابته مباشرة فقال:
-يا إلهي
واختفت طاقته من حوله ليتهاوى على ظهر تنينه فتقدم كون منه وقال:
-ها قد تمت المهمة
وحمل نادي وقال: هيا لنغادر
-حسنا
وانطلقا ليغادرا المكان مع رجالهما.
سار بيكا في الحديقة مع كين وهو يداعبها بمرح فيما كانت الصغيرة تضحك بمرح وقالت:
-إذن هل اتفقنا؟
-كما تريدين اتفقنا
-رائع
وعانقته بحرارة وقالت: أنا أحبك يا خالي
فأحاطها بذراعيه وقال: وأنا كذلك يا صغيرتي
فاتجه راي نحوهما وقال: يبدو أنني على وشك أن اقطع اللحظة العائلية الدافئة
فنظرا إليه وقالت كين: أنت تفعل هذا دائماً
فبدا الغيظ على راي وقال: هذه الفتاة بحاجة للتأديب يا بيكا
ولكنه ربت على رأسها وقال: لا تفكر بأن تلمسها حتى
فتنهد راي وقال: ولِمن ستكون طبعا لخالها
فقال بيكا: يا لك من مزعج يا راي
فقالت كون: ما الذي تريده؟
-أنا، أجل هل رأيتما ساند ؟
فقال بيكا: أجل لقد خرج مع نادي ليتسابقا
-ماذا؟ ثانية
-لماذا؟ ما الذي تريده منه؟
-الملكة تريده
فقال بيكا: عتقد أنه قد يتأخر فقد قال أنهما سيغيبا لفترة
-حسنا علي ان أخبرها أراكما لاحقا
وغادرهما متجها للقصر فيما أكمل بيكا سيره مع كين.
وعودة للعالم الواقعي وبالتحديد نحو شاطئ البحر حيث كان لين والباقين يتحلقون حول غطاء أزرق سماوي على الشاطئ وهم يتناولون الشطائر بمرح وقالت سارة:
-أجل ما قولكم ؟
فقال رومي: لا وألف لا
فبدا الغيظ عليها وقالت : لماذا؟
فقال بمكر: لأنها فكرتك
فبدا الغضب عليها وقالت: ماذا؟
وأمسكت أقرب ما وصل ليدها والذي كان عبارة عن علبة من المربى ورمته بقوة على وجهه ليصيبه مباشرة ويسكب كاملاً عليه فضحك الجميع وقال ألفريد:
-تستحق كم مرة حذرتك من هذا
أما لين فقال وهو يحاول أن يتمالك نفسه : إن منظرك مضحك حقا يا رومي
فنهض عن الأرض والمربى يقطر منه وهو ينظر إليهم بغضب فحاولوا أن يكتموا ضحكهم وقال سار:
-لا يمكنني أن أحتمل هذا
أما سارة فقالت برضى: هذا جيد
فقال أيان: يا لك من مسكين يا رومي
فنظر إليه بشرر فيما كان داني ينظر إليهم بابتسامة هادئة فنظر لين إليه وبدت الراحة على وجهه وقال:
-هذا رائع لقد تمكن من تفادي الصدمة
وأعاد نظره لرومي الذي كان يتشاجر كالعادة مع سارة وألفريد الذي كان يحاول أن يهدأ صديقته فيما كان سار وأيان مشغولان بالضحك.
وقف ساند وهو يحاول مع نادي أن يحطما قضبان الباب الحديدي في الزنزانة وبعد برهة جلسا أرضا وقال ساند:
-تبا لا فائدة
-ما العمل الآن؟
-لا أعرف
-ولكن ما الذي يريدونه منك؟
-وما أدراني إنها مشكلة حقيقة لا أحد يعرف مكاننا يا نادي
-علينا أن نعرف ما الذي يريده منا
-وكيف ؟
-لا خيار أمامنا سوى الانتظار
-آه تباً.
دخل بيكا وراي إلى مكتب الملك حيث كان الأخير جالساً مع روميد ووقفا أمامه وقال بيكا:
-طلبتنا سيدي
فنظرا إليهما وقال الملك: ألم يعد ساند ونادي بعد؟
فقال راي: لا ليس بعد يا سيدي
فقال روميد: وإلى أين ذهبا؟
فقال راي: لا أدري
فقال الملك برنة قلق: هذا لا يطمئنني بيكا راي ابدأا البحث عنه حالاً
فقالا: حاضر
وخرجا من المكتب فقال روميد:
-لا بد أنه يجول هنا وهناك لا داعِ للقلق عليه
-أرجو هذا يا روميد.
انطلق الحراس في كل مكان وهم يبحثون هنا وهناك ليمضوا الليل بطوله على هذه الحال.
سار بيكا مع راي في ممرات القصر صباحاً والتعب بادٍ عليهما وقال بيكا:
-لا فائدة أين يمكن أن يختفيا هكذا؟
فقال راي: لست أدري لقد قلبنا العاصمة بأكملها بحثاً عنهما
-هذا سيء
-هل تعتقد أنهما مع لين ؟
-كلا لقد كلمته وقال لي انه لا يعرف أي شيء عنهما
-وما العمل الآن؟
-لا أعرف ولكن علينا أن نخبر الملك
وتابعا سيرهما نحو المكتب الملكي.
وفي ملعب كرة السلة كان فريق الجامعة يلعب مباراة تدريبية رومي وأيان ولين في الفريق الأول مع عدد أخر فيما كان داني وسار في الفريق الآخر أما سان فكان الحكم، وعلى المقاعد كانت سارة جالسة تتحدث مع ألفريد وقالت:
-إذن أنت موافق
-لا مشكلة
-رائع ألفريد
فابتسم وقال: لا مشكلة
ولكن لين قطع حديثهما قائلاً:
-ما هو الرائع بالضبط؟
فالتفت الاثنان إليه حيث كان يقف وهو يجفف عرقه مع الباقين فقالت سارة:
-هل انتهت المباراة بهذه السرعة ؟
فقال رومي بسخرية: بسرعة لقد استمرت لساعة ولكن يبدو أن الحديث لحبيب القلب لا يجعلك تدركين الوقت
ولكن أياً منهما لم يعطي كلامه اهتمام وقالت سارة:
-لن نرد عليك صحيح؟
والتفتت لألفريد فقال: أكيد
وضحكا فقال رومي: حسناَ سأعترف لقد بدأ ألفريد يدخل في جو هذه الفتاة تماماً
فقال سار: معك حق
أما لين فقال: على الأقل هذا سينسيه ما ينتظره
أما سارة فقالت: يا شباب ستقام حفلة هذه الليلة في ملهى لويال
فقال سار: أجل أعرفه
-هذا جيد ما رأيكم بالقدوم ؟
فقال أيان: لا أعرف ما رأيكم يا رفاق؟
فقال رومي: لا مشكلة بالنسبة لي
أما سار فقال: حسناً
في حين قال داني: آسف لدي ما أفعله
وأضاف لين: وأنا وألفريد لدينا عمل مهم
ولكن سارة قالت بقوة: لديك ماذا؟
فنظر إليها برعب وقال: عمل مهم
-لا يا صديقي اذهب لعملك المهم هذا لوحدك ولكن ألفريد سيأتي معي
فال لين بعناد: لا لن يأتي معك
-بل سيأتي
-قلت لن يأتي
-سيأتي
-لا
-بلى
-لا
-بلى
واستمرا بهذه المجادلة والباقين يراقبون باستغراب. |