بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. الأحبة في الله تعالى ..
مشروعنا الثاني هو مشروع " اسجد واقترب " ، فيا كل من تخشى الحرمان في شعبان ورمضان ،
يا من أزعجك قول النبي عليه الصلاة والسلام :" بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له "
هيا تقرب ، فعليك بكثرة السجود لتنال شرف المقربين ، ولتكون في رفقة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم .
فما المطلوب منَّا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " الصلاة خيرُ موضوع, فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر فليستقلَّ أو ليستكثر " [ رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني ] ومن يتعبد يزدد قوة ، ومن يتكسل يزدد فترة .
أولاً: تثبيت الورد اليومي (12 ركعة ) [ لا يعذر في ذلك أحد ]
في حديث أمّ حبيبة: ((من حافظ على ثِنتي عشرةَ سجدة في يومِه وليلته حرّمه الله على النار: أربعًا قبل الظهر, ركعتين بعدَ الظهر, ركعتين بعد المغرب, ركعتين بعد العشاء, ركعتين قبل الفجر)) [ رواه مسلم ] .
ثانيًا : مجاهدة النفس في تحقيق هذه السنة [ استعدادات رمضانية للجميع ]
(1) وفي الحديث الآخر أيضًا: ((مَن حافظ على أربعٍ قبلَ الظهر وأربع بعدها بنى الله له بهنّ بيتًا في الجنّة)) [ رواه الترمذي وصححه ]
(2) قال : ((رحِم الله امرأً صلّى قبل العصر أربعًا)) [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
(3) وقبلَ المغرِب يقول : ((صلّوا قبلَ المغرب, صلّوا قبلَ المغرب, صلّوا قبلَ المغرب)), ثم قال: ((لمن شاء))، كراهيةَ أن يتّخذها النّاس سنّة . [ رواه البخاري ]
(4) وقال: ((بين كلّ أذانين صلاة)) . [ متفق عليه ]
ثالثًا : صلاة الضحى ( أربعًا للجميع ، ثمانية لأصحاب الهمم العالية )
فقد أخبرت أم هانئ أن النبي صلى يوم الفتح في بيتها الضحى ثمان ركعات [ رواه ابو داود وصححه الألباني ]
وفي الحديث القدسي : " يا ابن آدم . اكفني أول النهار أربع ركعات أكفك بهن آخر يومك " [ رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الألباني ]
رابعًا : الاهتمام البالغ بالوتر وركعتي الفجر :
قال : ((أوتِروا يا أهل القرآن, فإنّ الله وترٌ يحبّ الوتر)) [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
وكان نبيّكم يحافِظ على الوتر, وشرَع للمسلم أن يوترَ آخرَ الليل إن وثِق بنفسه في قيام الليل,
أو يوترَ أوّل الليل إن لم يثق بنفسه من قيام آخر الليل، فليوتر بعدَ صلاة العشاء وسنّتها، المهمّ المحافظةُ عليه.
وهذا الوترُ أكثرُ ما نقِل عنه أنّه أوتَر بثلاثَ عشرة وأوتر بإحدى عشَرة،
وربّما أوتَر بتسع ركعات متواصلات، يجلس بعد الثامنة ثمّ يقوم فيصلّي التاسعة, وربّما سرد سبعًا، وربّما سرد خمسًا.
والوتر أقلّه واحدة، وأدنى كماله ثلاث، يوتِر المسلم بها بعد العشاء وسنّتها،
فيصلّي ثلاث ركعات، إن شاء فصَل بينهما بسلام، وإن شاء وصلهما ثلاثًا, وإن صلّى خمسًا أو سبعًا فذاك خير وأفضل,
وإن وفِّق للكمال فصلّى إحدى عشرة ركعة يسلّم من كلّ ثنتين ويوتِر بواحدة فذاك الكمال الذي هو هديُ نبيّكم ،
تقول عائشة رضي ا لله عنها: ما كان نبيّكم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة, يصلّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ,
ثمّ يصلّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ, ثمّ يوتر مِن ذلك بثلاث .
ونبيّكم إذا سافر قصر الصّلاة، فلم يصلّ قبلَ الظهر ولا بعدَها ولا بعدَ المغرب ولا بعدَ العشاء,
لكن الركعتان قبلَ الفجر ما كان يدَعهما مع الوترِ لا في حضرٍ ولا في سفر
، تقول عائشة رضي الله عنها: لم يكن محمّد على شيء من النوافل أشدّ تعاهُدًا منه على ركعتَي الفجر، وكان يقول: ((ركعتا الفجر خيرٌ من الدّنيا وما فيها)) .
إقتباس:
فالمشروع :
1- لا تقل نوافلك عن 33 ركعة يوميًا ( 2 قبل الفجر + 4 الضحى + 4 قبل الظهر + 4 بعد الظهر + 4 قبل العصر + 2 بعد المغرب + 2 بعد العشاء + 11 قيام الليل ) .
2- نريد مسابقة في الخيرات لأصحاب الهمم العالية (100 ركعة نافلة يوميًا ) كما كان يصنع ذلك غير واحد من .
من باب : " صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين "
تذكروا ...
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ [البقرة:197]
، فخير النّاس من تزوّد من دنياه لآخرته, ومن حياتِه لمعادِه, يتزوّد قبل أن يندَم وقبل أن يتمنّى فرصةَ عمل يتقرّب بذلك إلى الله.
رُئي أحدُ السّلف بعد موتِه في منامه فقيل: ما حالتك؟ قال: أنتم تعلمون ولا تعمَلون،
ونحن نعلَم ولا نعمَل، والله لركعتان في صحيفةِ أحدِنا أحبّ إليه من الدّنيا وما فيها.
عوتِب بعضُ السّلف في آخر كبَر سنّه فقيل: ما هذه النوافل وقد كبُر السنّ وثقل؟!
قال: هذا جسدٌ أتعبُه بالطّاعة قبلَ أن يأكلَه الدّود.
أحبتي في الله ...
تعال نصنعها لننال محبة ربنا : في الحديث القدسيّ يقول :
((ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه, فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصِر به، ويدَه التي يبطِش بها، ورجلَه التي يمشي بها، ولئِن سألني لأعطينّه, ولئن استعاذني لأعيذنّه)) [ رواه البخاري ]
أسأل الله أن يوفّقني وإيّاكم لصالح العمل,
وأن يجعلنا وإيّاكم من المسارعين في الخيرات,
وأن يتقبّل منّا ومنكم أعمالنا, وأن يوفّقنا لعمل يرضي ربّنا قبل لقائه,
إنّه على كلّ شيء قدير.
وكتبه
هاني حلمي
4 شعبان 1431 هـ